تنشئة الطفل على تحمل المسؤولية
*إن تربية الطفل على تحمل المسؤولية من الأساسيات الهامة في*تنشئته للاعتماد على نفسه و و حتى يعتمد عليه لاحقا , فجميعنا لا يخفى عليه أهمية أن يكون مسؤولا عن نفسه و عن من حوله بما يتناسب مع قدراته و إمكانياته .
فأطفالنا بحاجة الى أن نمنحهم الثقة والفرصة, وأن ندفع بهم و نشجعهم على ذلك.
و قد نشاهد من حولنا بعض النماذج و الذين نلتمس فيهم عدم تحملهم لأنفسهم ، فنجدهم كثيروا البكاء والصراخ , مزعجون حتى تلبى رغباتهم , لديهم حب للتملك و عدم احتفاظهم لممتلكاتهم و قد يتعدى ذلك لإتلاف ممتلكات الأخرين او المكان .
و عدم تدريبه و الاهتمام بذلك ينشئ منه في المستقبل شخص بالغ غير مهتم بنفسه و بتصرفاته , فنجده دائم الاتكال , سريع الغضب , و قد لا يشعر بالأخرين ممن يقوم على خدمتهم .
*و حتى نبني جيل ومجتمع قادرٍ و فعال لابد أن نسعى و نجتهد لغرس المسؤولية و لتعزيزها في نفوس الأطفال منذ الصغر , و ذلك بتكليفهم ببعض المهام المتوافقة مع خصائصهم العمرية, فقدراته في السادسة تختلف عن أخر في مرحلة أكبر ,و لنضع ذلك بعين الاعتبار حتى لا نرهقهم و نصل بهم لمرحلة من الإحباط .
*وأتفق الكثير من العلماء على أن السن المناسبة لتعويد الطفل على تحمل المسؤولية هو سن الثالثة و ذلك لأنه سن التدريب و الممارسة , فهوا في هذه المرحلة أكثر قابلية للتعلم والتدريب , و يقوم العالم جاك جاك روسو التحمل هو أول شيء يجب على الطفل تعلمه وهذا هو أكثر شيء سيحتاج لمعرفته.
وكل ما يطلبه أطفالنا منا هو أن نتثق بهم و نشجعهم و نعزز ما يقومون به , بالإضافة الى أنهم بحاجة لأن يروا القدوة الصحيحة أمام أعينهم ، لذلك من المهم أن يلاحظوا حرص والديهم و أفراد أسرتهم و التزامهم بأداء مهامهم دون تضجر أو إنزعاج , *و حتى يشعروا أن تحمل المسؤولية أمرا يدعوا للنجاح و الفخر .
وتربية أطفالنا على تحمل المسؤولية يعزز ثقتهم بأنفسهم , ويشبع لديهم العديد من الحاجات النفسية منها : الانتماء و النجاح , ف الطفل سيشعر بأنه فرد مهم من هذه العائلة وأنه بقدراته يستطيع أن يعتمد على نفسه و يستطيع أيضا أن يقدم لهم ما يمكنه أن يقوم به , و يساهم أيضا في تخفيف الضغوطات المنزلية على الوالدين , و يساعد على تفريغ طاقاتهم بما ينفع , و على إكسابهم العديد من الخبرات والمهارات , و سينمي لديه روح الاستقلالية .
ولنتذكر :
أن تدريب الطفل و تعليمه على تحمل المسؤولية هيا مسؤولية الجميع تجاه أبنائهم
وتجاه مجتمعهم .