المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024

دستور الحُب

يقال بأن أي علاقة [ حُب ] ينتهي بـ الزواج هو حُب صادق ! أتركوا عنكم تلك الخرافات ، لم تكن تلك المقولة سوا تأليف الروائيين ومنتجي الأفلام وعلى شاكلتهم ، يعني بـ الصريح [ شيء سِينمَائي ] ، أنظروا من حولكم ! من استمر بـ زواجٍ عن طريق الحُب ؟ ، من النادرِ جدًا من كانوا على تلك الدراما وربما ولّى زمانهم مذُ القِدم ، إن تلك العلاقة تحديدًا ليست بتلك النهاية كما نعتقد وخصوصًا في زمننا هذا وإن تمت تلك العلاقة بالزواج فمع مرور الوقت تتلاشى كُل تلك التفاصيل التي أغرقوا تحت سماءها ، ويذبل ذلك الشوق المتلّهف عند لقائهم في كل مرة ، ويصبح الإعتياد ذلك باهت لا إثارة فيها ويموت ذلك الشعور لا إراديًا. ونشوة الحب تتحول من كتلة الجنون إلى بتلات متساقطة مملة ، ويتوّلد لديهم حاسة الإستشعار بـ الشكوك والظنون بينهما .فـ يصّبح كلاهما على وجه بعضهم البعض دون إي تبادل للمشاعر. عكس تلك الأيام التي ينتظرونها حتى يجتمعا ويتجدد حبهم في لحظة العناق*شعورٌ كالونٍ مشع تحول إلى لونٌ رمادي ، أمرٌ يجعل الكرة الأرضية تقف ، مالذي حصل ! مالذي تغيّر ؟ أليس من قانون الحب الأول أن بداية أي علاقة حب تنتهي بالزواج ؟ حسنًا، لماذا أصبحت تلك العلاقات بها من العبث والطيش والتهاون وإرهاق القلب بتلك الخفقات التي تُميز العاشقين في لحظات اللقيا . مالذي حدث!؟ . عندما ينتظر الأخر حبيبه من إنتهاء عمله حتى يلتقي به ويعد الدقائق قبل الساعات حتى يجتمعا . مالذي حصل !؟ حين أُكملت قصة حبهم بالزواج*؟ مالذي تغيّر !؟ بعد إنتهاء شهر العسل يصبحان وكأنهما مجبران على بعضهم البعض دون أي تحمل ولو سماع كلمة . لا بد من معالجة هذا الامر حتى لا تصبح دوامةً سوداء على المحبين الصادقين في حبهم ، قد يؤثر على الأشخاص الذين في بداية مشوارهم في دستور لحب [ سنة أولى ] عندما يسمعون عن تلك القصص التي أصبحت مثل حكايات جحا ( ماسمعت سالفة فلان ، كان يحبها من سبع سنوات ، وبعد يومين من زواجهم اطلقوا ) . مالذي حصل !؟ لماذا هل حقًا حبهم كان زيفاً ؟ ومجرد نزوات. مؤقتة؟ مالذي حصل ! هل هناك مبرر للحب على فعل مثل هذا ؟ وياترى ماذا تسمى بتلك العلاقة؟ كل ما أريد قوله هو لابد من تطهير كلمة [ الحب ] . والتمعن والتفكر والتدبر في معانيها . عكس تلك الملابسات المفسدة والرديئة لمن ظن أنه من أساسيات الحب . أنا لا أؤيد تلك العلاقات المحرمة ، فهي لم تكن سوا وصول إلى غرضٍ وإشباع رغباتٍ ، اؤمن بـ الحُب وتلك اللحظات المقدسة بين العاشقين . فـ تلك المحبة قد خلقها الله فطرة في أرواحنا الطاهرة وعلى حدود شرعه وسنة نبينا محمد ( صلَّ الله عليه وسلم ) . مثل حُب الرسول لـ خديجة رضي الله عنها ، فلم تشهد التاريخ مثل حبهم الطاهر ، وحديثه ومديحه وحبه لها . فحبهم مدرسة ، ودستور حبٍ مليئ من الأمور التي لازلنا نجهل عن كلمة الحب . ولكن ! في زمننا هذا إندثر هذا الأمر ، وأصبح أمرٌ عادي مجرد سماع تلك الكلمة " أحُبك" لا يفزع له القلب ولا تتسارع النبضات ، ولا يشح لونك وتتبدل مشاعرك . ماتت تلك الوجدانيات ، فكيف نحيها؟ وكيف نجدد تلك المشاعر التالفة؟! . حتى المتزوجين ، سواء عن طريق الحب أو عن طريق العُرف قليلٌ جدًا من منهم يستخدمُ كلمة [ أحبك ] . أصبحت كلمة ، مثقلة على لسان الزوجين ، وسلسة في ألسن من يدّعون الحب في علاقاتهم المحرمة . بل أيضًا كذلك الأخ لا يقول لشقيقته [ أحبك ] ، وكأنه أمر معيب . من المفترض أن تلك الكلمة ، تكون معتادة على ألسنتا وتقال في كل لحظة وليست محصورة على لحظة مناسبة . ودون سبق . هل تعلم بأن كلمة [ أحبك ] حين تقال لشخص في لحظة مفاجئة ، تتسع صمامات القلب ويضخ الدم بنسبة تزيد عن ٧٥٪‏ من نشاطه في الجسم ، وتتسع بؤبؤة العين على حد يزيد من حدة الوضوح إلى ٣٠ ٪‏ ، وتتجدد مشاعر الشخص إلى شعور يشعر وكأنه محلق في السماء *وينسى بنسبة ٣٠٪‏ من لحظات محزنة وكئيبة . لِم تحرمهم من تلك الإنفعلات واللحظات الجميلة لشخصٍ حقًا تحبه . لمِ تحرمهم من سماع تلك الكلمة ، وأنت في دبر كل صلاة تدعوا الله بأن لا يمسهم سوء ، وأن يمد في عمرهم . والدتك ، والدك ، أخوك ، زوجتك ، أختك ، إبنك ، صديقك . ألا يحق لهم بأن تسعدهم وتزيد من الشعور الجميل بداخلهم !؟ بتلك الكلمة تخبرهم بأنهم هم أعظم ماتملكهم في هذه الحياة . فهم حقًا يستحقون أن تقال لهم تلك الكلمة كل يوم وفي كل لحظة . لا أريد الحب أن يسقط في*هاوية الغرق ولا يُلام بـ فجيعة الإخفاق بـ مجرد أن أحدهم*لوّث معنى الحب بدناءة أصبح الكثير يشيحون عن دائرة الحُب وكأنه كجيفة نافقة تفور وأصبحو بمجرد معايشة*لحظات الحب يتوشحهم الخيبة والإنكسار والهروب . تذكروا دائمًا : أن ‏الحب ! يعني بقاء ، أن نبقى رغم الصعاب رغم الهلاك ‏رغم الطقوس ورغم إختلاف الاراء . ‏الحب ! لا يعني لقاء وتنتهي بمجرد إختلاف وتفترق الطرقات . لن نكون بخير دون الحُب . ولن نشعر بـ سعادة دون الحُب . ولا تتعالى ضحكاتنا دون الحـب . ستشعر معنى الفقد الحقيقي إن أنتزع من قلبك معانيها . إنها الأقدار المكتوبة لنا بأن نعيش تلك التناقضات بـ دوامة الحُب مُباح فيه الهلاك . مُباح فيه العشق . مُباح فيه الجنون . مُباح فيه الغرق مُباح فيه البكاء يكبر حجم القلب وتتسارع الأنفاس وتدرك معنى البوح من بين حنجرتك وإلتحام بجدار الروح ليعيد النفس بأمد الحياة ، وتعرى فصاحة اللسان وتنسى حشرجة الإحساس ويرسم الظل نبض الشفتين على ذروة طرق المسافات ، مازلنا نملك القوة وطهارة النفس وعفة الروح بأن نعيد ذلك الحُب العفيف كما في دستور الفطرة.
بواسطة :
 0  0  7.6K