المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024

ماذا قدم معرض التعليم العالي هذا العام؟!

انعقد قبل ايام المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي وبمشاركة ٢٨ متحدثا و٥٩ ورشة عمل و٣٨٧ جهة مشاركة ولمدة أربعة أيام متواصلة .

فهل كان لهذه الأرقام أصداء تتردد في صيغة إنجاز ملموس يختلف عما قدم في الأعوام الماضية؟!
إن مثل هذه المعرض موجهة بالدرجة الأولى للطلاب والأكاديميين ؛ فمن الجانب الأكاديمي يأتي الأستاذ بخبراته وإمكاناته في حقيبة تدريبة أو ورشة تجريبة غالبية حضورها من الأعضاء بذات الدرجة.

وهنا لا تنتفي الفائدة فالاحتكاك بالتجارب وإعادة غربلة الرؤية مرة بعد أخرى ضرورة ملحة؛ ولكن ماذا عن الطلاب!! الذين يأتون متطلعين بشغف للخدمات والأقسام العلمية التي تقدمها الجامعات ومعايير القبول فيها ورؤية زملاء سبقوهم في الانتساب لتلك الجامعات والاستفادة من تجاربهم وتوجيههم وتوسيع مداركهم في الحصول على قبول في مسارات تناسب توجهاتهم .

أن الذي يحدث هو عزوف هذه الفئة المستهدفة وقلة تواجدها سواء في مشاركتها في التنظيم أو الزيارة سواء كانت زيارات شخصية أو مجموعات مدرسية.
والحقيقة أن الصورة التقليدية التي نجدها في المعرض لا تختلف تقريبا عن طريقة القبول والتسجيل الورقية القديمة التي التحقت أنا وجيلي بها للجامعات ولا فرق في ذلك بين جامعة وأخرى في تقديم تلك الصورة والمعرفة، فالأقسام التابعة للجامعات مجهزة بأجمل الورود وأشكال الضيافة والنشرات المنوعة ومجموعة كبيرة من الممثلين والممثلات الذين هم من الكادر الإداري في الجامعات، فجاءت بذلك غالبية الجامعات في صورة مكررة نمطية شكلية علاوة على ذلك المضمون المكرر بأقسامها المشتركة في غالبيةالجامعات دون وضع معيار مفاضلة بين ذات القسم في هذه الجامعة وتلك إلا أقدميتها؛ في حين أن خير من يمثل الجامعة ومعيار جودتها الأول هم طلابها وطالباتها النتيجة الحقيقة لما تقدمه الجامعة في كافة تخصصاتها.

فَلَو أن كل جامعة خصصت متحدثا من طلابها لكل قسم يحكي تجربته في ذلك التخصص، مع وضع قائمة بأسماء ومجموع الخريجين ومعدلاتهم والمميزات التي خولتهم للعمل بعد التخرج لكان ذلك أجدى بكثير في عرض النواتج الإيجابية للتعليم؛ وقد قدمت الجامعة الإسلامية في هذا نموذجا رائعا من خلال صورة لخريجيها الذين أصبحوا وزراء وسفراء خارج ولدى المملكة.
إن تكرر التخصصات في عدد من الجامعات يجعل آلية المفاضلة بين هذا القسم وذاك محيرة؛ لكن إرفاق مثل هذا الفعاليات واستثمارها بوصفها فرصة للإعلان عن ابتكارات الجامعة العلمية وتجاربها التي حققت حلولا تتناسب والمتغيرات الاجتماعية والثقافية هي الفارق الجوهري بين تخصص مشترك في أكثر من جامعة؛ أو تخصص معين تنفرد به جامعة عن بقية الجامعات، ومن هنا يبدأ الطالب في التفكير جديا في الجامعة التي ستحقق له تحولا وإضافة نوعية تختلف عما تقدمه الدراسة في التعليم العام والدور المستقبلي المنوط به بعد الانتساب إلى التعليم الجامعي.

 
بواسطة :
 0  0  7.8K