حياة الورود
الْوُرُودُ أَجْمُلُ مَا خلقها اللَّهِ مِنَ النَّبَاتَاتِ بِرِائحَتِهَا الذَّكِيَّةِ وَبِأَلْوَانِهَا الْبَرّاقَةِ..
فَهِي تَمْنَحُ لِلرّوحِ بَهِجَةُ وَسَعَادَةُ وَطُمَأْنِينَةٌ، وَلِلْعُيُونِ رَوْنَقَا وَجَمَالَا وَتَفَاؤُلًا..
الورود َتسهم فِي تَغَيُّر الْحَيَاةِ إِلَى الْأفْضَلِ، وَتُسَاعِدُ عَلَى الإستقرار نَفْسيا وَمَعْنَوِيًّا.
وَيَجُبُّ عَلَى الْمَرْء أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْ حَيَاة الْوُرُودِ ثَقَافَة التَّغَيُّرِ وَالتَّكَيُّفِ وَالتَّطَوُّرِ وَتَطْبِيقِهِ فِي جَمِيعَ مَرَاحِل حَيَّاتِهِ: تعلِّمَتْ مِنَ الْوُرُودِ الْبُكُورَ والإنتظام فَهِي تَفَتُّحُ لِنَفْسِهَا حَيَاة جَدِيدَةٍ كُلُّ يَوْم بِوَقْتِهَا الْمُعْتَاد.
فإدارة الْوَقْت تَمْنَحُ شُعُورُ الرِّضَا عَنِ الذات، وَتُزَيِّدَ الْإِنْجَازَاتُ فِي جَمِيعَ مَجَالَاتِ الْحَيَاةِ، وَبِالْتَّالِي يَخْطُو خُطْوَةُ خُطْوَةِ نَحوِ النّجَاحِ.
تعلِّمَتْ مِنَ الْوُرُودِ تَحْدِيد الْهَدَفِ فَهِي تَسْعَى دَائِمَا ان تَسْعَدُ الآخرين. الْأَهْدَافُ سِمَة مِنْ سِمَاتِ النَّاجِحِينَ، وَوُضُوح الْهَدَفِ يَسْهُلُ عَلَى الْمَرْءِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ، وَتَحْقِيقهُ بِالصَّبْرِ وَالْعَزِيمَةِ، وَالتَّرْكِيزَ عَلَى الْخُطَّةِ.. وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ أَهم الْوَسَائِلُ الْمُعِينَةُ لِتَحْقِيقِ الْهَدَفِ.
تعلِّمَتْ مِنَ الْوُرُودِ التَّغَيُّرَ وَالتَّجْدِيدَ وَالْمُرُونَةَ فَهِي تَتَأَقْلَمُ مَعَ الْمُسْتَجَدَّاتِ وَالظُّروفَ الْمُناخِيَّةَ.
وَمِنْ أَرَادَّ التَّغَيُّرُ وَالتَّقَدُّمُ نَحوَ الْأفْضَلِ يَجِبْ عَلِيُّهُ الإستعانة بِاللَّهِ، وَأَنْ يَكُونَ مرُّنَا فِي قَرَارَتهُ وَعَدَم الإستسلام بِعَادَتِهِ الْمَأْلُوفَةِ.
تعلِّمَتْ مِنَ الْوُرُودِ الثِّقَةَ وَالتَّعْزِيزَ بالذات رَغَمَ قَساوَةُ وَصَلَاَبَةُ ظَاهِرُهَا قَبْلَ النُّمُوِّ، فَهِي وَاثِقَةُ بِدَاخِلِهَا حَيَاة رَاقِيَةٍ وَجَمِيلَةٍ مُخْتَلِفَةٍ عَنِ الآخرين. الثِّقَةُ بِالنَّفْسِ هِي شعور تركز عَلَى الْقُدْرَاتِ وَالْمَهَارَاتِ الذَّاتِيَّةَ، قَابِلَةُ لِلْبِنَاءِ وَالتَّعْدِيلِ وَالتَّطْوِيرِ.
يَجُبُّ عَلَى الْمَرْء ان يُحِبُّ ذاته وَعَدَمَ الإنتقاص مِنْ قِدْرِهِ.. يُنَافِسُ وَلَا يُقَارِنُ مَعَ الآخرين، ويسعى بالإستفادة مِنْ تَجَارِب الآخرين وَلَا يسمح لأي شخص ان يقرر عنه ويأخذ الْأَوَّلِيَّةَ بِحَيَّاتِهِ.
تعلِّمَتْ مِنَ الْوُرُودِ التَّسَامُحَ وَالْمُعَامَلَةَ الْحَسَنَةَ فَهِي دَائِمَا تقابل الْإحْسَانِ بِالْإحْسَانِ وَتُقَابِلُ الْإِسَاءةُ بِالْإحْسَانِ.
الْمُعَامَلَةُ الطَّيِّبَةُ والإبتسامة وَالتَّسَامُحَ هِي عُنْوَانُ لِأخْلَاقِ الْفَرْدُ مَقْرُونَةُ بِالْوَدِّ وَالتَّقْديرِ والإحترام بِمَكَانَتِهِ الإجتماعية، وَالرَّسُولَ عَلَيهِ الصَّلَاَةُ وَالسّلَامُ أَفْضُلُ مَثَّالَ وَأَعْظُمَ قُدْوَةٍ فِي الْأخْلَاقِ وَالْمُعَامَلَةِ، وَحَثَّنَا عَلَى التَّحَلِّي بِهَا وَاِلْتَمَسَكَ بِهُمْ فَقَالُ عَلَيهِ الصَّلَاَةُ وَالسّلَامُ:《 أَكْثَرُ مَا يَدْخُلَ النَّاسُ الْجَنَّةَ، تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ 》 رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ
وَيَجُبُّ عَلَى الْمَرْء أَنْ يُعَامِلَ الآخرين بِأخْلَاقِهِ لَا بِأخْلَاقِهِمْ.. وَكَلَمَّا أَحُسْن بِتَعَامُلِهِ مَعَ الآخرين كَلَمَّا أَصْبَحَ أَسَعْدُ إِنْسَانِ بِمُجْتَمَعِهِ.