المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024

وجوه متعددة

عطية جابر الثقفي*

عبرقنوات التواصل الاجتماعي كلنا نشارك بمشاركات جميلة ورائعة منقولة أو من الذاكرة وكلها تدل على المثالية المفرطة في كل شؤون الحياة وتدل كذلك على أننا أنموذج فريد في الاستقامة وحسن الخلق وسلامة الضمير وصفاء النفس وأن لدينا من الرصيد الديني والعلمي والثقافي ما يجعلنا نكون مختلفين عن غيرنا من خلق الله في كل سلوكياتنا وممارساتنا لشؤوننا اليومية في شتى مجالات الحياة .

وفي كل مرة أسأل نفسي ؟

مادمنا على هذه الحالة من الاعتدال والاستقامة والوعي والفهم والإدراك وسعة الأفق فهل تركناللبسطاء فرصةً ليمارسوا حياتهم كما يحلو لهم وفق الضوابط الشرعية والأعراف المرعية طالما أنهم يعيشون بيننا ويتعايشون معنا في المدينة الفاضلة التي بنيناها من نسج الخيال ؟

أم أننا نحن (المثاليين) في حالٍ ثم ننقلب إلى حالة أخرى تبعاً للظروف والأهواء والمصالح ومتطلبات الحياة ؟ وإذا كنا مثاليين فعلاً فلماذا عدم الثبات على مبدأ واحد ؟

لماذا نغير جلودنا وفقاً للمحيط الذي نعيش فيه كما -- تفعل بعض الكائنات -- تبعاً للمصلحة التي نبحث عنها وانسياقاً خلف الأهداف التي نسعى لتحقيقها ؟ فإذا انتهت المهمة ووصلنا إلى مبتغانا عُدنا إلى حالتنا السابقة!!

وهل هذه التقلبات وعدم الثبات على الحق والفطرة التي فطرنا الله عليها من خُلق الإسلام والمروءة والخلق الحسن ؟ أم هي سلبيات يجب التخلص منها ؟

كل هذه التساؤلات ندركها جيداً ونعرف تفصيلات إجاباتها وننكر على غيرنا فعلها لكننا ننسى أنفسنا ونتجاهل أفعالنا غير السوية وذلك هو الخطأ الكبير والذنب الذي قد لا يُغتفَرُ .

بقي أن أقول إن هناك أسئلة أخرى حول هذه المعاني نتركها لكثرتها ولشيوعها ومعرفتها من أغلب الناس ولا سيما وأن إنسان اليوم يختلف عما كان عليه أسلافه من الوعي والدراية بالكثير بما يجري في هذه الحياة المعقدة المتشابكة في المصالح والغايات .

بواسطة :
 0  0  6.8K