مسلمون ولكن
عطية جابر الثقفي
ما الذي استفاده العالم الإسلامي والعربي من الأفعال والأعمال الإرهابية القبيحة التي يشنها الداعشيون على الدول والشعوب باسم الجهاد المزعوم الذي يَدَّعونه كذباً وزوراً ؛و ضد الآمنين من خلق الله الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الصراعات السياسيةالطاحنة في العالم؟؟
إننا نحن المسلمين تضررنا كثيراًمن وراء هؤلاء المارقين الذين استحوذ عليهم الشيطان فزيَّن لهم أعمالهم فضَلَّوا وأَضَلُّوا وشوهوا صورة الإسلام وأَلْصَقُوا التُّهم في المسلمين بصفة عامة حتى بات الناس في أصقاع الأرض يعتقدون أن كلَّ مسلم يُمكن أن يكون إرهابياً يجب الابتعاد عنه والحذر من التعامل معه كما أن المسلم في الدول الأجنبية وخاصة السعودي أصبح يتخوَّفُ من أن يُؤْخَذَ بجريرة غيره لا لشيءٍ وإنما لأنه يَدينُ بالإسلام وقد كانت أعمالهم الإرهابية تلك ذريعةً اتخذتها بعض الدول لابتداع إجراءات صارمةوظالمةومجحفة بمواطني بلادنا وهذا ما حصل عندما اتخذت أمريكا ودول أخرى إجراءات ضد مواطني بعض الدول ومنها المملكة بأن منعت المسافرين إليها من اصطحاب أجهزة الحاسب الآلى كإجراء وقائي وهو إجراء يضر بمصالح بعض المسافرين ؛ فضلاً عن الكثير من التعقيدات والإجراءات التعسفية التي تتخذها بعض الدول الأجنبية ضد المسافرين السعوديين في المطارات بل وفي كل أماكن قضاء احتياجاتهم ولوازمهم وهي إجراءات لم تكن موجودة قبل ظهور حركة داعش الإرهابية.
وإنَّ نظرة الخوف والريبة التي ينظر إليناالعالم بها ما هي إلا من أجل تلك الفئة التي ارتَدْتْ شعار الإسلام ولبسوا عمائم المسلمين الأوائل فنشروا الخوف والرعب في شتى أنحاء المعمورة حتى بات العالم كلُّه يتخوَّفُ من كل مسلم أينما حل وحيثما ارتحل وهم في حقيقة الأمر ليسوا مسلمين حقاً لأن المسلم السوي لا يفجِّر ولا يقتل ولا يغتال بعيداً أوقريباً.
وهذه الفئة الضالة التي أصبح العالم كلُّه يحاربها إعلامياً وعسكرياً ما هي إلا صنيعة بعض الدول التي ترى في وجودهم مصلحة لها فأخذت تُمدهم بكل ما يُعينُهم على مواصلة عَرْبدَتِهم وإِِمْعَانِهم في تقتيل الناس والافتخار بكل عمل إجرامي يُنفذونه مما أتاح فرصةً لأعداء السنة من الاستمرار في قتلهم وتهجيرهم والتنكيل بهم بحجة محاربة داعش؛ كما يحصل الآن في العراق وسوريا، فضلاً عن احتلال أجزاء من تلكما الدولتين بزعم إقامة دولة الخلافة الإسلامية، التي يدندنون حولها متخذين من هذا الادعاء وسيلة لجلب أكبر عدد من المتطرفين والمغفلين من كل بقاع الأرض الذين يُصدِّقون إدعاءات مُنَظِّريهم وقادتهم؛ و هم بالتأكيد يدركون أن ما يقومون به إنما هو لمصلحة دول أخرى ذات أجندات معينة يعملون لتنفيذ مخططاتها بكل سذاجة واندفاع نحو الباطل وما دَروا أنهم وَقود لِنَارِ الفتنةِ التي تُذْكِي أُوَارَها تلك الدول ؛ وفي مقدمتها الدولة الفارسية الرافضية إيران حيث بدا واضحاً مع مرور الأحداث أنها هي من صنعت داعش مع غيرها من الدول ذات النفوذ السياسي الكبير لاستخدامهم معاول هدم لكيانات بعض الدول العربية ولزعزعة الأمن العالمي بأسره . ولكنَّ هذا التنظيم الذي عانى منه العالم كثيراً بصورة مباشرة أوغير مباشرة لن يدوم طويلاً حتى يتم القضاء عليه واستئصاله أينما وُجد لأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة في طريقه إلى مزبلة التاريخ .