سلمــان آسيــا
عطية جابر الثقفي
ما قام به خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم والإنسانية سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله من جولات وزيارات لعدد من الدول في شرق آسيا والصين إنما يأتي ذلك إيماناً منه بوجوب تجديد العلاقات والصداقات مع الكثير من دول العالم و غالباً ما تُناقَشُ في تلك اللقاءات بعض القضايا العالمية التي تهم الناس عامة وبلادنا خاصة وهذا مطلب سياسي حتى مع الدول الصغيرة غير المؤثرة في السياسة العالمية . ولكن الجانب الاقتصادي الذي هو عصب الحياة والمحرك الحقيقي ( لديناناميكية ) الشعوب يأتي على رأس الأولويات لأن التكتلات الاقتصادية وعقد الصفقات التجارية الضخمة والاستثمارات المتعددة وتكوين الشَّرَاكات مع حكوماتٍ ومؤسساتٍ دولية كبرى لها شهرتها وخبراتها التجارية الواسعة أصبحت ضرورة ملحة لتعزيز بناء اقتصاد بلادنا الذي يسير بخطىً ثابتةً حسب الرؤية الطموحة 2030 تلك الرؤية المستنيرة التي ستُغَيِّرُ مسيرةَ الاقتصاد السعودي وتضعها في الطريق الصحيح بإذن الله لتنعم الأجيال القادمة خاصةً باقتصاد ثابت وطموح حتى نخرج من بوتقة الاعتماد على البترول كمصدر واحد للدخل. ونحن إذا ما علمنا أن هذه هي ملامح الزيارات الميمونة لخادم الحرمين الشريفين فإنه والحالة هذه أصبح لزاماً علينا نحن مواطني هذا البلد الطيب إلا أن نشكر الله الذي أنعم علينا بهذه الحكومة الصالحة المصلحة التي تواصل جهودها داخل الوطن وخارجة لكل ما يعود علينا بالخير الكثير فضلاً عمَّا تُغْدِقُهُ علينا من توطين الأمن وتعزيزه حتى أصبح ميزة فارقة تميزنا عن غيرنا وأمنية غالية يتمناها الكثير من سكان المعمورة و يتمتع به كل من يعيش على تراب بلادنا من أبناء الدول الأخرى سواء بسواء .
ومن المعروف أن الأمن في وطننا بكل مقوماته ومعطياته هو ماجعل دول العالم بأسره تطمئن إلى أن الشَّرَاكات الاقتصادية والاستثمارات مع السعودية مكسب اقتصادي مهم لأن أموالها وعقودها وأرباحها وما يترتب على تلك الشَّرَاكات والاتفاقات مضمونه العواقب بعكس ما هو حاصل في كثير من دول العالم هذا فضلاً عن المصداقية في القول والعمل والالتزام بالعهود والمواثيق والقوانين الدولية في كل تعاملات حكومتنا مع الآخرين.
كما أن التفوق السياسي المتزن لدولتنا والموقع الاستراتيجي وما تمتلكه حكومتنا من اقتصاد قوي كلها عوامل ساعدت على ثقة الآخرين فينا ؛ ومن هنا يجب علينا أن نتفاءل خيراً بكل النتائج وفي كل المجالات التي ستتحقق بإذن الله من خلال زيارات خادم الحرمين لبعض دول العالم؛ لأنه وحكومته المخلصة لا يخطون خطوة إلا بعددراسة متأنية لما يترتب عليها من نتائج إيجابية .
ومن المعلوم أن أي دولة في العالم لا تستطيع أن تعيش في معزل عن بقية الدول لأن ما بين الدول من روابط وصِلاتٍ ومصالح مشتركة في كل المجالات تعتبر عوامل تقارب لتبادل المنافع والمصالح العامة ؛ ونحن في المملكة العربية السعودية نحمد الله كثيراً أن جعلنا من أبناء هذا البلد الطيب المعطاء وهذه الحكومة الرشيدة الراشدة التي تسهر لِنَنَامَ وتعمل ليل نهار لِنسْعَدَ في كل شؤون حياتنا وقد قال حفظه الله مغرداً: (وطنُنا رَمزٌ راسخٌ بِجُذُورِه الإسلاميةِ والعربيةِ ؛ ومكانتِه الدوليةِ ؛ ونتطلَّعُ مع الأشقاءِ والأصدقاءِ إلى تحالفاتٍ أقوى؛ لمواصلةِ مسيرةِ الاستقرارِ والنماءِ )
ولهذا كان علينا أن نكون مواطنين صالحين مصلحين منصرفين إلى أعمالنا الخاصة والعامة لنكون لبنات صالحة في بناء هذا الكيان الكبير الذي يسعد بأبنائه المخلصين وأن نكون عوناً لحكومتنا بوجوب الالتزام بالأنظمة والقوانين التي تنظم شؤون الوطن بعيداً عن التطرف والخروج على النظام كما يفعل بعض الخونة المارقين ممن باعوا أنفسهم وضمائرهم للشيطان ورضوا لأنفسهم الذل والهوان والعاقبة الوخيمة الذين يحاولون الخروج بين فترة وأخرى بأعمال مشينة وتصرفات غادرة ماكرة تأباها النفوس القويمة وترفضها الفطرة السوية.