نريد جيل يتذوق العلم
يعتبر المعلم أهم عامل مؤثر في تحقيق غايات وأهداف التربية العلمية؛ وهناك مهارات يجب ان يمتلكها معلم العلوم اليوم لجعل مادة العلوم مادةً سهله ومحببه إلى جميع الطلاب, ولا يزال كثيرا من الناجحين والمهتمين بدراسة العلوم يذكرون ان سبب دخولهم لإحدى المهن او تركها كان بسبب معلم العلوم, وانهم كانوا يستمتعون بدراسة العلوم بسبب ما يقوم به المعلم من ممارسات تدريسية داخل الصف وخارجه تهدف إلى تنمية مهارات التفكير العلمي لديهم في مراحل التعليم المبكر مما اكسبهم خبرات جيدة من خلال البحث وحل المشكلات بطريقه علميه, وما أجمل أن يسعى معلم العلوم إلى ان يتذوق الطالب متعة "عمل العلم "من خلال الاثارة وطرح الاستفسارات وممارسة مهارات البحث والاستقصاء العلمي فيتعلم الطالب تحليل البيانات ومناقشة النتائج وتفسيرها. ولذلك نريد معلم ملهم يهتم بإتاحة الفرصة للمتعلمين كي يكتسبوا الكفايات اللازمة من المهارات التي تجعلهم يطبقون عمليات العلم لفهم الاحداث والظواهر والمواقف من حولهم، وكيف ان العلم ذو معنى لهم وانه مرتبط بالواقع .
و هذا لن يحدث الا من خلال الأنشطة التي تحفز الطالب على ان يسلك سلوك العلماء في صياغة الفرضيات, وتصميم التجارب, وتنفيذ التجارب , واكتشاف ما اذا كانت الفرضية صحيه ام خاطئ, وبالرغم من تطوير مناهج العلوم بالمملكة العربية السعودية.
إلا ان معظم الممارسات التدريسية الخاصة بتطبيق الأنشطة الاستقصائية والتجارب المعملية في الواقع لا زالت لا توفر هذه الفرصة لتذوق العلم, بل ان بعض الأمهات أحيانا تتصل لتسأل عن الإجابات الصحيحة للأسئلة والاستفسارات الواردة في دليل الأنشطة الاستقصائية الخاص بالطالبات اثناء تنفيذ الأنشطة في الصف او مختبر العلوم .
فإذا لم يسلك الطالب سلوك العلماء في الاستكشاف والاستقصاء العلمي، فإن النتيجة ستكون جيل لا يعرف معنى (ما هو العلم؟) ولا يفهم طبيعة العلم وبالتالي سيواجه عالم لا يستطيع التعامل معه في عصر ملئ بالتحديات والفرص، ان من حقوق الطالب على من يتولى مسؤولية تعليمه أن يتيح له فرصة تذوق العلم والعمل به سواء في الصف الدراسي اومختبر العلوم أوخارجهما من خلال المشاريع والمهام الأدائية لما من الأثر الايجابي في رفع مستوى تحصيله وتحديد مساراته المهنية مستقبلا وهذا بلا شك سيحقق التقدم والازدهار لهم ولمجتمعاتهم.
مشرفة تربوية بتعليم عسير