يانماصُنا أبشر
النماص لمن لايعرفها مدينة جميلة فتية ، وككل مدننا ومحافظاتنا فقد تعاقبت على هذه المدينة الشابة أجيال وأجيال *، بعضهم عاشوا سنين ثم توفاهم الله ورحلوا ، وبعضهم كانوا شباباً أصبحوا اليوم شيبا ، أما القسم الثالث فكانوا أطفال لكنهم اليوم كبروا حتى غدوا آباء وأمهات وأرباب أسر ،
كل هؤلاء مروا على النماص . ولدوا وعاشوا وكبروا وماتوا والنماص كما هو لم يكبر ولم ينمو ولم يتغير ( لا أدري أن نبكي فرحاً أم حزناً عليه ) .
النماص اليوم هو النماص ذاته قبل ثلاثين سنة ظل صامداً يقاوم رياح التغيير والتطوير .
زائر النماص بالكاد يلاحظ تغييراً طفيفاً كل بضع سنوات وإن لاحظ شيئاً فهو إما تغير لون الرصيف أو افتتاح بقالة أو مغسلة وعلى الأغلب إغلاقها لا افتتاحها ( والحمد لله أن مطعم البخاري لازال مفتوحاً ولم يغلق حتى أن إسماعيل الذي شاب فيه أنجب ذرية خلفوه من بعده وورثوا مطعمه )
لقد توفي النماص دماغياً وتنموياً لأكثر من ربع قرن من الزمان .
نعم توفي تنموياً على يد وجهاء وأعيان ومواطنين وفاسدين وحاسدين ومسؤولين غير مبالين *.
كل أولئك قتلوا النماص ودفنوه حياً رغم كل عوامل الحياة المساعدة على النمو والتطور التي انتشرت في أرجاء الوطن والمحافظات المجاورة حتى أن بعضها كانت مراكز وقرى ، نمت حتى تجاوزت النماص وتحولت إلى محافظات ومدن مزدهرة .
من أولئك مسؤولين لم يكن همهم الأول تنمية المنطقة بل كراسيهم ومعاشاتهم أواخر كل شهر ، ومن أولئك مواطنين عشقوا معارضة كل جديدة فعارضوا كل مشروع تنموي حتى توقف قلب النماص عن النبض وتأخر عن التطور وأدخل إلى غرفة الإنعاش التنموي فلبث فيها حتى حين .
بالتأكيد ليس الجميع على هذه الصورة فالخير موجود ولايزال لكن الصوت الأعلى والغلبة كانت لأولئك الخاملين المثبطين .
مايثير الدهشة والعجب أن بعض الوجهاء والمشايخ كانوا يعارضون مشاريع التنمية والتطوير التي لاتروق لهم - لحاجة في نفس يعقوب - بينما كان المفترض بهم أن يقودوا عجلة النمو والتقدم .
قد يتهمني البعض بالمبالغة لكني سأعطيكم الدلائل والحقائق على صحة قولي ومنها :
١- النماص وبرغم كل الميزانيات الضخمة ( ١٣٣ مليون ميزانية ٢٠١٧ ، أي حوالي مليار ونصف لآخر ١٠ سنوات أو أكثر ) هذا المبلغ كان يمكن أن يصنع فارقاً جوهرياً وينشئ مدينة كاملة بكل مرافقها ، برغم هذا إلا أن النماص كان يعود للوراء ولم يستحدث فيه مشروع كبير وجوهري ذَا قيمة فارقة .
٢- النماص إلى اليوم لايوجد به طريق دائري أو محوري غير الشارع العام .
٣- النماص لايوجد به *طريق واحد مباشر يربط شرقها بغربها اللهم إلا طرق صغيرة ومتفرعة وملتوية وضيقة جداً تجعلك تقطع مسافة ثلاثين كيلو متر حتى تصل بين نقطتين لاتبعد إحداهما عن الأخرى ٧ كيلومترات بطريق مستقيم .
٤- النماص وإلى اليوم لايوجد به نفق أو كبري أو تقاطع انسيابي فضلا عن أن يكون جمالي *.
٥- *النماص ومنذ حوالي ١٩ عاماً لازال ينتظر الانتهاء من مشروع عقبة الملك عبدالله وإلى اليوم لم تنجز رغم كل هذه السنين .
٦- النماص ومنذ اعتماد ازدواج طريق الجنوب منذ أكثر من ١٥ عاماً لم يكتمل ربطه بالطريق المزدوج مع المحافظات المجاوره ،
٧- النماص فيه الجزء الوحيد المتبقي من ازدواج هذا الطريق بداية من الطائف وحتى أبها ( مسافة الطريق حوالي ٦٠٠ كيلومتر ) .
٨- مستشفى النماص . آه منه !!! إما عيادات بلا أطباء أو أطباء بلا دواء أو دواء بلا شفاء والشفاء من الله .
تخيلوا أن مبنى الأسنان المكون من ثلاثة طوابق لايوجد به إلا بضع عيادات في الدور الأرضي وأغلبها مغلق والباقي من المبنى حولته الإدارة إلى مكاتب وأقسام للإداريين . واذا تجولت في أرجاء المستشفى فحدث ولا حرج عن الملاحظات والأخطاء . أما المراكز الصحية الخاصة فأنصحك عزيزي القارئ بترك مسافة كافية بينك وبينها .
٩- النماص - ومنذ عرفت الدنيا - لايوجد به سوى فندق *وحيد يتيم هو ( فندق البسامي ) والبقية شقق أغلبها يرثى لحالها ( كيف يراد لها إذاً أن تكون جاذبة للسياحة ) !!
١٠- النماص لايوجد به صالة ألعاب مغلقة واحدة .
١١- النماص إلى اليوم لم ينجز فيه مشروع الصرف الصحي رغم مرور السنين .
١٢- النماص إلى اليوم لازال أغلب مقرات دوائره الحكومية مستأجرة *.
١٣ - النماص مدينة صغيرة لكن المسافة مابين كليات البنات جنوباً وكليات التقنية شمالا حوالي ٤٠ كم (( لاتسألني كيف هذا ! فليس لعشوائية التنظيم وتدخل المعارضين علاقة في ذلك )) !!...
١٤- النماص لايوجد به مقر دائم لسوق الماشية أو لمواد البناء بل يتم نقلها كل عام *إلى مقر مؤقت وهكذا .
١٥ النماص كثير من مشروعاته إما متعثرة أو متأخرة أو لازالت تغط في سبات عميق تحت الدراسة ( مثل مايصرفوننا دائما والله أعلم متى تخلص هالمشاريع دراستها وتتخرج على خير )
١٦- النماص وإلى اليوم لايوجد به مول تجاري يصح أن يقال عنه مول .
١٧- النماص لازال ينتظر منذ حوالي عقد من الزمن انجاز مشروع التلفريك الذي أصاب حديده الصدأ وصرف عليه مبالغ - الله أعلم بها - دون أن ينجز ،
النماص النماص النماص ...
ينادي أصحاب الضمير من المسؤولين والمواطنين ،،
هل تكفي كل هذه الحقائق التي يعرفها سكان النماص ؟!
الحقيقة أن حل كل تلك الإشكالات والمآسي ليست بيد البلدية وحدها لكنها المحرك الرئيسي لنمو أي مدينة أو منطقة وبيدها توجيه البوصلة ودفع عجلة النمو والتقدم ، هذا بالاضافة لدعم السكان والمستثمرين .
ماهي مشكلة النماص إذاً ؟؟ هل هي في الاعتمادات المالية أم في أشياء أخرى ؟!
كانوا دائماً يقنعوننا بصعوبة تنفيذ المشروعات ويسردون عشرات الأسباب ، منها التكلفة الباهضة لنزع ملكيات الأراضي والمعارضات والإجراءات والطقس والمناخ وربما أسعار صرف العملات حتى أصبحنا نعتقد أن الوزارة لاتعتمد لبلدية النماص أي مشروعات أبداً .
كثير من هذه الصورة السوداوية تغير وتبدل بمجرد وصول رئيس بلدية جديد .
لقد سمعت الكثير من الناس يدعو له بالخير والتوفيق والنجاح في مهمته . ذاك هو المهندس يحيى محمد خلوفة القحطاني وفقه الله وكل مخلص يعمل بأمانة ويجتهد لإنجاز مايخدم المنطقة والمواطنين .
لقد تبدل الحال اليوم - ولله الحمد -بقدرة قادر بين عشية وضحاها ، بدأ النماص يتغير ويعود للحياة من جديد بعد أن رزقه الله هذا الرئيس الذي هو أشبه بطبيب إنعاش نجح في إسعاف مريض ظل يعاني لوقت طويل .
مابين غمضة عين وانتباهتها // *يبدل الله من حال إلى حالِ
ماذا فعل هذا الرئيس ؟!
١- عمل على فك الاختناقات وانسياب السير وتغيير اتجاهات الطريق وإلغاء الإشارات وحاول إيجاد طريق بديل للشارع العام ،
*لكنه كان كمن اقترف جريمة في نظر البعض منا فوقفنا له بالمرصاد وعارضنا قرارته معارضة قوية حتى أننا كتبنا الخطابات تلو الخطابات لكبار المسؤلين في الدولة نبين لهم خطر هذا الرئيس ومايقوم به من تطوير وتغيير في النماص ورفضنا تغيير اتجاه حركة السير رغم أن السيارات لازالت تمر من أمام محلاتنا على الشارع العام كما كانت لكن في اتجاه واحد بدلاً من اتجاهين .
٢- قام هذا الرئيس بتحدينا وكسر قناعاتنا ففتح الطريق الممتد من شارع بلال شرقاً والذي تعثر لفترة طويلة حتى كنّا نظن إنجازه شبه مستحيل ويحتاج الى ميزانيه ضخمة وإلى سنوات عديدة لكن الرئيس الجديد خيب ظننا وبدأ السفلته . نعم بدأ السفلته (هكذا وبكل سهولة ) ولم ينتظر ميزانية جديدة ولا إجراء مناقصة ولا كل تلك العقبات التي كنّا نسمع عنها من سابقيه .
٣- طريق ال زينب كنّا نسمع أن دونه ألف ألف عقدة وعقبة وإجراء وأنه لايمكن تنفيذه ربما خلال قرون من الزمن وأنه يحتاج لتعويضات فلكيه وأن *أصحاب الأملاك سيموتون دون أن يسمحوا بتنفيذه ولن يقبلوا التعويضات واكتشفنا الحقيقة الصادمة وهي أن أولئك الأهالي أول الداعمين لهذا الطريق والمطالبين بتنفيذه حتى أنهم تبرعوا ببعض أملاكهم ومعداتهم ووقتهم وجهدهم لأجل تنفيذ هذا المشروع . !!!!
كيف حصل هذا ؟! لاتسألوني .
بقدرة قادر تغير الحال وتبدل
*٤- هذا الرئيس قام بدفع عجلة العمل في الطريق الدائري ورأينا الصور منه ولأول مرة .
٥- اليوم هناك عمل جاد وتوجه لنقل سوق الخضار والمسلخ لموقعه الجديد في منطقة خفي والذي مضت سنوات على العمل به والانتهاء من بعض مرافقه دون أن يعمل .
لا أدري ماذا يفعل هذا الرئيس وبم يفكر ولم أقابله ولم أسمع منه ولست والله حتى متأكد من صحة اسمه لكن الأكيد أنه حرك الدماء في شرايين النماص من جديد وأوجد حراكاً تنموياً كبيراً تفاعل معه حتى أولئك الكسالى والخاملين *.
قناعتي أن ماكان ينقص النماص خلال ربع قرن مضى أو يزيد ليست الميزانيات ولا الإمكانات بل المسؤول الصادق المخلص الذي يريد أن ينجز على أرض الواقع وليس على الورق .
كذلك ينقصها أعيان ووجهاء يعملون لخدمة محافظتهم وتنميتها بعيداً عن المصالح الشخصية وبعيداً عن العنصرية والأحقاد والحسد .
بالتأكيد رئيس البلدية لايعمل بمفرده بل هناك خيرين وأصحاب أمانة ساعدوه لكنهم كانوا في الظل وربما ساعدهم وجود هذا الرئيس على التحرك والعمل للنهوض بنماصنا الحبيب .
سامحك الله يا رئيس البلدية فلقد عريت أصحاب التصريفات والأعذار والتبريرات وفضحتهم وأكدت أن أعذارهم كانت واهية وكاذبة وأن البلدية لاتنقصها الميزانيات ولا المعدات ولا الإمكانات إنما ينقصها العزم والإرادة والصدق والإخلاص كما أن تأخر نمو النماص كان أيضاً بسبب المتحاسدين والمنتفعين من بعض أهلها ومن مسؤولين كانوا غير جادين في تنمية المحافظة .
سامحك الله ووفقك لكل مافيه خير وصلاح للنماص وأهلها وحسبنا الله على من كان سبباً في تأخر النماص وتعثر مشاريعه كل تلك السنين .