دور المدرسة في تحقيق أهداف التربية الأمنية
تعدُّ المدرسة المحضن الأهم للطالب حيث يقضي فيها مايقارب الستة عشر عاماً وهي بلا شك فترة طويلة ومؤثرة في تكوين شخصيته وميوله واتجاهاته وسلوكه لاسيما وأنه حين يلتحق بسلك التعليم يكون صفحةً بيضاء قابلةً لكل مايُصّب فيها من المعارف والقيم الأخلاق والاتجاهات ؛ مايؤكد أهمية الدور الذي تقوم به المؤسسة التعليمية في عملية التنشئة الوطنية المؤدية لتحقيق الأمن والاستقرار فبقدر ماتغرس المدرسة القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس أفراد المجتمع يسود الأمن والاطمئنان والاستقرار؛ إذلانماء ولاحياة ولا ازدهار في غيابها ، ولابد أن نأخذ في الحسبان أن تحقيق الأمن مسؤولية مجتمعية تضامنية تشترك فيها جميع مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة التعليمية باعتبارها تضم النُخب التربوية التي تُعقد عليها الآمال لتنشئة الأجيال ، ومن متطلبات نجاح دورها في تحقيق الأمن قيامها من خلال مناهجها ومعلميها وأنشطتها بتنمية جانب الانتماء والولاء الوطني باعتباره مطلباً شرعياً يُحفِّز الرغبة لدى الشباب للمشاركة في الدفاع عن وطنهم ومقدراته ، ويقتضي تعميق الوطنية لدى الطالب تربيته على احترام الأنظمة والتعليمات والأوامر المقيّدة بطاعة الله ثم ولي الأمر واحترام حقوق الآخرين وإن اختلفوا في الدين والجنس والعرق وتعزيز اتجاهاته نحو قيم المجتمع ومعتقداته ليتبنى هذه القيم فكرا وممارسة ، ويجدر بالمعلم أن يمارس دوره التثقيفي في تعريف الطالب بأهمية الأمن ليبذل مافي وسعه لحمايته وعدم الإخلال به وتبصيره بصور الجريمة وأنواعها ومخاطرها وعقوباتها إسلاماً ونظاماً لئلا يقع ضحية لها وبذلك نعمل على تحقيق التوازن بين عقل الطالب وروحه وجسده فيكون محصنا ضد الانحراف والجريمة ، ومع الثورة المعلوماتية المعاصرة وسهولة الوصول إلى المعلومة وتنامي التوظيف السلبي لها وتسخيرها لزعزعة الأمن وطمس وتذويب الهويات وخدمة الإرهاب أصبح من الضروري العناية بتأهيل المعلم وتطوير قدراته ليواكب المستجدات المتزامنة مع التهديدات الأمنية بأنواعها باعتباره مرشداً وموجهاً ومستشاراً وصديقاً ناصحاً وقدوةً صالحة لحماية الطالب من الجنوح الفكري ، حفظ الله علينا أمننا ووطننا وولاة أمرنا .
رئيسة قسم توجيه وإرشاد الطالبات بتعليم النماص