الحب رسالة وليس تجارة

الحب بضم الحاء وكسرها المحبة والحبيب أيضاً ، وحبّٓة القلب سويداؤه ويُقال ثمرته ، وأستحبّٓهُ آثره على نفسه وأختاره. فالحب محبّٓة وتودد وتضحية وتقرُب . ولكن هناك من إتخذ الحب تجارة مادية ومعنوية يريد به تحقيق مصالحة الشخصية ولو جعل خلفه ألف ضحية فهو لا يكترث إلا لنفسه ، هؤلاء هم من أساؤوا كثيراً لهذه العاطفة الإنسانية السامية الراقية وأسأؤوا للإنسان نفسه . الحب ليس مرتبط بالمادة والكم ، الحب يرتبط بالمعنى والإهتمام والإحترام والتقدير وكيفية تناول هذه المشاعر بحرص وعناية . هناك من لا يرى في المرأة أو الرجل الا الجانب المادي ، فيجعل الآخر مجرد هدف لتحقيق رغباته وطموحاته إن لم نسميها أطماعه وهذا هو المسمى الصحيح . الحب أشمل وأعمق مماتعتقد يامن تتاجر بالكلمة والمبدأ، إعلم أن للكلمة مكانتها ورسالتها وعليك أن تسمو بها وتمضي قدماً، لا أن تعبث بمشاعر الآخرين لتصل لمبتغاك تاركاً خلفك شخص تعلق بك لأنه أعتقدك بشراً.

فالحب من أرقى المشاعر البشرية وأسماها والتي جُبِلت عليها النفوس الإنسانية، لأنه إحساس وشعور نفسي ووجداني يَلجُ القلب تجاه المحبوب بحماسة وعاطفة كبيرتين. من منّامن لم يشعر بالحب يوما…؟ من منّا لم يَتُه في بحره…؟ من منّا لم يرى بصمات الحب على وجه من يحب…؟ نحن لا نريد حباً يسحبنا للقاع ، نحن نريد حباً يسمو بنا للعلا لنبلغ به المجد . حب يدعو للإيجابية ، للعمل ، للبذل ، للعطاء ، للإيثار ، للتنافس على فعل الخير ، ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين أفراد المجتمع ، لنحيا بآمان وإطمئنان ونكون أكثر إستقرار وننسج أقوى ترابط وتلاحم لنحقق الهدف الا وهو التعاضد والتماسك والوحدة المرجوة . الحب يفعل المستحيل ويصل بنا إلى الأفق فننجز كل خلق وفعل نبيل ، متى ما أحببنا بصدق ومتى ما أدركنا أن الحب رسالة وليس تجارة . أحِبوا بعضكم البعض لتسعدوا، أحِبوا ما تعملوا لتنجزوا ، وتتقنوا، وتذكروا إن المُحِبٓ لمن أحبَّ مُطِيعُ ، فأطع إن أحببت ولتكن طاعتك بما يُرضي الله لتنال مبتغاك بإذنه تعالى .