ذكريات لا تُنسى ....
الذكريات هي عبارة عن قاموس مليء بالمواقف و الصور و الأشخاص و التخيلات منها ما هو جميل و منها ما هو مؤلم فهي تذهب بنا لعالم جميل نعيشه و نتخيله و قد يمر علينا بعض الاشخاص و تمر علينا بعض الاماكن و قد يكون الامر في البداية غير مهم و لكن عند الابتعاد عنهم نشعر بقيمتهم و مدى تأثيرهم علينا و نعيش على أمل أن تعود من جديد .
إن الإنسان *عبارة عن كتلة ذكريات فلا يوجد انسان بلا ذكريات يحتفظ بها , حتى اذا كانت مؤلمه فعلى الانسان أن لا يمحو ذكرياته بمجرد تجربه فاشله مر بها بل يحتفظ بها لكي تكون درسا يتعلم منه و مع أننا نمتلك الكثير من الذكريات الى أننا لا نستطيع بأن نختار ما نذكره لأن الذكريات هي التي تفرض نفسها علينا .
فالذكريات الجميلة عندما نتذكرها نبتسم و نفرح أما الذكريات المؤلمة عندما نتذكرها تدمع أعيننا و نرغب في نسيانها , حيث الكثير يفضلوا عند نسيان الشيء أو التخلص منه ان يتجاهلوه في حين عجز الكثير أن يجدوا طريقة يقودوا فيها العقل لنسيان أشياء كان يحبها , هي كذلك الذاكرة تحتفظ بأشياء نحبها و لا نحبها , فالذكريات إما أن تكون لهيب يشعل نفوسنا أو زلزال يدمرنا أو نور نستضيء منه بأيامنا القادمة .
والحقيقة أن الذكريات جميعها تذهب مع ذهاب الايام لكنها كالجذور في انفسنا يصعب التخلص منها الا بعد طلوع الروح ! فمنا من يريد أن يحرق ذكرياته و منا من يحاول النسيان و منا من يريد أن يبني ذكرياته من جديد و منا من كثرة حبه لذكرياته سكنه الخيال و سكن فيه فأصبح يعيش عالمه الخاص فالأنسان دائم لا يحب أن يكون وحيدا فيتخيل و يصنع في تفكيره خيالاته و شخصيات يحاورها ، يحبها و يكرهها. تحدثه يظل صامتاً معها يجسدها و تجسده، يطورها و تطوره فكل شيء صعب على الانسان فعله في الواقع ذهب للخيال و لكن قد يكون الخيال في بعض الاحيان كارثه ! حيث يأخذنا لاماكن وهمية و لقصص ليس لها ابطال حقيقيون نصدقها ونؤمن بها وهي ليست ذات وجود على الاطلاق . ففي النهاية يصعب علينا أن نتخلص من ذكرياتنا كما أنه يجب علينا أن لا نتمادى في خيالنا .
فأين نذهب بالكم الهائل من الذكريات ؟ كما أن الانسان لا ينسى ....... الانسان يتناسى
*– كلية الاتصال و الأعلام – جامعة الملك عبد العزيز