المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024

الإعلام المعقول والمقبول

الكاتب: عطية جابر الثقفي

الإعلام بكل أنواعة المقروءة والمسموعة وقنوات التواصل الاجتماعي المتعددة كلها أدوات فعَّالة في نقل المعلومات ونشرها بين الناس في زمن قياسي أينما كانوا على وجه المعمورة .

و الكل يعلم علم اليقين أن للإعلام تأثيراً قوياً في تغيير ثقافات الناس وإثرائها بكل ما هو جديد ومفيد في شتى أنواع المعرفة وأنه من السهل أن تتسلل المعلومات الإعلامية أيَّاً كانت إلى نفوس المتلقين بكل يسر وسهولة والتأثير فيها سلباً أو إيجاباً وهذه حقائق مسلم بها .

ومن أجل ذلك يُعد الإعلام سلاحاً مؤثراً إذا ماتم توجيهه نحو أهداف وغيات معينة .

وهذا ما فعله ويفعله الإعلام الغربي الذي يحاول جاهداً استغلال وسائل التواصل المختلفة لتوجيه الرأي العام نحو غاية يسعى لتحقيقها وفق سياسة دولته أو مؤسساته التي ينتمي إليها وتتخذ منه عاملاً من عوامل أهدافها .

ولنا فيما يفعله ذلك الإعلام خير دليل من خلال استغلاله للأحداث الصغيرة التي قد تحدث عند بعض الدول وخاصة المملكة العربية السعودية وتضخيمها وتغيير الحقائق خدمة للأهداف التي يرمي إليها وما أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م عنا ببعيد .

ذلك أن الإعلام الغربي عمد إلى تلفيق الأكاذيب وتحوير الحقائق فألصق التهمة ببلادنا مدعياً أن المملكة ضالعة في تلك الحادثة التي ما لبثت أن أظهرت التحقيقات براءة المملكة منها. وكان الهدف من ذلك تشويه صورة الإسلام والمسلمين وإظهارهم بمظهر الإرهابيين المجرمين حتى ترسخت هذه الصورة القبيحة في أذهان الكثير من الناس في شتى بقاع الأرض في الوقت الذي لم يكن لإعلامنا العربي بصورة عامة والسعودي بصفة خاصة أي دور بالرد عليهم وتوضيح الحقائق وتعرية الأكاذيب ليعرف الإنسان المسلم بشكل عام والسعودي بصفة خاصة أن كل مايُقال لا يعدو كونه أكاذيب وأساطير من نسج خيال الإعلام المعادي خدمة لأجندات سياسيَّة معينة .

بل وفي جميع الأحداث التي تلت تلك الواقعة وامتدت عبر السنوات حتى يومنا هذا لم يستطع إعلامنا أن يقنع المواطن أن كل ما يسمع ويرى غير صحيح . كما لم يستطع أن يُبَصِّرَ المواطن ببواطن الأمور ومجريات الأحداث وذلك من خلال تكثيف الندوات المرئية وما يتناوله الكُتَّابُ من نشر الوعي السياسي بين المواطنين لأنه متى ما أصبح المواطن على دراية وإلمام ولو بشكل مبسط عما يجري من أحداث كان ذلك عوناً للدولة على تجاوز بعض الصعوبات على اعتبار أن المواطن المثقف أفضل عند الحكومة من المواطن الذي لايكاد يعرف عاصمة بلاده !!!!

وإني لأكاد أجزم أن أغلب مواطني بلدنا يجهلون الكثير والكثير من الحقائق حول بعض ما يجري من أحداث حولنا لأن الإعلام بكل أنواعه لم يستطع إيضاح الحقائق التي يجب على المواطن أن يعرفها ولاسيما ونحن نخوض حروباً متعددة عسكرية وسياسية واقتصادية وتتداعى علينا الأمم من كل حدب وصوب وبما تحوكه ضد بلادنا من مؤامرات سراً وعلناً.

ومن الأمثلة التي أرى أن الإعلام السعودي لم يوفق في توضيحها هي تلك المحاولة الفاشلة التي حاولت فيها إيران ضرب مكة المكرمة بصواريخهم الفاسدة بواسطة إذنابهم في اليمن --الحوثيين والمخلوع --

لذا كان من الواجب على الإعلام أن يستغل هذه الحادثة لكشف المخططات الإيرنية ضد بلادنا أمام الرأي العام لحشد مزيد من التأييد من تلك الدول وليعلم العالم الإسلامي خاصة أن هذه الدولة الرافضة الفارسية تتخذ الكثير من الوسائل القذرة لإيذاء بلدنا وتشويه صورتها النقية الناصعة ولمحاولتها اتخاذ بعض الأساليب لتنفيذ مؤامراتها على المقدسات الإسلامية معرجين في ذلك إلى تاريخ الأحداث الإيرانية عبر مواسم الحج المتتابعة ومنذ سنوات طويلة .

صحيح أن المملكة وبفضل من الله لاتحتاج إلى مساعدات مباشرة من تلك الدول لما تمتلكه من قدرات بشرية واقتصادية وعسكرية وحنكة سياسية ولكنها في حاجة إلى أن يعلم العالم بأسره أننا نواجه تحديات ومخططات من إيران وممن يؤججون الصراع في المنطقة طمعاً في تحقيق مصالح مادية .

والخلاصةُ ، أرى أننا مازلنا ننتظر من إعلامنا أن يكون أكثر إيجابية تجاه الأحداث الراهنة بالصورة التي يرضاها لنفسه ويقتنع بها المواطن وذلك في حدود المعقول والمقبول وفي حدود الأنظمة والقوانين المرعية وضمن الإطار العام لسياسة الدولة رعاها الله .

بواسطة :
 0  0  7.0K