المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 6 مايو 2024

رسالة إلى الأذكياء فقط !!!

إلى كل هؤلاء الذين خلايا مخهم بلغت من الذكاء قدرًا عظيمًا ومن الدهاء قسطًا كبيرًا .
نقدر لكم هذا الذكاء وهذا الدهاء الذي حولتموه بين عشية وضحاها لمصلحتكم ولغاياتكم ولأهدافكم.
استغليتم حاجة المحتاجين فقلتم هؤلاء هم الصيدة الثمينة لنا
وهم كثير أينما تحط رحالك ستجدهم منتشرون كالنار في الهشيم
متناسين أنّ هناك ربٌ عظيم لايرضى بالظلم ولايقبل الضيم
بعض المدراء الذين يحتسون كوب القهوة ويكلفون بعملهم من أدنى منهم مستغلين وضعهم الوظيفي.
بعض المعلمون الذين يكلفون طلابهم بما لايطيقون ومالافائدة ترجى منه مستغلين تحكمهم في درجاتهم .
الكثير من الصحف والمجلات التي تستغل موهبة الكتاب الذين يطمحون لتوصيل كلمتهم فيأخذون جهدهم ولايقدمون لهم حتى كلمة ثناء وشكر.
الكثير من المقاولين الذين يأتون للضعفاء فيكلفونهم بالعمل الشاق وقد لايحاسبونهم.
الكثير من أصحاب الشهوة *اللائي يستغلون حاجة النساء اللاتي يقعون في شباكهم المفخخة فيستغلونهم ويدمرون حياتهم ومن بعد طهرهم يزجون بهم لعوالم الرذيلة .
الكثير من النساء اللاتي يطمحون للمال والشهرة وهم فارغين إلا من تقديم أنفسهم لقمة سائغة لمن سيصل بهم لها.
والكثير والكثير من أرباب المهن ومن أصحاب الشركات والمشاريع الذي هدفهم الوصول لأكبر حصاد من المال والثروة ماضيين في طريق الحسرة ، يأكلون من لحم هذا ويشربون من دم هذا. لكل هؤلاء رسالة نكتبها لهم بدم القلب نوقظهم بها مما هم فيه ماضون وسائرون وبأموالهم وشركاتهم وقصورهم ودورهم فرحون ومبتهجون أنتم والله والله في هذا الطريق مخطئون وظالمون ولن تفلحوا ولو كسبتم المال ستخسرون الكثير والكثير ويومًا ما ستعرفون وستندمون!
فكما تحبوا أن تعاملوا وتقدروا غيركم كذلك يحب سواكم الأجر الذي يرضيه فلقد تعب وأعطى وقليلٌ حلالٌ في يديكم خيرٌ من كثرة نظر الله إليها فما رضي فحرمكم .
وغضب عليكم وأحال حياتكم لبؤس وشقاء ونكادة ، فأفيقوا قبل الندامة .
في قصة الأبرص والأقرع والأعمى قصة تعلمنا الكثير فأقرأوها بالقلب والعقل وقرروا التغيير ، وهذه رسالة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل إلى يوم الدين .
حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم- عن هذين الصنفين من الناس ، الكافرين بالنعمة ، والشاكرين لها ، في القصة التي أخرجها البخاري و مسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى ، فأراد الله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا ، فأتى الأبرص ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن ، وجلد حسن ، ويذهب عني الذي قد قَذِرَني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه قَذَرُه ، وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل ، قال : فأعطي ناقة عُشَراء ، فقال : بارك الله لك فيها ، قال : فأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال شعر حسن ، ويذهب عني هذا الذي قد قَذِرَني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه ، وأعطي شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر ، فأعطي بقرة حاملا ، فقال : بارك الله لك فيها ،قال : فأتى الأعمى ، فقال : أي شيء أحب إليك ، قال : أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس ، قال : فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ، قال : الغنم ، فأعطي شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، قال : فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد من الغنم ، قال : ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال ، بعيرا أتَبَلَّغُ عليه في سفري ، فقال : الحقوق كثيرة : فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يَقْذَرُك الناس ؟! فقيرا فأعطاك الله ؟! فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ، قال : وأتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، ورد عليه مثل ما رد على هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ، قال : وأتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك ، شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت ، فوالله لا أَجْهَدُكَ اليوم شيئا أخذته لله ، فقال : أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رُضِيَ عنك ، وسُخِطَ على صاحبيك ).
إنها قصة ثلاثة نفر من بني إسرائيل ، أصيب كل واحد منهم ببلاء في جسده ،فأراد الله عز وجل أن يختبرهم ، ليظهر الشاكر من الكافر ، فأرسل لهم مَلَكـًا ، فجاء إلى الأبرص فسأله عن ما يتمناه ، فتمنى أن يزول عنه برصه ، وأن يُعطى لونا حسنا وجلدا حسنا ، فمسحه فزال عنه البرص ، وسأله عن أحب المال إليه ، فاختار الإبل ، فأعطي ناقة حاملاً، ودعا له الملك بالبركة ، ثم جاء إلى الأقرع ، فتمنى أن يزول عنه قرعه ، فمسحه فزال عنه، وأعطي شعرا حسنا ، وسأله عن أحب المال إليه فاختار البقر ، فأعطي بقرة حاملاً ، ودعا الملك له بالبركة ، ثم جاء الأعمى ، فسأله كما سأل صاحبيه ، فتمنى أن يُرَدَّ عليه بصره ، فأعطي ما تمنى ، وكان أحب الأموال إليه الغنم ، فأعطي شاة حاملاً .
ثم مضت الأعوام ، وبارك الله لكل واحد منهم في ماله ، فإذا به يملك واديـًا من الصنف الذي أخذه ، فالأول يملك واديـًا من الإبل ، والثاني يملك واديـًا من البقر ، والثالث يملك واديـًا من الغنم ، وهنا جاء موعد الامتحان الذي يفشل فيه الكثير وهو امتحان السراء والنعمة ، فعاد إليهم الملك ، وجاء كلَّ واحد منهم في صورته التي كان عليها ليذكر نعمة الله عليه ، فجاء الأول على هيئة مسافر فقير أبرص ، انقطعت به السبل وأسباب الرزق ، وسأله بالذي أعطاه الجلد الحسن واللون الحسن ، والمال الوفير ، أن يعطيه بعيرًا يواصل به سيره في سفره ، فأنكر الرجل النعمة ، وبخل بالمال ، واعتذر بأن الحقوق كثيرة ، فذكَّره الملك بما كان عليه قبل أن يصير إلى هذه الحال ، فجحد وأنكر ، وادعى أنه من بيت ثراء وغنى ، وأنه ورث هذا المال كابرا عن كابر ، فدعا عليه المَلَك إن كان كاذبـًا أن يصير إلى الحال التي كان عليها ، ثم جاء الأقرع في صورته ، وقال له مثل ما قال للأول ، وكانت حاله كصاحبه في الجحود والإنكار ، أما الأعمى فقد كان من أهل الإيمان والتقوى ، ونجح في الامتحان ، وأقر بنعمة الله عليه ، من الإبصار بعد العمى ، و الغنى بعد الفقر ، ولم يعط السائل ما سأله فقط ، بل ترك له الخيار أن يأخذ ما يشاء ، ويترك ما يشاء ، وأخبره بأنه لن يشق عليه برد شيء يأخذه أو يطلبه من المال ، وهنا أخبره الملك بحقيقة الأمر وتحقق المقصود وهو ابتلاء للثلاثة ، وأن الله رضي عنه وسخط على صاحبيه
نفعنا الله وإياكم بالقرآن الكريم، وجعله لنا قائدا ودليل ، وأصلح شباب وشابات المسلمين وحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين ، وصلى الله على الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والتسليم.
www.drhayatalhindi.com
بواسطة :
 0  0  12.5K