المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024

حيصات الفتن والرداح المطبقة

للكاتب/ *إبراهيم محمد معروف *الثقفي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد حديثي عن أمة الإسلام أمة القرآن والتوحيد أمة الغلبة والتمين أمة جعل الله عافيتها في أولها والابتلاء والفتن في آخرها ، أمة لانعلم البركة في أولها أم في آخرها ، ولكنها أمة مرحومة ، أمة هي الآخرة ولكنها أول من يدخل الجنة ، أمة هي ثلثا أهل الجنة أمة أحاطت بها الفتن في آخرها فتنن يرقق بعضها بعضا ، وما نزل من الفتن فلعلها حيصة من حيصات الفتن وبقيت الرداح المطبقة فتنن لاتدع بيتا إلا دخلته ولا خدا إلا لطمته ، فتنن من ماج بها ماجت به ومن استشرفها استشرفته ، فتنن تجعل الحليم حيران ، فتن دهماء ودهيماء أحلاس وسراء وضراء وتعرض على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نُكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا لاتضره فتنة مادامت السموات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ماأُشرب من هواه ، إنها الفتن المدلهمات والخطوب الجسار ، فتنن يمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا أحاط بنا الأعداء من كل جانب ويرمون بقوس واحدة تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى : { لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِن إِلًّا وَلَا ذِمَّة } أحاطوا بنا إحاطة السوار بالمعصم وبقي حرمنا الأمن بأمن الله قال تعالى : ﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آَمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ وقال تعالى : (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ )) لعلها الرداح المطبقة والفتن العظيمة شام مزقته يد الغدر وعاث به حفدة الخنازير وإخوان القردة فساداً وظلماً ونزل به عُباد الصليب عنوة وقهراً مطيتهم ومركوبهم ودليلهم من تسمى بالإسلام والإسلام منهم بريء رافضة باطنية ونصيرية علوية دروز وبهائية إسماعيلية زيدية واثنا عشرية يسوسون أمامهم حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام من مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، مرقوا من الإسلام ودخلوا في صفوف أهل الأوثان إن أهل الكفر أمة واحدة وأهل الإيمان أمة واحدة فسطاط إيمان لانفاق فيه أو فسطاط نفاق لا إيمان فيه أمة الكفر بعضهم من بعض والمؤمنون بعضهم أولياء بعض وذرية بعضها من بعض ، إن الابتلاء سنة من الله وفيه من الأجر ماالله به عليم إن الفتن تمحيص للمؤمنين ومحق للكافرين في الفتن يتميز الخبيث من الطيب ويعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين العبادة في الهرج كهجرة والعبادة في الهرج كأجر خمسين من الصحابة ، الإيمان بالله وتوحيد الله وتفويض الأمر إلى الله والثبات على الدين هو أفضل مايتلقى به العبد موج الفتن اعتزال الفتن عصمة منها والالتفاف حول العلماء وولاة الأمر فيما يرضي الله وفيما فيه طاعة لله هو صمام أمان بإذن الله إن نزع الثقة من العلماء واتباع أصحاب الهوى والرؤوس الجهال من علمانيين متحررين ولبراليين ملحدين ولا دينيين إنهم دعاة الفساد ومروجو الرذيلة ممن يطعن في خاصرة الأمة هم الرويبضة أهل الفتنة ومحور الفساد إن هذا من الرداح المطبقة ومن الفتن العمياء وهم دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها إنها دعوة للرضى والصبر بأقدار الله أولا والثبات على الحق ثانيا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثالثا فخيرية هذه الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله ، ومما يجب في الفتن الأخذ على يد السفيه وأطره على الحق أطرا ويجب تغيير المنكر وعدم الاستسلام له والرضا به والساكت عن الحق شيطان أخرس والمتكلم بالباطل شيطان أهذر ومما يجب أيضا نزول الدعاة وطلاب العلم إلى الميدان وتوعية الشباب وانتشالهم من وحل الرذيلة والأفكار الهدامة وعدم تركهم يلاطمون الأمواج بمفردهم فهم أسرع إلى الفتنة وأصلب عند القناعة انتشالهم من غياهب الظلمات وسكك الشر تغيير لغة التكفير والتفجير والتدمير ولغة الدماء النازفة المظلومة تعريفهم بلزوم البيعة لولاة الأمر وعدم نزع اليد من الطاعة والطاعة في المعروف وتعريفهم بأحكام الجهاد وضوابطه وراياته والفرق بين الدفع والطلب بين الوجوب والكفاية وبين الرايات والغايات بين الإذن والنفير وبين أهل الصف وأهل النجدة بين المصلحة والمفسدة وبين الحكم المكي والمدني بين الضعف والقوة وبين الكفة والشوكة بين الفئة والطائفة وبين إذن الوالدين وولي الأمر بين ياخيل الله اركبي وبين كفوا أيديكم بين أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظُلموا وبين وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم وبين وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة بين تحقيق أعلى المصلحتين على أدناهما ودرء أعلى المفسدتين بتحمل أدناهما وتقديم الأعظم على الأقل ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح نزول الدعاة لساحة الشباب مطلب وغاية ، شبابنا يتلقون فتاواهم من مواقع التواصل الاجتماعي ويجب على الشيوخ حفظ العهد وليبيننه للناس ولا يكتمونه ولا تكونوا كالذي أتاه الله أياته فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث وتبيين الأمر وعدم تركهم لدعاة الباطل وأرباب الهوى وعبدة الشياطين والملحدين ، شبابنا أمانة في أعناقنا وتُحاك بهم المؤمرات حول تكفير العلماء وولاة الأمر وإقناعهم بفكر الخوارج وعند ذلك ولات حين مندم إن ترك الحبل على الغارب لهو الشر والفتنة والله خير حافظا طبتم وطابت سريرتكم .

بواسطة :
 0  0  14.5K