تخيـــــل
الكاتبة : مرفت محمود طيب
قد نتعامل مع البعض ونشعر بالضيق منهم ، وقد يتطور هذا الشعور للغضب . ولكي نتخلص من هذه الحالة علينا أن نتخيل أن هذا الشخص طفل صغير بملامح دقيقة وبنظرات متسائلة وإبتسامة بريئة لا يستطيع تقديم مساعدة وفي نفس الوقت يخطيء ونحن أيضاً كنا صغار ووقعنا في العديد من الأخطاء ، والآن فلنحرك عقارب الساعة لمائة عام للأمام ونتخيل نفس هذا الشخص إنساناً مسناً قارب الموت، ولننظر إلى يديه المرتجفتين وعينيه الشاحبتين ولتلك الإبتسامة الهادئة التي تنم عن قدر من الحكمة وكثير من الخبرة، والإعتراف بالخطأ الذي وقع فيه يوماً ما، بسبب رعونته وطيشة ولنشاهد خطوط الزمن التي جرت على محياه كلما جرت سنوات عمره ، كل خط يحكي صراع مع الحياة ، وأعلم أن كلاً منّا سوف يبلغ من العمر ذات يوم المائة عام أقل أو أكثر والعلم عند الله. إن هذه الطريقة تجعلك أكثر تقبلاً للآخرين ولأخطائهم ولبعض تصرفاتهم التي لا تناسبك مع إضافة بعض التصورات والعواطف الإنسانية المطلوبة لتقبلهم على علاتهم فلسنا كاملين كلنا نخطيء ونصيب والكمال لله وحده . فليكن هدفنا أن نصبح أكثر مسالمة وحباً فنحن لانريد أن نشعر بالسلبية تجاه الآخرين وأن نُعطيهم مساحة للتحسين والتعديل لنصل ولن نقطع الوصل بسبب ذلة لسان أو قلة عقل .