( الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة )
الكاتب:*إبراهيم محمد معروف الثقفي
الكاتب فارس وخيال والكلمة مطية وسجية ، تجمح أو تُروض ، عنانها بيد فارسها إما أن تعلو أو تعدو وشتان بين عالٍ وعادٍ ، لسانك قلمك وقلمك عنوانك لسان الفتى نصف ونصف فؤاده به يُصنف الرجال ويقاس المنهج ، به تسمو وتعلو ، الكلمة الطيبة والخبيثة مخرجهما واحد ووقعهما مختلف ، الطيبة تطيب بها النفوس ، وتقرع القلوب ، وتلج قبل أن تستأذن ، طعمها لذيذ ، ولونها جميل ، لايندم قائلها ولا يحزن ، تُقرِب ولا تُبعِد قال تعالى : (( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء )) والمؤمن كالنحلة لايخرج منه إلا طيب ، ولا يأكل إلا طيباً ، الكلمة الطيبة تأسر القلوب خفيفة لطيفة شيقة زكية ، والخبيثة منتن ريحها كالح لونها خالية خاوية غاوية قال تعالى : (( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار )) والعود الطيب يُعرف من دخانه لولا اشتعال النار فيما جاورت ماكان يُعرف طيب عرف العود وشتان بين عود وعود الكلمة الطيبة والخبيثة كالماء والزبد فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض ، الكلمة تكلم أو تحلم ، تصفح أو تصفع ، تصل أو تقطع ، تجفو أو تحلو ، تعلو أو تدنو ، كم من كلمة قالت لصاحبها دعني ، الصامت لايجد شامتا ولا معاتبا ، والمتكلم يختار لنفسه الكلمة وستكون عنوانه وسيرته وسجيته وطبعه والناس أجناس وفيهم الطيب الذي لايقبل إلا طيباً ، وفيهم غير ذلك والكلمة لاتخرج من نوعين إما طيبة يتلقاها الطيب فتطيب بها نفسه وكانوا أحق بها وأهلها وآتت أكلها بإذن ربها ، وإما طيبة يتلقاها الخبيث فيذوب خبثه في طيبها فيبقى طيبها لك وخبثها له ، وإما خبيثة يتلقاها الطيب فيذوب خبثها في طيبه فيبقى خبثها لك وطيبها له ، ولكنها غارت بجرح يطول شفاؤه وإما خبيثة يتلقاها الخبيث فيمتزج الخبيث بالخبيث وعند ذلك ولات حين مندم عندما اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ولكن (( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) عند ذلك يختار ولن يحتار والصفح ترياق القلوب والرزانة في الرجوع عن الخطأ والشجاعة في الاعتذار وسلامة القلب في تسامحه وخلوه من سخيمته وطلاقة الوجه من حُسِن الخلق وتحقق بإذن الله بيت في ربض الجنة لمن حَسُن خلقه . طبتم وطابت سريرتكم .