المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024

أيلول مختلف

عامر الدميني

تحل الذكرى الرابعة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر هذا العام في اطلالة مختلفة استحضر فيها اليمنيون نضالات الاباء والاجداد، وهم يناضلون في سبيل الحرية والكرامة والانعتاق عبر عملية متصلة من مراحل النضال والعمل الوطني المتجسد في ابهى صوره وانصعها. وبدت ذكرى سبتمبر هذا العام حية في الذاكرة الجمعية لليمنيين بعد أن تحولت خلال العقود الماضية الى ذكرى نخبوية بحتة، محصورة في مظاهر الاحتفالات الرسمية الزائفة، والتمجيد الرخيص لشخصيات لم يكن لها اي علاقة بالثورة واحداثها. وها هو اليوم سبتمبر يتموضع في قلوب وارواح اليمنيين من جديد، بعد ان ادركوا عظمة هذا اليوم وقدره والدور الكبير الذي قام به الرعيل الاول من الثورة في سبيل الخلاص من الكهنوت الرجعي البغيض. وبقدر ما أعاد سبتمبر الألق والأمل لهذا الشعب بقدر ما فضح كل اولئك الذين جعلوا من الثورة مركباً لنزواتهم وبقائهم في السلطة، وتغنوا بها بينما عملوا على تقويضها من الداخل، وجردوها من قيمتها كثورة عظيمة أنهت كل مظاهر الاستعلاء والاستغباء للشعب. ومن سوء اقدار الاماميين الجدد انهم سعوا لإخماد صوت سبتمبر الاصيل، وإحلال جرائمهم النكراء مكان هذه المناسبة العظيمة، فأنقلب السحر عليهم، وكان انقلابهم المشؤوم سببا من اسباب انتعاش ذاكرة اليمنيين، وانغراس الثورة السبتمبرية أعمق مما كانت عليه من في اوساط اليمنيين بالسابق. لقد أكدت ثورة سبتمبر ولازالت حيوية الشعب اليمني، ورفضه للظلم والاستعباد والطغيان والفردية، وتطلعه نحو الكرامة والحرية والعدالة، وظلت مرجعية صلبة وأصيلة، ومقياس حقيقي للوطنية واختبار الولاء للوطن. إن اكبر خيانة لحقت بثورة سبتمبر كانت في الانحراف عن اهدافها الستة الواضحة، والمحاولات الرامية لتحويل اليمن الى ملكية جديدة بلباس جمهوري، و الانتصار لها لن يكون إلا بإحياء قيمها الوطنية، والوفاء لأهدافها، ورجالها، وليس مجرد التشدق الزائف في الإحتفاء بها. اليوم يبدو سبتمبر هو الأرضية المشتركة لجميع القوى السياسية المؤمنة بالتغيير، والمتطلعة للتحرر من جحيم الفكر والاضطهاد المليشياوي، وهي فرصة جديدة لها لإثبات حسن النوايا، والانخراط مجددا في مسيرة العمل الوطني المرتكز على ثورة سبتمبر وأهدافها الستة ومشروعها التأريخي الكبير. وفي هذه الذكرى تعود الذاكرة لتعانق شهداء العمل الثوري، الزبيري والنعمان وعلي عبدالمغني وكل رجالها الاحرار، وقادتها الاماجد، وكل شهداء العمل السياسي الثوري الذين ضحوا بدمائهم في مختلف مراحل وعمليات التحرر طوال العقود الماضية.
بواسطة :
 0  0  8.6K