لاتكن متغير تابع
أثار أحد الزملاء ذاكرتي عندما سألني عن المتغير التابع والمتغير المستقل ، وهذه المتغيرات تستخدم أثناء البحوث التجريبية على (حد علمي ) ، ويقصد بالمتغير المستقل : متغير يؤثر ولايتأثر بالمتغيرات التابعة اما المتغير التابع : متغير يتأثر بالمتغيرات المستقلة ، وكمثال لذلك عند دراسة الطلاق وانحراف الأبناء ، نجد أن الطلاق متغيراً مستقلاً ، وانحراف الأبناء متغير تابع .
ولست هنا في طوره إجراء بحث تجريبي ، ولكن أحاول في هذا المقال ربط تصرفات أو سمات الأشخاص بالمتغير التابع .
فنجد أن كثيراً من سماتنا أو تصرفاتنا عبارة عن أفعال وأقوال تابعة للأخرين ، نتأثر بالمجتمع أو مجموعة أشخاص ( نركض ) خلفهم دون تفكير او تمعن ، مع أن كثيراً من هذه الثقافات أو العادات قد تكون خاطئة .
لماذا لا يلعب كثير من الناس دور المتغير المستقل ، ويستقل بأفكاره وتصرفاته ، لماذا يجيد أكثرنا دور الإمعه ؟ يقلد الناس فقط ، وكما تعلمون ينتشر في وقتنا الحاضر العديد من برامج التواصل الاجتماعي مثل توتر وانستقرام والسناب وغيرها من برامج (السوشال ميديا) ، ومع هذا الانتشار الواسع نجد أيضاً انتشار ثقافة المتغير التابع ( مع الخيل ياشقرا ) ، حيث يتابع العديد من الناس أشخاص لايقدمون لهم أي فائدة علمية ولا معنوية ولا ثقافية ، أو على الأقل فائدة اقتصادية ، والحقيقة أنهم وجدوا كثيراً من الخلق تتابعهم فتبعوهم .
وأنا هنا لست عاتباً وناقداً ، فالتقنية الحديثة لها العديد من الفوائد التي لا ينكرها أحد ، ولكن ياحبذا لو كنا مستقلين في اختياراتنا ، وشجعنا ثقافة المتغير المستقل لدى أبنائنا ، بحيث يحرص أبنائنا وبناتنا على متابعة كل من يفيدهم ويزيدهم وعياً ، ومتابعة من يريد لهم الخير ، وكل من يعزز لهم ثقافة الانتماء لهذا البلد المعطاء ، وتحذيرهم من سياسة القطيع ، ولعب دور المتغير التابع .