المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024

دفة المجتمع

الكاتب:*أحمد الحربي

نحن مجتمع ينهل من العلم ويتوافد إليه الناس من كل حدب وصوب*وسادت بأقطاره التقاليد التي تحث*على الخلق الحسن وتعكس التربية النافعة، ولا يذاع صيت أحدنا إلا وبرزت به الصفات القيّمة، ولا يقبع على نواصي مجتمعنا سوى أصحاب العقول النيّرة والنفوس المجتهدة بالعلم*فهم أساس مجتمعنا وما أعظم هذا الأساس ! الذي جعلنا مجتمعًا تحترمه بقية المجتمعات وتراه*مجتمعًا بالغ الأهمية ساهم في تقدم البشرية،*نعم، كنا كذلك وكان ذلك في الماضي، واليوم*أصبحنا أسرى تلك الأزمان، وللأسف من فرط*يأسنا اكتفينا بالدندنة والتفاخر على ما توارى في غياهب الماضي، ومع مرور الأيام ساء حال*أجيالنا وأصبحت السلبيات تطغى على الجانب*الإجابي بالضفة الأخرى من المجتمع،*ولو سألنا أحدهم: هل تفخر بأجدادك*سيقول وبكل ثقة: نعم، أفخر بهم.

إنهم نواتج الجيل الذي قبلهم، عُد إلى الوراء نحو تلك الأجيال*ستجد أن فرد مجتمعنا معتكف على العلم بينما آنذاك مجتمعات أوربا تغرق في*الظلام، ولكن الآن يوشك العتم أن يخيم على نواصينا، واكبنا عصر التكنولوجيا ويا للحزن أخطأنا*في التعامل معها*واستخدمنا الحد الذي يبتر كل شجرة نافعة تدر*بالثمار لنا. أما الآن من يقود دفة المجتمع ؟ نعم، هم الذين خلفهم حشود من الملإ ولكن من هؤلاء ؟ ما ماهيتهم ؟ ما هي أيديولوجياتهم ومعتقداتهم ؟ ماذا يقدمون للآخرين ؟ هل قادرون على تحمل هذه المسؤولية العظيمة( مسؤولية المجتمع ) ؟ إن أغلبهم أشخاص قذفتهم في ليلة وضحاها "برامج التواصل الاجتماعي" في مقدمة المجتمع دون استحقاق لذلك*فالبنية الداخلية لديهم خاوية لا تحمل*سوى الفراغ. يعتقدون أن الحياة محصورة فقط بين المتعة السطحية و"الطقطقة" إنهم يكرهون الوقت فتجد *يعتقدون أن الحياة محصورة فقط بين المتعة السطحية و"الطقطقة" إنهم يكرهون الوقت فتجد تلك الجملة التي لا تخلو من يومهم "مشينا نضيع وقت".

فنجدهم على "سناب شات" يعرضون تفاهاتهم *وأفواههم لا تكاد أن تنغلق إلا والقهقهة تندفع منها،إنهم لا يعرفون ماذا يقدمون فنراهم يتخبطون. إن الأمر كارثي أن يصبح المجتمع بقبضة هؤلاء*فهم أصحاب الكلمة المؤثرة بحكم شهرتهم،إن الأمر لا يقتصر على ذلك، أصبح هذا*الشخص يشارك في تربية الطفل الذي يتابعه*ويزرع أفكاره الفارغة من الفائدة في رأس المراهق*فيتراءى لنا أن الشهرة أصبحت حلم الأغلبية*قد رأينا عواقب هوسها فنجد أن هناك *من فعل الأفعال السيئة بوالديه على سبيل*المثال هناك من وضع كاميرا خفية يصوّر*والده وهو يعترف له أنه وقع بالمخدرات*إذ أن هذا الوالد المسكين تظهر علامات*الأسى على ملامحه يكاد يهلع في تلك*اللحظة، وآخر يتصل على والدته ويخبرها أنه شخص شاذ جنسيًا*وهي تحاول بردة فعلها أن تنصحه*وترشده نحو الطريق السليم*والكثير من الأفعال من باب*"المقلب" غايتهم في ذلك أن يحصلوا على الشهرة بلفت أنظار المجتمع نحوهم ! إنهم يسببون الضرر على الصعيد التربوي*والاجتماعي إلا من رحم ربي*ولا يدركون أن مسؤولية المجتمع على عاتقهم ولا نظن أن مثل هؤلاء *قادرين على تحمل هذه الأمانة،*إن الأمر المرعب في كل ذلك؛ أنهم*يسببون التأثير في الجيل الذي ما زال متكورًا في طور التعليم، لذلك ستنتج عواقب وخيمة على المدى البعيد، تصنع نقلة نوعية في الأجيال تبرز بها سلوكيات*مبنية على التفاهات. لذلك تحققت مخاوف السلف من الشهرة*في وقتنا الحالي ولعلي أذكر لكم بعض*لذلك تحققت مخاوف السلف من الشهرة*في وقتنا الحالي ولعلي أذكر لكم بعض*أقوالهم فقد قال سفيان الثوري: " إياك والشهرة؛*فما أتيت أحدًا إلا وقد نهى عنها"*وقال محمد بن العلاء: "من أحب الله أحب أن لا*يعرفه الناس"*فما أتيت أحدًا إلا وقد نهى عنها"*ويقول رجاء بن أبي سلمة: نبأت أن ابن محيريز*دخل على رجل من البزازين يشتري شيئا فقال له*رجل حاضر: أتعرف هذا ؟ هذا ابن محيريز فقال*ابن محيريز: "إنما جئنا لنشتري بدراهمنا وليس بديننا"*وقد قال أيوب السختياني: "ذُكرتُ وما أحب أن أذكر"*ويتبين لنا من أقوالهم؛ الحذر من الانجرار*خلف الشهرة لأن في غالبيتها تجر الناس*لأهوائهم ويترتب على ذلك الوقوع بمساوئها*فكيف بأشخاص غايتهم الشهرة،*يبحثون عن أي مادة تقربهم لهذه*الغاية في أسرع وقت ممكن، متجاهلين*مضمونها وآثارها ! ومن أجل ذلك لابد من النظر في موادهم والحد*من كل تلك التراهات فالمجتمع*غني عن كل مادة لا تحمل الفائدة،*ويتوجب توجيههم في تقديم رسائل ذات مسار *توعوي، والتعاون مع جمعيات وفق منظومة معينة*بصدد إنشاء مبادرات وحملات تثقيفية بكل*ما هو صالح مع مجتمعنا، لا يتعارض مع*ديننا الحنيف ومبادئنا الخالية من المغالطات،*لابد لمجتمعنا أن يعيد تنظيم نفسه ويخلق منهجية خالية من الشوائب لتكون الأساس الذي يحمل بقية أجيالنا ومن أجل أن تحتل مقدمة*الشعوب بفكرٍ واعٍ يحدِث نقلة في تطوير البشرية،*لذلك علينا أن نعي جيدًا أن الفكر يمحي شعوبًا*ويبرز ثقافات لم يكن لها سوى خيالٍ من الأثر*ولم تكن تكاد أن تكون شيئا.             .            
بواسطة :
 0  0  11.8K