المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024

الطريق الي الجودة في التعليم

آ.أ*. هدى عبد العزيز الشمري *

إن الجودة في التعليم ليس شعارا نردده ولا حلما بعيدا لا نستطيعه أو عبارة جميلة تلهب مشاعرنا ولا يمكن أن تكون واقعا في حياتنا. إنها قيمة متجددة نطمح إليها جميعا لبناء جيل تربوي صالح يستطيع مواجهة ظروف* الحياة بأنواعها ويصنع لنفسه إبداعا من خلال مواهبه ويهيئ لنفسه العمل المستقبلي الذي يرجوه . فمتى ما أوجدنا هذه الأركان الثلاثة في شخصية الطالب استطاع مستقبلنا عامة أن يكون الأفضل بين الدول جميعها . لكن بناء جيل بهذه الصفات لا يُمكن أن يتحقق دون وجود بيئة محفزة صالحة تدعم المتميزين وترعى الموهوبين وتوجه المخطئين وترشد التائهين . وإذا كان ديننا الحنيف يحثنا على مراقبة الله في السر والعلن منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان فإن الإنسانية كذلك التي أوجدها الله منذ أن خلقنا مع نشأة الدنيا تحثنا على ذلك . إن يدا واحدة لا تصفق فإن كانتْ وكيلة المديرة في المدرسةـ على سبيل المثال لا الحصر ـ هي الوحيدة التي تسعى جاهدة لإتقان عملها وتطويره فإنَّ دورها لن يتحقق دون وجود مديرة تُقدر عملها وتدعم دورها وتُقيمه أولا بأول كي يتطور عملها ويرتقي إلى الأفضل فتتحقق الجودة لديها . كذلك المعلمة فإن دورها الكبير لن يتحقق إلا من خلال تعليم طالباتها الخلق النبيل وإعطائهن العلم النافع وتنمية شخصياتهن لتكون متوازنة وسوية . لعل مفهوم الجودة يرتبط ارتباطا وثيقا بتطوير الأداء بصفة مستمرة لا توقف فيها ولا كلل ولا ملل . إنني أرى أن تحسن الأداء لا يتم دون عقد دورات متجددة تواكب (الاستراتيجيات) الجديدة للتعليم وكذلك تواكب التطور السريع للعصر من جميع الجوانب مثل الجانب التقني . وكي نوضح معيارا هاما نريد له الجودة في مدارسنا سنضرب مثالا *بالجانب الصحي للطالبات نحتاج فيه إلى المرشدة الصحية الواعية بأهمية الغذاء الصحي المقدم إلى فلذات أكبادنا, ومدى قدرتها كونها مرشدة للصحة على توعية الطالبات بأهمية الغذاء الصحي المتوازن وأهمية نظافته وتنويع مصادره, وكل ذلك لن يكون إلا من خلال عقد ندوات تثقيفية دائمة وتوعية أسر الطالبات والحديث عن آفات العصر بنسب دقيقة وعرض لأفلام صحية مرئية جاذبة ومقنعة وموجهة ومن خلال كذلك إقامة مجالس الأمهات بصورة دورية لترشيد الأسرة إلى الغذاء الأمثل للمرحلة العمرية للطالبات. حينما يتميز دور المرشدة الصحية فإنه سيكون خليقا بأن يزرع في نفس وعقل فلذات أكبادنا أهمية المحافظة على الاختيار الصحيح للغذاء والالتزام بنظافته وتنوعه ليظهر على سلوكهم. كما أرى أن خلق وسيلة تواصل يومية مع أولياء الأمور عن طريق برامج التواصل الحديثة كمجموعات (الواتس أب) أو (تليجرام) تجعل إدارة المدرسة قادرة على قياس رضا أولياء الأمور من جميع نواحي المدرسة وبيئة أبنائهم كما أن تلك الوسائل تعين المرشدة والوكيلة على إتمام عملهما على الوجه الأمثل من خلال حل مشاكل الطالبات أولا بأول قبل أن تتعقد ويسمح لها الزمن بالنمو إلى انحرافات أو عقد نفسية كذلك تعين تلك الوسائل الإدارة المدرسية على الأخذ بمقترحات الآباء والأمهات التي تفيد المدرسة وتجعلها ترتقي. وهناك أيضا الوحدات الجماعية داخل الفصول وخارجه حيث تجعل الطالبة في عصف ذهني مستمر لتطوير أدائها من خلال تواصلها بمجموعات جديدة من الزميلات في كل مرة فتقوى لديها العلاقات الاجتماعية وتقدير الأواصر مع الناس جميعا . ويبقى مع الأسف أمر نفتقده في مدارسنا وهو الجانب الحركي كثيرا في مدارس تعليم البنات, فإن الحل لتلك المعضلة هو بتعميم برامج اللياقة البدنية من خلال استثمار حصص الانتظار ( الاحتياط ) والانتفاع منها بأداء تمارين للطالبات تجدد الطاقة وتكسر الروتين وتنشط الذهن وتعيد الحيوية إلى نفس الطالبات . فنسبة السمنة لدى العنصر النسائي في ازدياد خطير في المجتمع السعودي على الوجه الذي نخشى معه فقدان فلذات أكبادنا بسبب انتشار مرض السكري والقلب لدى صغار السن عامة . إن الهدف المنشود من الجودة في التعليم هو تلبية حاجة الجسد والعقل والنفس والروح بصورة دائمة ومستمرة ومتجددة ومتطورة . ولعل عبارتي الأخيرة السابقة توجز ما أطمح إليه و أرجو أن تلقى مقالتي الصدى المأمول من* الجميع . وكيلة الثانوية السابعة عشر بتعليم * * * *باحثة وكاتبة ومؤلفة    
بواسطة :
 0  0  11.2K