قل لي من تصادق أقل لك من أنت
ومن المعروف أن اختيار الصديق الصدوق في هذا الزمن العجيب صعب جداً وأصبحت قضية الصحبة من أخطر القضايا التي يجب الاهتمام بها.. كون الرفقة الصالحة فريدة ومتميزة والمرء يحشر مع من أحب لذلك لابد من الحرص في دقة الاختيار في المصاحبة.. يقال: (الصاحب ساحب) والصداقة الحقة لا تنتهي بموقف، أو كلمة فصديق اليوم هو صديق الغد وهو كالشجرة الصلبة الصامدة لا تغيرها الظروف.. فهنيئاً لنا بصداقة مثمرة حقيقية صامدة لا تتغير بتغير الأحوال المناخية والاقتصادية والمادية.. قال الشافعي: سلامٌ على الدنيا إِذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا قال عمربن الوردي: واحفظْ لصاحبِك القديمِ مكانَه لا تتركِ الود القديم لطاري وإِذا أساء وفيك حمل فاحتمل إِن احتمالك أعظم الأنصارِ فالصداقة ليسـت تعـارفـاً بين أشخـاص وحفظ أسمـاء وابتسـامـات وزيـارات وروايــات يتبـادلهـا الأفراد فيمـا بينهم. الصداقة مدينة مفتاحها الوفاء، وسكانها الأوفياء، الصداقة شجرة بذورها الوفاء وأغصانها الأمل وأوراقها السعادة.
الصداقة زهرة لا بد أن نرويها بماء الوفاء ونحيطها بتراب الإخلاص حتى تظل دائماً. الصداقة كلمه صغيرة تحمل في جوفها معاني كثيرة ومفاهيم واسعة. الصداقة كالمظلّة كلما أشتد المطر كلما ازدادت الحاجة لها الصداقة وردة عبيرها الأمل ورحيقها الوفاء ونسيمها الحب وذبولها الموت. ثمار الأرض تجنى كل موسم لكن ثمار الصداقة تُجنى كل لحظة. الصداقة هي الوجه الآخر غير البرّاق للحب، ولكنه الوجه الذي لا يصدأ. الصداقة عصفور بلا أجنحة. الصداقة شجرة جذورها الوفاء وأغصانها الوداد وثمارها الاتصال. الصداقة الحقيقية هي تلاحم شخصين في شخصية واحدة، وتحمل فكراً واحداً. الصداقة بحر من بحور الحياة. الصداقة حديقة وردها الإخاء ورحيقها التعاون. الصداقة هي عقل واحد في جسدين. الصداقة هي ملح الحياة. الصداقة كصحّة الإنسان لا تشعر بقيمتها النادرة إلا عندما تفقدها. الصداقة لا توزن بميزان ولا تقُدّر بأثمان فلا بد منها لكل إنسان. الصداقة لا تموت إلا إذا مات الحب، لا تـوزن بميزان ولا تقدر بأثمان فلا بدّ منها لكل إنسان؟. قال عدي بن يزيد العبادي: إِذا كنت في قومٍ فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى مع الردي وتعد الصداقة الحقيقية من أجمل العلاقات التي تحدث للفرد في حياته، فلها معانٍ لا يفهمها إلّا من يملك صديقاً حقيقياً صدوقاً، وقد قيل العديد من الكلام والعبارات التي تعبر عن الصداقة الحقيقية والمعاني التي تحملها،مثل" الصديق الحقيقي هو الذي يوسع لك في المجلس، ويسبقك بالسلام إذا لقاك، ويسعى في حاجتك إذا احتجت إليه. الصديق الحقيقي هو الذي يتمنى لك ما يتمناه لنفسه.
الصديق الحقيقي هو الذي يؤثرك على نفسه، ويتمنّى لك الخير دائماً. الصديق الحقيقي: هو الذي يحبك في الله دون مصلحة مادية أو معنوية.
الصديق الحقيقي: هو الذي يكون معك في السراء والضراء، وفي الفرح والحزن، وفي السعة والضيق، وفي الغنى والفقر. الصديق الحقيقي هو الذي ينصحك إذا رأى عيبك، ويشجعك إذا رأى منك الخير، ويعينك على العمل الصالح. الصديق الحقيقي: هو الذي يظنبك الظن الحسن، وإذا أخطأت بحقّه يلتمس العذر ويقول في نفسه لعله لم يقصد. الصديق الحقيقي: هو الصديق الذي تكون معه كما تكون وحدك، أي هو الإنسان الذي تعتبره بمثابة نفسك. ويسامحك إذا أخطأت، ويسد مسدّك في غيابك".
كلمة حق : إذا قرر أصدقائي القفز من فوق الجسر فإنّني سوف لن أقفز معهم، ولكن سوف أنتظرهم تحت الجسر لأتلقاهم. لا تمشِ أمامي فربما لا أستطيع الّلحاق بك، ولا تمشِ خلفي فربما لا أستطيع القيادة، ولكن امشِ بجانبي وكن صديقي.
*عضو الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين *عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب