مابين افٍ والقتل ..
بقلم العميد عايض بن خلف المالكي
يا سادة تربينا منذ الطفوله في ظل رعاية والدينا ونعتبر انهما شأن كبير جداً ، وقد قرن ربنا رضاه برضاهم وهو المتعارف عليه بمجتمعنا الاسلامي الذي يحض على ان نجعل من انفسنا اذلة لهما واحترامهما وتقديرهما والتأدب معهما
والاحسان اليهما وغيرها مستمدين ذلك من قول الله سبحانه وتعالى :
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}.
ولا شك بين افٍ والقتل هناك عوامل ومؤشرات لابد من اخذ الحيطه والحذر حيالها وان العوامل تختلف من شخص لاخر فهناك امور مجهوله لابد ان نكتشفها ونعالجها فهناك شخص مريض نفسياً واخر مسحور واخر متأثر بشخص من اقاربه وزملائه او مجهول قام بعمل ما جعله يعتبره قدوه ، وهذا مانراه في بيوتنا من اجهزة بسيطة وتافهة في نظر الوالدين السوني ( البلاي ستيشن ) والاخر مواقع التواصل الاجتماعي ( السوشيال ميديا ) لانها اجهزة ومواقع صماء اذا عبئت خيراً فتتلقى خير والعكس اذا عبئت شراً فتتلقى الشر .
الابناء والبنات وجدوا في زمن غير زمن والديهم وانا على يقين ان اغلب الاباء والامهات يجهلون تلك المواقع الخبيثة التي تصل لابنائهم وبناتهم ويستمعون لهم لعدم وجود من يسمعهم في الاسرة؟؟" لماذا !!! لأن كل افراد الاسرة على الاجهزة وكل له مرءاته ومساحته التي من خلالها يبث مابداخله ويستمع لتعليمات من اشخاص مجهولين او العاب الكترونية ترشده وتسيره بالطريقة التي يريدها اصحاب الافكار الضالة التي تؤثر في صغارنا وشبابنا ونستمع منهم مايحتار فيه الحليم .
اعزائي ايها الاباء والامهات وانا منكم الهدف من كتابة هذه الكلمات حتى نتجنب الوقوع في اللكمات مستقبلاً ..
هيا تعالوا معي نجلس مع ابنائنا ونحتويهم ونشاركهم الاراء ومعرفة مالديهم في تلك الاجهزة واختم مقالي هذا بقصة ذلك الطفل ذو العشرة اعوام كان يحب ويستميت مرافقة والده لأي مكان يذهب اليه وكان الاب ينهره ويتعذر له بعدم وجود وقت لديه وانه لو جلس مع ابنه ساعة خسر مئة ريال في الاسهم .
عندها اخذ الابن في التعايش مع الوضع ويأخذ مصروفه اليومي عبارة عن خمسه ريالات وفي يوم حضر لوالده وطلب منه خسمة ريال فغضب الاب وصاح بإبنه الم اعطك مصروفك اليومي !!!! فعاد الابن الى غرفته باكياً ، حزن عليه الاب فلحق به واعطاه خمسة ريال فأخذها الطفل وكشف وسادته فوضع الخمسة على خمساته الكثيرة تحت الوسادة ، فاستغرب الاب ، وقال الابن : بهذه الخمسة قد جمعت مئة ريال حتى تجلس معي ساعة بدلاً من ان تخسر في الاسهم ..
هذه القصه تبين لنا البعد الحقيقي لرغبة ابنائنا في مرافقتنا ولكن مطالب الحياه كثيرة فمتى نصحو لهم ونرافقهم في حلنا وترحالنا لتجنب السوء والله ولي التوفيق .
مدير التحقيقات الجنائيه بشرطة جده
رئيس الحمله الاعلامية للتوعية الامنية والمرورية