نظرة المجتمع للمرأة السعودية
الكاتب: عطية*جابر الثقفي
لم تعد المرأة نصف المجتمع فحسب، بل أكثر من ذلك بكثير، فقد باتت الشغل الشاغل للمجتمع السعودي، أوكأنها القضية الأساسية لـه، ومن ثم أصبحت مشكلاتـها، محور حديث المجالس، ومحط اهتمام الرجال قبل النساء أنفسهن. فمن السيارة التي يتخذ منها دعاة التغريب ذريعة للنيل من بلادنا مرورا بالخلاف في كشف وجهها، ولون عباءتـها، وحكم صوتـها وزواجها من غير المكافئ لـها في النسب، إلى زواج القاصرات، وغيرها من الزيجات تحت مسميا(المسيار) و(المسفار) وغيرها من المسميات علاوة على التسلط الذكوري عليها الذي قد يصل في بعض الحالات إلى طلاقها وهي في مقتبل العمر ناهيك عن العنوسة التي أفرزتها عادات وتقاليد مشوهة وطمع مادي في حال كونها موظفة فضلا عن اختلاف النظرة الثقافية لـها، فبعض قاصري النظر، يرون أنها أقل قدرا من الرجل، فلا يذكرون حتى اسمها الصريح فـي المجالس، ولابد لـها من قيم، يراقب تصرفاتـها، ويقوم سلوكها، لظنهم أنـها (قنبلة فساد موقوتة)، ومشروع فتنة يجب وأده في مهده، دون اعتبار لإنسانيتها ومكانتها الاجتماعية التي كفلها لـها الإسلام، وضمنتها لـها الأنظمة والقوانين. وقد يقول بعضهم: إن على المجتمع (ستر) المرأة وهي كلمة قد تثير حفائظ أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا، فهن لسن (مفضوحات) حتى يتم سترهن بل هن مستورات بشرع الله . وهذه التصورات نجمت عن محاصرة المرأة، وإحصاء أنفاسها ولفتاتـها، ووضعها تحت مجهر اجتماعي؟! فالإشارة إليها تولد حساسية لدى بعضهم، وتناول قضاياها في قنوات الإعلام، يصيب بعضهم بحالة تشنج فكري، وتعرق سلوكي، وارتعاش أخلاقي، ويزيد من سرعة نبضات ثقافة العيب والحرام لديه بشكل غير مبرر حتى وصل الأمر بأحدهم إلى أن يطلق النار على الطبيب الذي قام (بتوليد زوجته ) !!!
وأنا هنا لا أعني أن نترك الحبل على الغارب لتعمل المرأة كيفما تشاء وفي الوقت الذي تريد ولكنني أدعو أن تكون نظرتنا إلى المرأة على أنها قادرة على أن تؤدي دورها الاجتماعي والأسري وفق ضوابط الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد العربية الأصيلة وأن ننصرف إلى مناقشة قضايا هي أولى وأهم . كما أن تناول قضايا المرأة بهذا الشكل، إنما هو نوع من الهوس، لا يدع مجالا لتشكيل صيغة حلول متوازنة، بل يشجع أطراف النقاش على الانفعال والتطرف في الآراء، ويربك أفراد المجتمع، ويؤخر مناقشة قضايا تنموية وفكرية تخص المرأة والرجل على حد سواء.