رؤيـــــــه
الكاتب: عطية*جابر الثقفي
كانت الحياة جميلةً وهادئة يوم أن كانت القيم مسيطرة ، والشيم مهيمنة ، والنفوس مليئة بالحب ، والوجوه تعلوها الابتسامات ، ويزكيها الحياء ، حينها لم يكن للمادة طغيان ، ولا للأنانية موضع ، ولا للإقصاء موقع ، كان الناس سواسية إلى حدٍ كبير ، همهم البناء والإعمار والإصلاح بحثاً عن الحياة الكريمة التي تجمعهم متآلفين متحابين متآزرين .
وبرغم قسوة الحياة وشظف العيش إلا أن للحياة لذة وطعما ونكهة لأنها جُرّدت من معاني التدمير والإفساد والقتل والإقصاء والعنصرية .
وحين أطلّت المادة المقيتة بسطوتها وأصبحت هاجساً لدى كل أحد وصار الولاء والحب والبغض لأجلها تقطعت الصّلات ، وتدابرت النفوس وذابت القيم وسادت الأنانية ، ونشأت التحزبات وظهر الإقصاء وأصبحت الحياة رغم الترف والرغد لاتقدم للإنسان حاجته من الطمأنينة والراحة والرضا الذي ألِفَه في ظل الجوع والحاجة والقيم !.