رمضان وجراحات القروبات
منذ أن غزتنا تطبيقات التواصل الإجتماعي، وقد فقدنا السيطرة على بعضٍ من مشاعرنا، ودفئنا الإجتماعي، زارعةً في دواخلنا ازدواجية عقل وقيم، وقد هل (شهر رمضان)، ونحن نَحِنُ إليه ونلوح بالأيدي مستقبلين هذا الشهر الذي يُقبل بخيره، بحقائبه وخطواته العاشقة لعِباه، فلحظات استقباله تهفو على عُقولِنا وتحرق تلابيب الشيطان وتغلق جوالاتنا، وما ينسدل تحته من ﺒﺮﺍﻣﺞ لا يمكن ﺇﻧﻜﺎﺭ إيجابياتها، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻻ* ﻳﻤﻜﻦ إغفال سلبياتها، ﻓﻤﻦ خلالها ﻳﺘﻢ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍلأﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ خاصة ما يسمى بالقروب. الذي أشاح بصره وأدار وجهه الكريم وقمرهُ المُضيء عن صُحبة تطبيقات الأندرويد والآي فون، " الواتس والشات والفيس وتويتر ..."، إذ بدأ الكثير من مستخدميها، مغادرة قروباتها التي احتوت على عقليات مختلفة ونفسيات مختلفة أيضا، من هؤلاء من يتسلى أو يستمتع بالتفرج على هزل وجدّ الأعضاء في أوقات راحتهم، إذ ترك مدير القروب لهم الحبل على الغارب وذهب لبعض شأنه، لتنشأ حالة من التشنج والتشاحن بين الأعضاء، حتي يأتي رمضان مُصاحباً حذف ما عشقوه كي لا يُشغلهم عن أداء العبادة، وكأن لسان حاله يقول: (الشقي من حُرم غُفران الله)، فهل من مُغتنم قبل الوداع؟!، وهل من مُختلي مع الله والفرار إليه من موبقات الذنوب التي تُغرقنا عبر التقنية التي فُهمت بالخطأ فصارت (جراحات) لا دواء لما يعتلج في القلوب لا لمن فرط في يومه وأمسه. لقد خطفتنا الدنيا بزخرفها وزينتها بجولات تسوقية ومشاهدات حجبت النعيم ألا تراها أيامنا، فالغفلة ضيعتنا ولعل "دمعة خشية" تُطفيء بحور جهنم تلك وتطبيقاتها، فلماذا لا نفر مهرولين إليه وقلوبنا تطفح بالهيام؟!، داعين غير ناسين رجل أمن (القوات المسلحة - الجيش- وزارة الداخلية - الحرس الوطني – الاستخبارات)، وكل من حرس هذا الوطن الغالي وسهر الليل ونحن نيام أولئك الأبطال الساهرون على أمن الناس في بلاد الحرمين...نقول لهم :"نحن معكم في السر والخفاء وندعو لكم الليل والنهار، لا في أيام رمضان فقط".