المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 6 مايو 2024
دكتوره حياة الهندي
دكتوره حياة الهندي

عن دكتوره حياة الهندي

خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية

يعود رمضان ولايعودون هم !!!

وسيأتي يوما يعود هو *ولانعود نحن !!!

ونظل نحن كما نحن !!!

نلهث بلا انقطاع بلا تأني بلا نظرة للخلف قليلا لنرى ماذا فعلنا ؟ وماذا جنينا ؟

من آلمنا ؟ من تركنا خلفنا ؟

جريحا نازفا ؟ أم مظلومًا يرفع يديه شاكيًا ؟

أم جائعًا أطعمناه ؟ أم عاريًا كسيناه ؟ أم جاهلًا علمناه ؟

روحًا تائهة تركناها أم زكيناها ؟ حب نشرناه أم حقد نثرناه ؟

ماذا تركنا....؟

مشغولون في الأربع والعشرين ساعة حتى الثمالة وفارغون فيها أيضا حتى الثمالة.

وتتكرر الأحداث والمناسبات والتفاصيل حتى المصائب والويلات .

وللأسف تظل النتائج واحدة والخسائر واحدة وأكياس البصل تفوح في كل الأماكن.

متى سنهدأ ؟

متى ستسكن حركة السيارات والطائرات والقاطرات؟

ولماذا نريدها أن تسكن؟

ماهذا الضجيج ؟ ماهذه الصناديق الحديدية التي تحمل النفحة الآلهية التي أبت إلا أن تزدري بكينونتها العظيمة لتركض وتجري وتسابق الركب فلا بلغت دنيا ولادين .

ماهذه النعرات وماهذه القبليات ؟ ماهذه الحروب وماهذه الويلات ؟ ماهذه النجاحات وماهذه الخيبات ؟ ماهذه الاتصالات وماهذه الانفصالات ؟ ماهذا العلم وماهذه الجهالة ؟

ماهذا الضجيج وماهي السكينة ؟

رمضان يعود ليقول : جئتكم* وقد لاتجيئوني في عامي المقبل وتغادروني

*عندها سأذكركم كم كنتم في نعيم لم تتعلموا كيف تتلذذون به؟

أنفصتم الروابط تحللت العلاقات أصبح صوت الرصاص والقاذفات والرشاشات والمدافع يعلو على أصوات المآذن وانسكبت الدماء بدلا من الحليب والماء وعانق الجوع والتشرد والمرض أناسٌ مثلنا يدينون بديننا ويتكلمون بلغتنا والفاصل بيننا قريب ونحن كما نحن!!!

جاء رمضان ومازلنا نبحث عن الترفيه بحجة التغيير ؟ نبحث عن آواني مبتكرة ومشارب ومآكل حديثة وآثاث ومتاع ؟ وملابس وكماليات وتمتلئ المخازن بأنواع الأطعمة والمشاريب وتكتظ الدولايب بالملابس وتتناثر في كل مكان وسائل التقنية ، وتتفشى الأنانية والسباق والغيرة والمنافسة ويعلو صوت الضحك وتُلبس الأقنعة ،ويتساقط الحياء كأوراق الشجر في فصل الخريف في الأسواق *وفي الطرقات في التجمعات في النفحات... ،الأسواق مليئة وفارغة والأذهان والأفكار عقيمة *متعلقة بالبحث عن الأجمل والأغلى ، ومابين لحظة مغادرة وبين لحظة قادمة يعلو الصوت ويتراشق البعض ثم يعودون وكأن لم يكن ، والصغير بينهم ينمو لديه ويزيد حب الدنيا ومتاعها فتهفو نفسه للدنيا ومتاعها ويغفل أن رمضان يعود ولايعودون هم !

ماذا تريدين أيتها المتأملة في حال من تشاهدين؟

هل تريدين لهم أن يموتوا جوعا ؟

أم يصبحون بلا لباس فيتندر بهم من حولهم؟

أم تريدينهم أن يحرموا أولادهم من الترفيه أليس الترفيه من وسائل التربية أيتها المربية؟

ماهذا هي أرادت؟

هي تريد وقفة تأمل ليس بأقل أو أكثر !!!

رمضان سيعود لكن أنت قد لاتعود فليوم غيابك ماذا أعددت؟؟ ماذا زرعت ؟ ماذا تركت ؟

هم ذهبوا لكن تركوا إرثًا ينمو ويتسامق في داخلك .

تركوا لك مايجعلك تتحدى أمواج الحياة ، وتقف صامدًا أمام رياحها العاتية ، سعيدًا رغم كل شيء ، هادئًا والدنيا من حولك ضجيج وصخب .

اللهم اغفر لمن عاد رمضان ولم يعودوا هم ...

اللهم اغفر لمن علمونا الحب ودثرونا بالحب ورسموا لنا طريق الآمان والقوة والشجاعة .

اللهم اغفر لمن علمونا حب القلم والقراءة والكتابة وشجعونا حتى صارت عادة.

نضمد الجراح نسكن الرياح ننادي بصوت الفلاح ، اللهم اغفر لهم علمونا أن يكون لنا السيادة ولأفكارنا الريادة ، اللهم اغفر لهم بعدد كل حرف ينبض فينا ،وبكل دمع يهمي من أعيننا ، فلقد عاد رمضان ولم يعودوا هم ولم يبق لنا منا سوى دعوات تعبر كل الشاشات والأوراق وتمخر في النبضات والأنفاس وتقتات من الحنين والأشواق لتقول لهم:

ماجازيناكم بإحسانكم إحسانا فسامحونا ، كتبناها بمداد القلم والقلب.

يامن تكتب فيهم الحروف وتنطلق لهم الدعوات وتبقى أعمالهم ممتدة وتاريخهم مشرق ليعود رمضان ويعودون هم ...أترانا إن رحلنا سنكون مثلكم !!!

قال تعالى (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

*
 0  0  10.0K