ألبستني ثوب القوامة ولم أسلبه منك
بقلم- رانيا مروان الخطيب*
تعالت صيحات ودقت نواقيس داخل المجتمع الذكوري في وجه رايات من المجتمع النسائي تصرخ فيها البستني ثوب القوامة كرها ولم أخذه منك طوعا. للأسف أصبحت الحياة الزوجية عند البعض أشبه بملعب رمي كرات والرابح من يسجل في مرمى شريكه الخصم أغلب اﻷهداف. كيف تاه عن فكر الزوجان أنهما شريكان وأنه ما يعيب أحد منهما يعيب كلاهما، ومن أين أتوا بمخططات الاستيلاء على مملكة زوجية هم أصلا مالكوها.
ما الذي يجري؟
سؤال لم يتوقف عنده الأزواج وكأن الحروب الدائرة خارجا أرادت أن تنقل عدواها لداخل الحياة الزوجية. هلا تأمل الزوجان الآية (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) وما تعنيه. إنها الستر، الوقاية، الحماية، الدفء، الجمال، وجميعها صفات لعلاقة زوجية تقوم على تداخل حياة الزوجان ببعضهما ليرتقوا إلى درجة الشخص الواحد والروح الواحدة والقلب الواحد.
هذه ليست صورة تجعلنا نبتسم عندما نراها ولا ذكرى مرت في حياة من قبلنا، إنها حياة من أقام حياته الزوجية من ذكر وأنثى على الاحترام والود والاهتمام في حدود ما شرع الله. فلا تعد ﻷحد على اﻵخر ولا تراخي أو تقاذف في المسؤوليات والاتهامات. فالحياة الزوجية تعاون مستمر ولا ضير إن أعانت الزوجة زوجها ماديا فهذا لا يعطيها حق القوامة ولا يأخذها الزوج بحساسية زائدة أو خوف على قوامته فلن يسلبها أحد منه إن لم يتنازل هو عنها. دعونا لا نلقي أسماعنا لطبول حروب تدق من الخارج بحجة حقوق المرأة والظلم الذي يقع عليها ولا ﻷبواق تدفع بالرجل إلى الوقوف في وجه المرأة مدافعا فإن من وزع المهام واﻷدوار عليهما بأحكم الحاكمين وليس بظلام للعبيد.
*
*كاتبة لبنانية