متى سنكون شيئاً
الدنيا بشتى مناحيها تضج بمن برز وأبدع، وسعى للنجاح فناله، وهذه سمة المؤمنين بقدراتهم، وحظوا باهتمام يوازي طموحاتهم، والكثير سلك طريق الإبداع والتميز، فمنهم من وصل، ومنهم من هو على الدرب مثابر.
ومنذ الصغر ومع ما أملك، كمثل غيري، من همة وطموح وموهبة وأنا أشعر أني سأكون شيئاً، ومع مسيرتي وأنا أكبر وأصارع ظروف الحياة وتحدياتها، كمثل غيري، قلت تلك الأحاسيس شيئاً فشيئاً، ومع هذا التقهقر مرت بي الأيام وجرى عمري، لم يتحقق من أحلامي إلا الشيء اليسير رغم الجهد العظيم الذي ابذله من أجل تجسيد ذاتي، وتواصل مع من بإمكانه تذليل صعاب طريق كل طموح، وهناك كانت لي وقفات أفكر فيها وأقول لماذا نمر بهذه التحديات رغم كمية الإبداع الذي نمتلكه، ولماذا يفتقد الكثيرون ممن أرادوا المساهمة في العطاء لمجتمعاتهم ونهضتها وبنائها التقدير أو المساعدة.
كم مرت علينا من صور متنوعة تنبؤنا عن مبادرات المجتمعات الغربية، نشاهد مدربا أجنبيا يعطي دورة لبرنامج وأداؤه جميل ولكنه ليس مميزاً، بل وتكون الدورة مكررة بمفهومها أسلوبها، ومع ذلك لم يبخس حق نفسه، بل وتحيط به هالة من التقدير ونخبة من المصورين وجمهور من المتابعين، ترى لماذا يلقى هؤلاء هذا التقدير في بلدانهم و بلداننا لا يجد أبناؤها التفاته...؟
وربما عاش ومات من يملك الأفضل* ولم يُعرف عنه شيء، حتى وإن عرف بين الناس فوفاته لا تتعدى سطرين في صحيفة عابرة، لماذا يبقى الطامحون والعاملون نكرات، ما الخلل، ولماذا يبقى المجهود الشخصي سبب نجاح من برز ويتضاءل الدعم والتشجيع الموجه لهم ممن حولهم، فقلما نجد منهم شكرا لجهة معينة لدعمها له، مع وضوح أهميته في بداية مشوار كل مبدع في طريق تحقيق طموحه، فلماذا هذا وإلى متى، الاطلاع على مواهب من حولنا من البلدان وما يتخذ من صقلها والارتقاء والاستفادة منها يدفع لاختصار الزمان وبذل عصارة النفس والفكر ، ويصقل المواهب، ويزيد الإتقان، وينمي الطموح، ويمثل البلاد كأجمل ما يعتز به الجميع ويفخرون على اتساع رقعة المكان وامتداد الزمان.
* * فنانة تشكيلية