متعة التغيير
ننشأ وتنشأ معنا تصورات كثيرا ما نستمدها من بيئتنا، ونعيش نجاحات وإخفاقات متكررة ومتماثلة بصور شتى في المجتمع، ويبقى البعض يراوحون في أماكنهم مع رغبتهم بالتقدم، والكثير من الناس يريد بحرقة ولكن بدون صدق، يرغب بالفوز ولكن دون حراك، وما أكثر الفاشلون، إذا سرت في طريق ووصلت البلد الخطأ ستصل إلى نفس البلد الخطأ إذا سلكت نفس الطريق، التغيير في النمط هو الحل لكثير من المشكلات التي يراها البعض معضلات، وهو مركب طالبي النجاح للوصول للأفضل، قدراتنا ليس لها حدود واستثمارها الصحيح هو قمة الإيجابية، لا ندعي سهولة ذلك ونؤكد على إمكانيته لمن شد العزم وأراد، فالانتقال من حال إلى حال أفضل وأجمل ومن واقع إلى تحقيق أمل يحقق لنا الامتياز وواقعية الطموح وتشكيل الرغبة، قد نشعر بالرهبة والتردد وصعوبة البداية، لكن فيها من متعة التحدي ما تهون معه الصعاب، يكفي تحويل مؤشر بوصلة التفكير قليلا، ليظهر لنا مسار النجاح الذي معه تتغير نظراتنا لأنفسنا وسلوكياتنا مع من حولنا الذي تبعا لذلك تتحسن معهم علاقاتنا المتبادلة،* للتغيير عقبات طبيعية ليست بالكؤود إذا أعددنا لها عدة التخطي، مع دعاء بالسداد وثقة بما نحمله من طموح ومبادرة وتثبت من مواضع أقدامنا على درجات قواعد التغيير السليم. شعورنا بالألم بسبب أوضاعنا يعني الحاجة لفعل شيء ما غير معتاد، قد تحتاج إلى من يساندك ممن لديه التجربة والخبرة والمعرفة والمقدرة في هذه النقلة، فاختيار شخص كهذا دليل جدية ورغبة صادقة ليأخذ بيدك لتخطي العقبات، ويريك كيف المرور من بينها دون إصابات، ويرشدك إلى أن لا تبالغ في توقعاتك فتعجل ويختل توازنك، مع وضوح أن التغيير ليس مرتبطا بالآخرين، أنت بعد الله محتاج لذاتك أو من يساندك، ومعرفة ما أنت عليه وأسبابه ثم معالجته بحكمة، وتشتت التفكير وأخطاؤه لا يوصل للمطلوب، وجمع شتات النفس سيغير السلوك، والكتابة على بساطتها لها أثر سحري في برمجة الخطى وثباتها واستمرارها الصحيح، أمور بسيطة لا يهتم لها البعض لها دورها المؤثر، فالتنفس العميق يعطي طاقة للجسم، ويساعد في تحمل ومواجهة المشاكل بقوة، وقرارات التخلي عن سبات الزواحف ورفض التغيير واتخاذ المسلك الصحيح سيؤدي حتما بإذن الله إلى الواقع الأفضل، والنجاح لا يأتي بسهولة، بل بشيء من تعب تسبقه إرادة صلبة، مع ما يتطلبه ذلك من سهر وتضحية وطلب علم، فلنترك الفشل والكسل ولنبحث عن النجاح فهو أكثر لذة، مرسوما بأهداف واضحة وترتيب أولويات وتسخير قدرات، وليكن معلوما كما قيل ثمن السيادة ترك الوسادة، ومنازل الكرام لا تنبغي لأهل المنام.
وما نيل المطالب بالتمني********* ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
* كاتبة سعودية