كيف تخطط المرأة لحيائها
بقلم الدكتورة سميرة الدوسري* من أمور هذا العصر الانفتاح الحاصل في المجتمعات وما تبعه من تنوع الاجتماعات وكثرة اللقاءات، فكيف تحافظ المرأة على حيائها الذي هو العنوان الحقيقي لها، ومع زحمة الحياة وتسارعها نتساءل هل هذا الحياء فطري؟ أم يحتاج إلى مهارات تعتمد فيه المرأة على اكتسابها ليقوى حياؤها؟ أصبحت المرأة في مواجهة كبيرة مع الرجل، فهل يحتم عليها حضورها اللقاءات والاجتماعات أن تدخل في الحياء الفطري؟ أم عليها أن تتصنع الحياء؟ صادفتني رسائل كثيرة تدفعني إلى السكوت وعدم الرد، وهذا في بعض الأحيان يجعل الطرف الآخر يتمادى في طرحه معتقدا أنني موافقة بما يقول، غير أن هذا السكوت ما هو إلا حياء من طرفي، متوازيا مع ما يظنه المقابل رضا. فكيف نوضح لجميع من معنا في اللقاءات وقروبات الواتس أب أن هناك شيئا يسمى حياء المرأة، فليس كل موضوع يطرح يتحتم الرد عليه، فلابد أن يفهم الطرف الآخر أن هذا حياء وليس رضا. هذا الأمر لابد من طرحه وبكثرة وبجلاء، فلا يعني دخولنا معترك العولمة والأعمال أو التواصل الاجتماعي كنساء أن نتناسى الحياء الذي تربينا عليه، فالحديث بين المرأة والرجل له ضوابطه التي يجب أن لا نتجاوزها، ومما يشاهد الآن أن بعض الرجال يتمادون بالتواصل مع ذوات الاختصاص فيكثروا من الحديث معهن من دون هدف صحيح، وخاصة في القروبات التي قد يكون فيها أختك أو بنت عمك، فلماذا هذا الإحراج؟ ولماذا تقلل من قيمتك بهذه الصورة وأمام عشرات الموجودين؟ العلم ممكن أن نأخذ به ونتثقف ولكن دون أن نحرج المرأة بالرد. نريد أن نعود لأخلاقياتنا وديننا الإسلامي الذي يحتم على المرأة* الحياء والمكوث في بيتها، ولكن تغير الأحوال والانفتاح دفع بالمرأة إلى الخروج للعمل، وهذا الأمر يلزمها مراعاة الضوابط الشرعية في الحوارات والأحاديث التي تدور بينها وبين أي شخص غريب عنها، والبعض يأخذ الدنيا بالتساهيل، ولكن يجب أن ننتبه إلى أننا محاسبون عن كل كلمة وهمسة وإشارة وكل كتابة، فهذا سيكتب وبلا شك في سجلاتنا، فنريد العودة لحياء المرأة ورقي أخلاقها في المجتمع، فمن لا يسعفها حياؤها أمام الناس أين خجلها وأين حياؤها من الله رب العالمين؟ فالله يغار على عباده عند فعلهم للمعصية.
*
*استشارية أسرية