المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024

هل الحل صعب يا وزارة التعليم *..

أ.حامد جعفر المالكي*  

لا زالت وزارة التعليم تدور في دوامة من المشاكل لا أعلم متى ستنتهي وكيف سيكون هناك عملية إصلاح والجعبة مليئة بالملفات الساخنة التي تنتظر الحلول من سنين عديدة ويتم تأجيلها عاماً تلو آخر ولكنها يوما ً عن يوم تزيد بالترهل وتزيد معها صعوبة الحل ، لا أعتقد أن الوزارة قادرة على القيام بأي عملية إصلاح بدون الإلتفات لتلك المشاكل ومحاولة حلها بشكل عاجل* .

فالملف المهم والذي يحتاج حلا ً عاجلاً غير آجل هو ملف الحقوق الذي يئن ويصرخ ويسمع من خلفه أصوات بحت للمعلمين والمعلمات لا ينادون بحوافز تجعلهم يتنافسون للتميز بل ينادون بحقوق مشروعة كفلها لهم النظام وبسبب تأجيل حل هذا الملف سنين عديدة صار حله مستحيلاً على الوزارة وحدها بل بتدخل من المقام السامي الذي لا أعلم متى يرتاح من أخطاء فادحه لمسئولين حملوا أمانه لم يقدروا عليها *، كنت أتمنى أن يظهر هذا المسئول الذي جر قلمه قرار جائراً هضم حقوق مئات الألوف من المعلمين والمعلمات ، لماذا لم يحل هذا الملف من جذوره ؟ فالفرصة كانت مواتية حينما أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز ( يرحمه الله ) بحل هذا الموضوع ، لماذا المسئول يقف حائراً والأوامر أتته من القيادة العليا لحل هذا الملف ؟! ، فعندما تمنح المعلم المستوى الخامس وتمنحه درجة لأقرب راتب ( وكأنك يا بو زيد ما غزيت ) ، لماذا منحته المستوى الخامس وحرمته من درجته المستحقة وهضمت حقوقه *.

ثق يا معالي الوزير أنه مهما حاولت واجتهدت فإن بداية التصحيح تبدأ بإعطاء كل ذي حق حقه وبعد أن تعطيه ما له من حقوق فيمكنك أن تطالب بما عليه من واجبات .

ومن المشاكل التي تحتاج إلى حل عاجل هو ملف النقل الخارجي الذي أثقل كاهل الوزارة وأرق مضاجع المعلمين فبدون استقرار للمعلم *والمعلمات فلن يكون هناك عطاء نهائياً وأعتقد أن الحل بسيط ، *وقد يهاجمني فيه الإخوة من المعلمين والمعلمات ولكن نحن نتحدث هنا عن مصلحة بلد ومصير أمة يجب أن يضحي لها الجميع فتعليمنا متدني وما يعطى داخل المدارس ليس موازي لما يملكه معلمينا من علم ومعرفة وبالتالي فإنني أنادي بإيقاف حركة النقل الخارجي التي تحصل كل عام وقصرها فقط على ذوي الظروف الخاصة فقط أما البقية فيجب أن يستقر المعلمين في أي بقعه من بلادي ولنا أسوة بقطاعات كثيرة لا تجد هذا التنادي والمطالبات بالنقل بل بعضهم يتعين ويتقاعد وهو في نفس المنطقة أو المدينة واقتصار عملية النقل داخل حدود إدارة التعليم التي يتعين أو تتعين فيها فقط ، أما هذا* الثقل الكبير على كاهل الوزارة الذي تسبب بمشاكل لكثير من المدارس بسبب تنقلات المعلمين كل عام* .

والمشكلة الثالثة هي تطوير المعلمين داخل الميدان فما يحصل داخل قاعات التدريب التربوي من مهازل لا ترقى لتكون تدريباً لمعلم بل راحة واستجمام وذلك لعدة أسباب منها ضعف المدربين الذين يقدمون هذه الدورات أو بسبب عدم رغبة المعلم بالتدريب وحضوره الـ "شرفي" فقط إما لإرضاء المدير أو المشرف التربوي أو للهروب من الدوام الرسمي وكذلك غياب التخطيط لعملية التدريب فهي تقام بشكل عشوائي لا يرتقي لتكون عملية لتطوير أداء المعلم أو لتبصيره بما يستجد من استراتيجيات و مهارات جديدة . فالمفروض أن يكون التدريب من قبل رجال مختصين بهذا المجال وأن يقدم لمن يحتاجه من المعلمين فقط ويمكن لإدارات التعليم التعاون مع المعلمين المتميزين أو يمكنهم التعاون مع كليات التربية القريبة منها أو تتعاقد مع مراكز التدريب المتطورة والمختصة في هذا المجال بمتابعة وإشراف من قبل إدارة التعليم وكذلك أن يقدم للمعلمين الذين يحضرون الدورات ويجتازونها مكافآت مادية ومعنوية *.

والمشكلة الرابعة هي المركزية المقيته التي تُسير العمل داخل أروقة الوزارة نحن نعيش في دولة كبيرة ومترامية الأطراف وليس معقولا أو مقبولا أن يبقى مصدر القرار هو الوزارة فقط وليس هناك دور للمجالس التعليمية في المناطق ، فمتى تتنازل الوزارة عن كثير من اختصاصاتها وتسندها للمجالس التعليمية بالمناطق ويبقى دور الوزارة تشريعي فقط أما ما يخص الأمور التنفيذية فتبقى بيد المجلس التعليمي بالمنطقة والذي يضُم نخبة تلك المنطقة من التربويين والمختصين والذي يكونون أكثر عرفاً ودراية بالعوامل الثقافية والجغرافية والسكانية لأبناء منطقتهم .

سؤال يجول في خاطري و لم أجد له إجابة ؟! عندما نحاول الإصلاح لماذا نبدأ من حيث بدأ الآخرون !! سأقتصر على ذكر هذه فقط وإن شاء الله سأتحدث عن بقية الملفات في مقالات آخرى *.

يجب أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون وأن نجول في العالم الأول ونرى ما وصلوا له من تقدم في مجال التعليم ونحاول أن ننقل تلك التجارب ونستفيد مما وصلوا له مع محاولة التعديل علي تجاربهم لتناسب ديننا وتاريخنا و ثقافتنا . نحن نعلم أن الملفات كثيرة وشائكة و تحتاج إلى علاج من قبل الوزارة والتحديات جمه و تحتاج إلى وقوف الجميع وتغليب المصلحة العامة للبلد وأبناءه على مصالحنا الخاصة فنحن في وقت ينبغي أن نبني جيلا ً واعيا ً لتحديات العصر و مخاطرة ولن نستطيع أن نتصدى لذلك إلى من خلال بناء جيل مثقف ومتعلم يمتلك المهارات و المعارف والقيم التي تخدم البلد في كل نواحيه . ما قرأته يا معالي الوزير في مقالك الذي نشر في صحيفة الحياة يبشر بخير و يظهر لنا أن المشاكل ظاهره لكم ، إن القرارات التي تبعت ذلك المقال تنبئ بأن التحسين والتطوير قادم وهذا ما نأمله ونتمناه .

* *
طالب ماجستير إدارة تربوية
جامعة الملك عبدالعزيز
تويتر hassani000@
بواسطة :
 0  0  13.4K