المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 3 مايو 2024

التجربة الإيجابية بحسب قانون المملكة العربية السعودية

دينيس بوتوسكي

 

حالات العمل حول العالم - جزء من النشاط البحثي. منذ العام 1995، أنا قمت بدراسة التجارب الدولية لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها. في العام 2001 نشر كتاب "أنقذني وسامحني"، الذي يتحدث عن ما شاهدته شخصياً في الشوارع، مراكز إعادة التأهيل، وعن ما* تحدثت به مع كبار المسؤولين الحكوميين من 45* دولة من القارات الخمس. وفي وقت لاحق، قمت بإضافة جزء عن نشاطي البحثي في مصر وإيران وباكستان وأفغانستان، وأعيد إصدارها باللغة الإنجليزية تحت عنوان الخشخاش الأحمر القاتلة (Fatal Red Poppies). بعد الهجمات الإرهابية في نيويورك عام 2001، أزداد الإهتمام تجاه "أثر الأفغاني" في تجارة المخدرات بشكل كبير. وقد لاحظوا كثرة الدعم المالي في إنتاج وتوزيع المخدرات للإرهابيين، بما في ذلك "تنظيم القاعدة".

الثورات الملونة، و"الربيع العربي"، والحروب الأهلية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا شك، هي نتيجة مباشرة لانفجار البرجين التوأمين في العاصمة المالية في الولايات المتحدة والهجوم على وزارة الدفاع الأمريكية. ربما ليس هناك حتى جزء صغير من الأرض، لم تهزه هذه الأحداث. حرب الأميركيون في العراق، التي بدأت في العام 2003 وتقوية التناقضات الداخلية بين السنة والشيعة، زرعت البذور التي ظهرت على شكل منظمة إرهابية "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (ISIS) . كما تعلمون، فإن الإرهابيين يكسبون الأموال من تجارة الناس والنفط وتهريب المخدرات.

في العام 2013، عندما شاهد المجتمع الدولي للسنة الثانية الحرب الأهلية* في سوريا وإقامة "الدولة الإسلامية" في العراق،* بدأت في تقديم الاستشارات الطبية واستقبال المرضى* لإعادة التأهيل من الدول العربية في جمهورية قيرغيزستان، التي تقع على الحدود مع الصين في الشرق. وأن هؤلاء المرضى لم يكونوا فقط من الدول التي تقع* قريبة جداً من الحرب، ولكن أيضاً من دول الخليج العربي. في منتصف العام 2015 كان يدفعني واجبي المهني الى وصف حالة المخدرات في الشرق الأوسط - كان ثلث مرضاي من سكان هذه المنطقة. الطبعة الثالثة من كتابي سيشمل القصة عن* جميع الدول العربية تقريباً، لكنني قررت أن ابدأ ... من المملكة العربية السعودية.

تعميم الإسلام

المملكة العربية السعودية، التي تحتل تسعة أعشار الجزء من شبه الجزيرة العربية، الى جانب الحرمين الشريفين ومنذ الخمسينات يعتبر ملك المملكة السعودية العربية خادم الحرمين الشريفين. حيث تعتبر بلدي جمهورية قيرغيزستان دولة علمانية دستورية، ولكن الدين الرسمي لغالبية السكان - الإسلام.* في بلادنا حوالي 80٪ منهم هم من المسلمين. ومع ذلك، 64٪ منهم لا يطابقوا الإسلام بسبب القوانين التي جبرت الشعب أن يعتبروا من الملحدين بعد الإستقلال. وعلاوة على ذلك، فإن قليل منهم يعرف اللغة العربية في الدولة، وهناك القليل من المدارس الدينية ونوعية التعليم فيها ضعيف جداً، مما يمنع الرجوع* إلى المصدر وفهم الجوهر الحقيقي عن الدين الإسلامي. تاريخياً، الشعب القرغيزي يطبق المذهب الحنفي. ولكن بما إن قرغيزستان هي دولة علمانية، فلا تنطبق القوانين الدينية فيها، ويستند النظام القانوني على دستور الجمهورية والقانون العلماني. بما في ذلك وهو في غاية الأهمية لأشخاص ينتمون إلى دين، ولكنهم لا يذهبون أبعد من التعريف عنهم بأنهم "مسلمون". 23٪ فقط يعتبرون أنفسهم من أهل السنة.

كجزء من الهوية الوطنية، مثل معظم زملائي المواطنين، أعتبر نفسي إنسان مسلم. وبما أنني في وطني أعتبر شخصية عامية، وأشارك في الحياة السياسية، ويتابعون نشاطي وعملي تقريباً كل سكان جمهورية قرغيزستان. وقد بدأت الرحلة البحثية من العمرة. كان من المهم بالنسبة لي كتعزيز الوعي الديني ومستوى التعليم. وهذا كان من المهم أيضاً لشعبي، لأن من خلال نشاطي أحذرهم عن فعل أفعال محرمة وحركات راديكالية، وأوجههم للإنتماء إلى أهل السنة.

العلاج والوقاية وعقوبة الإعدام

أنا جئت الى الأرض المقدسة لجميع المسلمين مثل الشخص الذي يدرك بالفعل* المشاكل والتهديدات التي تشكلها المخدرات في المملكة العربية السعودية والدول المجاورة. منذ 26 يونيو 2014، وهو اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، لكوني رئيساً للرابطة العالمية "العقل من دون المخدرات" بدأت البرنامج الخيري "العالم بحاجه إليك!". بالإضافة إلى المرضى الذين يعالجون في عيادتي مقابل رسوم، وافقت على إستقبال كل شهر مريض واحد من العالم العربي للعلاج مجانياً. كان المريض من المملكة العربية السعودية، وهو من سكان مدينة جدة، المشارك الأول من المشروع الخيري، ونحن أنقذناه من الإدمان.

بعد العمرة، التي أصبحت أمراً مهماً جداً بالنسبة لي ولمواطني قرغيزستان، التقيت مع رؤساء مستشفى* "الأمل" في الرياض. يقع هذا المستشفى الكبير مع ال 500 سرير في العاصمة، والتي تحتل 16 هكتاراً من الأراضي والمجهز بأحدث التكنولوجيا. هناك وجدت نصف المرضى يعانون من إدمان المخدرات وإدمان الكحول، والبعض الآخر من الاضطرابات ااعقلية (ولا يصرحون عنهم* لأسباب خصوصية). لقد زرت فرعها في جدة أيضاً، أثناء عودتي من مكة المكرمة والمدينة المنورة. أعجبت بالتعطش للمعرفة بين موظفي المشفى وأهتمامهم المهني، وإذا حكمنا من خلال الأسئلة، هناك مستوى من الكفاءة العالية جداً. في روسيا وأوروبا والولايات المتحدة أنا معروف بطريقتي العلاجية التي ألفتها بنفسي للعلاج من إدمان الكحول والمخدرات. بعدما عرفوا ذلك، أصبحوا يسألوني الزملاء السعوديون بالتفصيل عن ميزات طريقتي العلاجية.

اتفقنا على التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات. النظام العلاجي الثلاثي في مشفى "الأمل"* - إزالة السموم وإعادة التأهيل والتنشئة الاجتماعية - يتوافق الى حد كبير مع ممارسة الولايات المتحدة في مجال العلاج من المخدرات، والتي، للأسف، ليست فعالة جداً. وهذا أمر مفهوم: غالبية الأطباء في المناصب الإدارية درست في كندا أو الولايات المتحدة، وجلبوا المعرفة الجديدة من تلك الدول. ومع ذلك، كان لدي اكتشاف: أخذت علماً بأنه يمكن تسريع إعادة التأهيل النفسي للمرضى بالقراءة المكثفة للآيات من القرآن الكريم التي تتحدث عن نظافة الجسم والروح.

ولكن العلاج - هو الصراع مع العواقب، في حين أن السبب - الاتجار في المخدرات. في اللقاء مع الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية عبدالإله الشريف في مكتبه مفروشة غنية، والذي ذكرني بمكاتب الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي، ولقد أكدت المعلومات التي يتم الحصول عليها عن طريق استجواب المرضى ومن الإنترنت. المخدر *رقم واحد في المملكة - كبتاجون (تتحلل في الجسم على المنشطات، والثيوفيلين)، وبعده مخدرات مشتقة من القنب والكحول والعقاقير المختلفة.

في فبراير 2016 ضبطت شرطة في شوؤن مكافحة المخدرات* 3 مليون حبة كبتاجون، خبر لي رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. ووفقا له، مختبرات متنقلة لإنتاج المخدرات الاصطناعية، بما في ذلك العقاقير الطبية - مشكلة كبيرة. يضاف إلى ذلك حقيقة أن يجري تهريب المخدرات في المملكة العربية السعودية من خلال الباكستانيين والنيجيريين وممثلي البلدان الأخرى في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. كما أنني وجدت أن حوالي 2٪ من السكان قادرين على الذهاب باستمرار إلى الخارج، حيث يجيدون أنفسهم في بيئة اجتماعية وثقافية مختلفة، وغالبا ما يوقعون في قبضة جوانبها السلبية - إساءة استعمال الكحول والمخدرات.

أما فيما يتعلق القواعد الداخلية للحياة العامة، والشرب وتوزيع المشروبات الكحولية في البلاد باعتباره من المحرمات، مثل المخدرات. متطلبات المبادئ الأخلاقية هو تقييد الاتصال بين الرجال والنساء التي يمكن أن يكون إلا مع أسرهم وفي المناطق المخصصة - السينما والمقاهي والمطاعم. المشاعر والعواطف تغيب من الجمهور في الفضاء المعلوماتي، الذي يستثني الكواليس مع الكحول أو المخدرات أو ذات طبيعة جنسية.

ناقشنا أيضاً مع عبدالإله الشريف والنهج المتبع في الوقاية من المخدرات. كما الرابطة العالمية "العقل من دون المخدرات" التي أسست في عام 2002 بدعم من الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، تجذب شرطة مكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية الشباب للانخراط في الرياضة والترفيه الثقافي، خلافاً لتعاطي المخدرات. المشروع الرئيسي للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات - "نبراس" الذي خلق وقاد شخصياً من قبل رئيس اللجنة. بما يشمل المشروع ليس فقط للمملكة العربية السعودية، ولكن العالم العربي أجمله، ويغطى 22 دولة.

 

لقد تعرفت على لاعبي كرة القدم العربية الشهيرة ماجد عبد الله ونواف التمياط، وكذلك الفنان البارز السعودي عبدالخالق الغامدي. كنت سعيدا لانضمامهم الى الأعضاء الفخرية للرابطة العالمية، من أجل تعزيز قدرتنا على الدعاية لمكافحة المخدرات في الدول العربية. في المقابل، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات فوجئني مفاجأة سارة: وقدم لي رمز اللجنة وعرض علي أقتراح نشر كتابي عن تجربة إيجابية لمكافحة تعاطي المخدرات في اللغة العربية. وعلاوة على ذلك، مع العلم أن نواجه أهداف وغايات مشتركة، اتفقنا على التعاون والتفاعل في كل وسيلة على مستوى اللجنة الوطنية والرابطة العالمية إلى التوحد في قبضة لمكافحة الإدمان على المخدرات.

بالطبع، لم أتمكن من تجنب موضوع عقوبة الإعدام باعتبارها العقوبة القصوى لجرائم تتعلق بالمخدرات. في ربيع هذا العام في الأمم المتحدة ستستضيف مناقشة القادمة من إمكانيات أنسنة* التشريعات في الدول الإسلامية. والهئيات الغربية ذات الدفاع عن الديمقراطية لمحوا مراراً أن حظر عقوبة الإعدام سيكون فعلاً إيجابيً . ومع ذلك، في المملكة العربية السعودية عامل عقاب شديد يلعب دوراً إيجابياً في الحد من انتشار المخدرات.

 

بناء على طلبي، قاموا بتنظيم اجتماع مع قاضي المحكمة الشرعية - الشيخ خليل الشيخ. التقينا في أحد المساجد في جدة وبعد صلاة القاضي البالغ من العمر 30 عاما، وممارسة الأربع السنوات الماضية، قال إنه خلال فترة عمله حكم على العديد من تجار المخدرات، وأربعة منهم حصلوا على عقوبة الإعدام، في حين أن التجار المتبقية حصلوا على عقوبة السجن 15-30 عاماً. هل حضر هو على أداء حكمه الخاص؟ "نعم، كل اربع مرات،" - قال الشيخ. وأوضح لي أن عقوبة الإعدام - لم يكن قراراً سهلاً، فالأمر يحتاج إلى أدلة دامغة من ضرر للجمهور، والكلمة الأخيرة هي دائما للملك.

جزء من الأسلوب البحثي لدي - مقارنة المعلومات على المستوى الرسمي وإحصاءات الدولة مع ما يحدث في الشوارع. في المملكة العربية السعودية،* وجهة نظر "مجلس الوزراء" كانت تتوافق مع قصص مدمني المخدرات والناس العاديين، الذين لحقت أن أتحدث معهم في شوارع مدن المملكة. التساؤل عن ما هو الذي يوفر المملكة العربية السعودية مستوى منخفض نسبياً من الإدمان، جئت إلى هذا الاستنتاج. أولا وقبل كل شيء، هو تنمية الثقافة الروحية واندماجها الكامل في التجربة اليومية (الصلاة خمس مرات). ثانيا، انها مستوى منخفض جداً من الفساد في المسائل المتعلقة بالمخدرات، وكفاءة عالية من إدارة مكافحة المخدرات الوطنية. وأخيراً، فإن عقوبة الإعدام كتدبير أخير من العقاب لتهريب المخدرات، والذي يسمح في منطقة غير مستقرة* من الشرق الأوسط بجعل من المملكة العربية السعودية جزيرة الاستقرار أو ملاذا آمنا نسبياً.

بواسطة :
 0  0  9.4K