من الأفضل .. " للأستاذه " صالحة الغامدى " #صحيفة_غرب

الأستاذة صالحة الغامدي:

تعودنا في مجتمعنا على وجود النبذ والاستبعاد والذي يعتبر لون البشرة مصدره أما الآن فقد تنوعت أسباب العنصرية فلم تعد تنبع* من البشرة فقط بل تجاوزت ذلك كثيراً فأصبحت الأوطان والأجناس مصدراً أساسي لها.

الأوهام العقلية لدى البشر أفرزت مفاهيم زائفة على مر السنين عن تفوق جنس على آخر من الأجناس البشرية أو لون على آخر أو قبيلة على أخرى أو بلد على آخر .و في أذهان المتعصبين فقط تقبع أفكار شاذة خاطئة عن تمتع من ينتمون لهم بكفاءات عقلية وبدنية وأخلاقية تميزهم عن غيرهم وتسمح لهم بالنظر بدونية وتكبر وتمييز ضد الآخرين .

نسي أولئك أنه لا يوجد سوى جنس بشري* واحد خلقه الله وإن اختلفت ألوانه وأشكاله وأراضيه ليسكن كوكباً واحداً، كوكب الأرض الذي يُفترض بنا كمسلمين أن نتعارف وأن نتحد لبنائها وعمارتها .

وسائل التواصل الحديثة كشفت عن وجه قبيح لدينا تجلت فيه العنصرية والتمييز والاحتقار دفعت البعض للشتم وتناول الآخرين بما يسوؤهم فتحولت النقاشات إلى صراعات لا تنتهي ولا تثمر ولا تتوقف.

يشعر الإنسان السوي أمامها بالخجل والعجز مما زاد في نشر الكراهية وعمقَ الفرقى بيننا .*الأمر يحتاج فهماً صحيحاً لحقيقة وجودنا على هذه الأرض والذي من شأنه أن ينقلنا إلى مرحلة نتجاوز فيها أفكارنا المتطرفة إلى أفكار وسطية من التسامح المبني على تعدد الثقافات وتنوعها والتي مع الأسف نجدها لدى الغرب وتختفي لدينا كمسلمين بالرغم من أنها ركيزة أساسية قام عليها الدين الحنيف والذي من أهم مبادئه العدل والمساواة وعدم التفرقة .

كل إنسان على هذه الأرض يملك ما يميزه وعلينا احترام وجوده وكيانه وليس من حق أي كان أن يهمشه أو يضطهده أو يحط من قيمته .التعامل بلغة الكراهية ونشرها تعمق خسائرنا وهزائمنا في زمن تكالب علينا الأعداء وتربصوا بنا .

علينا أن نعي وَ ندرك أن ما نرغبه ونريده لأنفسنا يرغبه الآخرون لأنفسهم سواء كانوا يشبهوننا في اللون أو ينتمون معنا لنفس القبيلة أو الأرض وعلينا أن نغسل أذهاننا وأفكارنا وأن نتقبل ذلك لنسهم*معهم في قيامنا بالدور الذي خلقنا*الله من أجله .من الأفضل ..

ليس أنت وليس أنا ..

خلقنا الله سواسية وإن اختلفت ألوان نشرتنا*وانتمائنا وأوطاننا .. * مشرفة عموم بوزارة التعليم