المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024

"الحب .. والحرب"

بقلم: صالحة الغامدي  

أثناء**الصلاة على أحد شهداء الحرب لم نعد نسمع* إلا بكاء ودعاء ونشاهد دموع منهمرة وصدور تتفجر من حر تنهيداتها .قلوب مزقها الحب والفقد من اللحظات الأولى لرحيل المحبوب لم تعد معها كلمات المعزين والمصبرين تعني شيئاً . دائماً نقرأ أن ما بين الحب والحرب* حرفاً واحداً فقط تزيده* «الحرب» أو ينقص هناك في «الحب» وكأن الحب ارتبط بالحرب . ربما يكون صادمًا بعض الشيء أو مفرطًا في السذاجة لكن هذه هي الحقيقة أنَّ الحبّ يرتبط أحيانًا كثيرة بالموت والفراق* والحرب طريق ذلك و ترسم صورة جديدة للحب في زمنها و من السذاجة أن يتبادر للذهن أو يظن البعض أن هذه الصورة تتناول الجانب التقليدي للعلاقة بين امرأة أحبت رجلاً فقدته في الحرب فصور الحب في الحرب أعمق من ذلك فكانت للأم التي فقدت ابنها والأب الذي فقد ابنه والأخت التي فقدت أخيها والبنت التي فقدت والدها ومثل ذلك للأخوة والأبناء من الذكور . كم هو مؤلم أن ترى أماً رحل ابنها وهى التي كانت تردد " جعل يومي قبل يومك" وتراه يرحل تاركها خلفه لتتذوق مرارة رحيل لا عودة بعده . أما الصورة العجيبة التي رسمتها الحرب عن الحب فهي لأولئك الأبطال الذين أحبوا تراب الوطن فلم تخيفهم* مدافع ولا صواريخ ولم تثنيهم مشاهد رحيل المحاربين أمامهم .دماء الجرحى أصبحت وقوداً لعزيمتهم وإرادتهم على ألا يُدنس أرضهم عدو غاصب . ياالله هؤلاء الأبطال يلوح لهم الموت و يحيط بهم الأعداء والبرد والحر وهوام الأرض ودوابها ولم يزدهم ذلك إلا قوة وإرادة تغبرت وجوههم بتراب الوطن الذي كلما تمرغوا بترابه زادهم ذلك حباً وعشقاً . رحل الشهداء ليصنعوا لنا وطناً آمن ننعم فيه بالأمن والطمأنينة والعيش الرغيد .ضحوا بأرواحهم مخلفين لنسائهم وأهليهم حرقة وغصة ووجع لا تدفنه السنين فكم من أم تعد الثواني لتلتقي بمن رحل فداء لأرضه وعرضه مخلفها خلفه تلتهمها غصة رحيله . هناك رابط حميمي وعميق بين الحبّ والحرب والمغالون في الحب دائماً ما يرحلون ويفارقون مخلفين خلفهم أرواحاً تكويهم جروح الشهداء بوجع يمتد من الأرض لعنان السماء . رحم الله شهداء العزة والشرف وألهمنا الصبر والقوة لرحيلهم

* مشرفة عموم قيادة مدرسية بوزارة التعليم*

*.

بواسطة :
 0  0  12.6K