المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 4 مايو 2024

سعاد عمر سناكوا

" بين رشفات قهوة "

في لحظات تأمل رشفت قهوتي للمرة الأولى وسرعان ما أبعدتها عني ، وجدتها ساخنة.

أتأمل في أهمية الصحة النفسية للإنسان متسائلة !! الى أي مدى نحتاج لها؟؟وهل تفوق بذلك الصحة البدنية؟؟

رشفت قهوتي للمرة الثانية وأنا أردد الصحة النفسية توافق تام بين الوظائف النفسية والقدرة على مواجهة الأزمات النفسية العادية التي تطرأ عادة على الإنسان مع اﻻحساس الإيجابي بالسعادة والكفاية

استرسلت بخيالي للبعيد ،أفكر وأتساءل في الوقت ذاته؟! الحياة سلسلة من الأحداث ؟ أم مجموعة من قوانين تأتي بنتائجها كلما حققنا أجزائها ؟ أم هي مساحة واسعة تحتاج منا التدبر ؟

فكل ما يؤلمنا ويبكينا "تحديات" كل ما يعيقنا ويقف في طريقنا "تحديات" كل ما يخزينا ويضايقنا "تحديات" والتحديات جزء ﻻ يتجزأ من الحياة التي نحبها ونعيش أدق تفاصيلها وﻻ نرغب مغادرتها الآن حتى وإن كانت مصير محتوم.

قهوتي أعددتها - مُرة - ﻷني أحبها ورغم أنها ساخنة إﻻ أني رشفتها , لسعتني ثم عاودت رشفها ولكن بأكثر حذر.. المنغصات مليئة في الحياة فكيف نحقق صحتنا النفسية في ظلها ؟؟ هل نحن بحاجة لأن نجلب لنا السلبيات ؟ لمَ البعض منا يعتقد وجود التحديات بداية نهاية العالم؟ لمَ نتخيل السيئ قبل حدوثه؟ لمَ نختلق المشاكل أو نهولها مع الناس وأعزهم؟ محاولاتنا الأولى لمَ نوقفها عندما تنتهي بإخفاقات؟ الإدراك والحذر مطلوب إذن للتعامل مع متطلبات الحياة.

وجود التحديات دليل على وجود الحزن والبكاء والألم وغيرها من الأمور المشابهة لأنها ردات فعل للإخفاقات والعثرات . فالألم لم يوجد في الحياة للحظات السعادة واليأس لم يكن موجود للحظات النجاح ، فوجود ردات الفعل دليل على وجود الفعل . والتحديات فعل وهي موجودة لذلك جزء من الحياة تعتبر.ويجب أن نضع ذلك بعين الاعتبار.

وﻻ ينبغي أن نفكر في السيئ قبل حدوثه وﻻ نعتقد الألم قبل وقوعه وﻻ نضخم من حجم الأمور، فالجميع يعيش تحديات الحياة بشتى الطرق و ﻻ ينفي ذلك وجود السعادة.

ثمة أشياء ﻻ نستطيع إحداث فرق فيها بجهدنا ،لذلك من المهم أن نبتعد عن التسخط ونسلم الأمر لله. فهو امتحان لقوتنا وصبرنا وإيماننا ،نؤمن به ونصبر والفرج قريب بإذن الله.

تناولت قهوتي .. وللمرة السادسة رشفتها فإذا هي باردة, وسرعان ما وضعتها على الطاولة لأني ﻻ أحبها إﻻ دافئة وفي ذات اللحظة تبادرت لذهني إحدى صديقاتي التي ﻻ تحب قهوتها إﻻ باردة وتستمتع برشفها هكذا. فكثير من مواقف الحياة وتحدياتها نحن من يحكم عليها و يتحكم في مستوى تأثيرها السلبي والإيجابي علينا، نضخمها أو نصغرها ،نحن من يصنفها سعادة أو تعاسة, تحدي أم هدية من الله؟ لذلك هناك مقوله أرددها دائما.. عندما اشعر بضعف أمام أي تحدي أقول ( من الممكن أن يكون الأمر أسوأ من ذلك ) ففورا أحمد الله وأسعى لإحداث فرق.

ويبقى السؤال الموجه لذواتنا !!! متى سنحقق التعايش مع الحياة ومعطياتها بتحدياتها ونستشعر السعادة ونحيا بإيجابية؟؟

 0  0  12.5K