مراحل تطور الرياضة في محافظة أضم
الحديث عن الرياضة في محافظة أضم يطول ولا يمكن اختصاره في مقال فمنذ نعومة أظفاري وشباب المحافظة يمارسون رياضتهم المفضلة وهي( كرة القدم ) كغيرهم من الشباب بمجرد انتهاء صلاة العصر تجدهم في الملعب ، والملعب هنا كان عبارة عن قطعة أرض فلا تخطيط يوضح حدود الملعب ولا أبواب فالحجارة هي حدود المرمى ويبدأ اللعب بلا خطط ولا تنظيم، والسعيد فيهم من كان لديه ملابس رياضية في ذلك الزمن ، ويستمر اللعب حتى يرفع أذآن المغرب عندها يتوقف اللعب ويتفرق الجمع ، ويجتمعون في اليوم الذي يليه مباشرة بعد صلاة العصر ، وهكذا استمر هذا الوضع سنين يذهب جيل ويأتي جيل آخر والوضع نفسه ومع مرور السنين بدأ هناك تحرك من قبل البعض ففي كل قرية بدأ شبابها بتشكيل فريق والذهاب للقرى المجاورة ولعب مباريات معهم واستمر الوضع على هذا الحال بضع سنين بعدها كانت الانطلاقة الحقيقية للرياضة في محافظة أضم حيث قام بعض الأهالي من المثقفين والمتعلمين بلم شمل الفرق وبتعاون رؤساء هذه الفرق أقيمت بعض الدورات مثل الدورات الرمضانية وكذلك في أوقات الإجازات والمناسبات ، و شكلت أفرقة كثيرة اختفى معظمها ولم تستمر ، إما لذهاب لاعبيها للمدن للإلتحاق بالجامعات أو لارتباطهم بوظائف حكومية واستمرت فرق أخرى وصمدت وحاربت عثرات الزمن وحققت البطولات وعشقتها الجماهير وطورت ملاعبها، ومع مرور الوقت أصبحت هذه الفرق معروفة على مستوى منطقة مكة المكرمة وأصبحت تشارك في مختلف الدورات الرياضية في المحافظات المجاورة.
وبعد هذه الحقبة الزمنية و تحديدا في يوم 28-2-1422هـ تأسست لجنة التنمية الاجتماعية بأضم التي أخذت على عاتقها دعم شباب المحافظة وذلك بتطوير الرياضة وإضافة طابع الرسمية على الدورات الرمضانية بمساندة الفرق وتعاونها وواصلت لجنة التنمية دعمها في كل عام مع اختلاف رؤسائها إلا أن همهم كان واحد وهو خدمة الشباب وتذليل كل الصعاب التي يواجهونها وكان لديهم توجه نحو المطالبة بإنشاء نادي رياضي في المحافظة وتمت مخاطبة الجهات المعنيه بخطابات رسمية واُخرى شفهية ( حتى ان محافظ أضم صرح في نهائي الدورة الرمضانية لعام 1435هـ وقال أبشركم انه في هذا اليوم رفعنا الأوراق المتعلقة بإقامة النادي الرياضي) و لازلت محتفظا بهذا التصريح ، وبالتزامن مع مطالبات لجنة التنمية كان هناك من يتحرك وحيدا ويطالب بتأسيس نادي رياضي في المنطقة ، وفي عام 1436هـ وأثناء إقامة الدورة الرمضانية تحت إشراف لجنة التنمية بأضم وتنظيم احد الفرق حدث مالم يكن في الحسبان تم إيقاف الدورة قبل نهايتها بسبب احتجاج فريق على مشاركة لاعب ولم يتم حسم الأمر من قبل اللجنة المنظمة للدورة وتطور الوضع ووصل للتهديد عندها صدرت الأوامر من مقام المحافظة بإيقاف الدورة نهائيا وهنا أقول ( أن إيقاف تلك الدورة كان خطأ كبيرا أرتكب في حق شباب المحافظة ) تضايق كل رياضي من هذا الإيقاف الغير مبرر لديهم ، بعد هذه الأحداث المتسارعة بقي عشاق الرياضة في المحافظة في حيرة فالمصير مجهول والقادم مظلم وتمضى الأيام تلو الأيام والأشهر تلو الأشهر ولاجديد يذكر ؛
و في ذات يوم من أيام عامنا الحالي 1437هـ يلوح في الأفق بصيص أمل بتشكيل رابطة فرق الأحياء استبشرنا خيرا وقلنا وداعاً للاجتهادات واهلاً بالعمل المنظم الذي كنّا نطالب به منذ زمن بعيد وهنا نشكر محافظ محافظة أضم الذي قام بالاجتماع برؤساء الفرق وتحدث معهم عن أهمية تكوين فرق الأحياء لاحتواء الشباب وتنمية مهاراتهم،
اعتمد مكتب لرابطة فرق الأحياء بمحافظة أضم وتم اختيار الرئيس وأعضاء المكتب وتقدمت الفرق الراغبة بالانضمام لرابطة الأحياء ووصل عددها ( 19) فريقا من مختلف مراكز محافظة أضم واستقطبت قرابة (900) لاعب وإداري وماهي إلا أيام بعد اعتماد تسجيل الفرق حتى سحبت القرعة وبدأت البطولة الأولى تحت مظلة مكتب فرق الأحياء لكرة القدم بالمحافظة التي يشرف عليها رابطة فرق الأحياء لكرة القدم بالمملكة تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم ، ووضعت الأطر و الأسس لتقديم عمل احترافي يليق بأسم ومكانة محافظة أضم وشبابها.
كل التوفيق أتمناه لهم . وفي الختام تعمدت عدم التطرق للأشخاص أو الفرق لكي لا أنسى أحد أو ابخص حق من كان له دور في تطوير الرياضة في المحافظة فلهم كل التقدير والاحترام جميعاً ورحم الله من توفى منهم وغفر له .