الملك الإنسان سلمان " للسفير مصطفى هاشم الشيخ ديب "
بقلم/ السفير مصطفى هاشم الشيخ ديب
****في ذكرى مرور عام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية رأيت أن أذكر حدثاً عشته مع مقامه السامي، فقد كنت ألتقي معه - حفظه الله - أسبوعياً عندما كان أميراً لمنطقة الرياض ثم وزيراً للدفاع ثم ولياً للعهد، وكنت أشعر بعد كل لقاء بأنني أنهل من حكمته وفائق قدرته على تسيير أمور الناس وقضاء حوائجهم وقد عايشته منذ أن انطلقت اللجان الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني عام 1967م وكان رئيساً لها وكان لدور هذه اللجان الأثر الفعّال في صمود الشعب الفلسطيني وازدياد قدرته وكان مقامه السامي يقدم جهده بلا ثمن وكان على قناعة تامة بضرورة الوقوف في وجه العدو الصهيوني في اعتدائه على الشعب الفلسطيني والذي لم يسلم منه الشجر ولا البشر ولا الحجر وكنا دائماً نسير بتوجيهاته - يحفظه الله - وقد أطلق آنذاك شعاراً إنسانياً وهو ادفع ريالاً تنقذ عربياً رداً على الشعار الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية وهو ادفع دولاراً تقتل عربياً.
وهنا حضرني حدث كبير عندما أمر خادم الحرمين الشريفين بعلاج جرحى الانتفاضة الثانية عام 2001م في مستشفيات المملكة ووضع طائرات المستشفى لتنفيذ هذا الأمر وكنت أرافق هذه الطائرات يومياً لإحضار الجرحى يومياً من قطاع غزة عبر مطار العريش ويوماً من الضفة الغربية عبر مطار ماركا في عمّان. حيث تم علاج أكثر من مائتي جريح وكان لهذا الأمر أثره الكبير عند الشعب الفلسطيني الذي ثمّن للمملكة هذا الموقف عالياً وما زال شعبنا يذكر ذلك. بينما كان الدعم يتدفق على شعبنا بشكل متواصل وعلى كافة أشكاله سواء كان دعماً مالياً أو مادياً أو طبياً أو في بناء المساكن أو المرافق والمدارس والمستشفيات أو الطرق وترميم المساكن الآيلة للسقوط في القدس والخليل أو كان دعماً لوجستياً مما زادنا صموداً في وجه الغطرسة الإسرائيلية وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - دوره الرئيسي والأساسي في هذا الدعم مما دفعني عن قناعة تامة بأن أطلق عليه لقب أمير الفلسطينيين وأبلغت مقامه السامي بذلك ورد علي قائلاً (لكن أنتم لا يوجد عندكم أمراء) فأجبته ولكنكم أنتم أمراء الشعب الفلسطيني وأنا أعي ما أقوله فأنا مقتنع تماماً أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي وقفت لجانبنا منذ انطلاقتنا دعماً وتأييداً ولم يهدفوا من وراء ذلك كسباً أو مصلحة أو موقفاً منا ولا شكر بل كان موقفها مبدئياً لا تشوبه شائبة منذ عهد مؤسس المملكة مروراً بعهود جميع ملوك المملكة العربية السعودية من عهد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - مروراً بعهد الملك سعود والملك فيصل شهيد القدس ثم عهد الملك خالد ثم عهد الملك فهد والملك عبدالله - يرحمهم الله - وصولاً لعهد الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى يومنا هذا والموقف من القضية الفلسطينية ثابتاً لم يتغير بل زاد دعماً ومساندة كما وأن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تميز باستكمال مواقفه السابقة وقناعاته بضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم بكل طاقته فهو - حفظه الله - لم يبخل علينا يوماً في تلبية أي طلب كنا نطلبه منه وقد عبّر - يحفظه الله - عن ذلك عندما زار جرحى الانتفاضة في مستشفى القوات المسلحة بالرياض وكنت مرافقاً له في هذه الزيارة وبعد انتهاء الزيارة طلب من مدير المستشفى أن يتبرع بالدم لمن يحتاج إليه من الجرحى وتم له ما أراد وعند الانصراف طلب مني مرافقته في سيارته الخاصة وأثناء سيرنا لاحظت وجود دم خارج من مكان سحب الدم فأبلغت مقامه السامي بذلك وسألته إن كان ينوي العودة للقصر لتغيير ملابسه فأجاب لا لأن لي ملابس في الإمارة، فملك يتبرع بدمه ليختلط بدم الشعب الفلسطيني لا يمكن إلا أن يكون مقتنعاً بما يفعل ويجسد ذلك باختلاط دمه الطاهر مع من يحب وهو الشعب الفلسطيني، ومملكة تقدم ملكها العظيم (فيصل) - يرحمه الله - شهيداً من أجل القدس لهي مملكة عظيمة يجب أن يقدر موقفها ووقوفها إلى جانبنا ونحن واثقون بأن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان هو معنا دعماً ومساندة لنا مثلما يقف إلى جانب شعبه ويرعانا كما يرعى شعبه.
فهو لحق ملك الفلسطينيين في المملكة العربية السعودية.نسأل الله تعالى القدير أن يحفظ على المملكة العربية السعودية أمنها واستقرارها وازدهارها في ظل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد ويكلل جهودهم في حفظ حدود المملكة العربية السعودية بالنصر المؤزر ويمكنهم من تحقيق الأمن والأمان لمن يحتاجه من الدول العربية وأن يمكن مقامه السامي من الاستمرار في الوقوف لجانب الشعب الفلسطيني الذي يخوض في هذه الأيام أشرس معركة غير متكافئة بالسكين والحجر وفق الله دائماً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأيده بنصره.