المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024

الظلم ظلمات (*)

محمد قاسم *بابو نغري لقد ظهر في الآونة الأخيرة *تعدي بني آدم بعضهم على بعض بأشكال وأنوع لم تعرف ولم تظهر في الزمان الأول في القرون المفضلة ولا في القرون التي بعدها باستغلال التقنيات الحديثة أو بالأساليب القديمة المتعارف عليها من قديم الزمن بين بني البشر *وهذه التصرفات قد حرمها الله أو رسوله ومن هذه التصرفات والتعديات والذنوب العظيمة التي حرمها الله على عباده الظلم بكافة أنواعه : روى مسلم في صحيحه من حديث* أبي ذر رضي الله عنه*أن النبي صلى الله عليه وسلم*قال فيما يرويه* عن ربه عز وجل أنه قال : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ". والظلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام : القسم الأول : ظلم العبد نفسه بالكفر والشرك والنفاق , روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن مسعود أنه قال : لما نزلت هذه الآية : " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم*, وقالوا : أينا لا يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس هو كما تظنون , إنما هو كما قال لقمان لابنه : " يا بني لاتشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم "* [ سورة لقمان : 13] , فهذا النوع من الظلم لا يغفر الله لصاحبه إذا مات عليه . القسم الثاني : ظلم بين العبد وبين الناس , وله صور كثيرة : منها : أكل أموال الناس بالباطل ظلماً وعدواناً , وأكل مال اليتيم , أو السرقة , أو الغش , أو الربا , وغير ذلك , قال تعالى : " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل " [ سورة البقرة: ١٨٨ ] . روى مسلم* في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه*أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ". ومنها الاعتداء على أراضي المسلمين , روى البخاري ومسلم من حديث عائشة ( رضي الله عنها ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين " . وغير ذلك . فمن وقع في شيء من الظلم فليسارع بالتوبة . روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل*يملي للظالم ,* فإذا أخذه لم يفلته " ثم قرأ : " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد " . [ سورة هود: 102] . القسم الثالث : ظلم العبد نفسه بالمعاصي والذنوب , قال تعالى : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير " [ سورة فاطر: ٣٢ ] وهذا النوع من الظلم ـ وهو ظلم العبد نفسه بالمعاصي والذنوب التي دون الشرك ـ فإن صاحبه تحت مشيئة الله , إن شاء عذبه , وإن شاء غفر له وستره . روى البخاري ومسلم من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يدني المؤمن , فيضع عليه كنفه ويستره , فيقول : أتعرف ذنب كذا .. أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : نعم أي رب , حتى إذا قرره بذنوبه , ورأى في نفسه أنه هلك قال : سترتها عليك في الدنيا , وأنا أغفرها لك الـيـوم , فيعطي كتاب حسناته , وأما الكافر والمنافق فـيـقـول الأشـهـاد : " هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين " [ سورة هود: ١٨] . فما هو الواجب على المؤمن إذا قارف بهذه المعصية , يجب على المؤمن العمل بما جاء عن الصادق المصدوق في هذا الحديث : روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه*أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم , قبل أن لا يكون دينار ولا درهم , إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته , وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ". قال أبو الدرداء: إياك ودمعة اليتيم ودعوة المظلوم فإنها تسري بالليل والناس نيام . لذا يجب على الإنسان أن يتجنب الظلم بأقسامه لكي لايفسد آخرته لأجل حطام الدنيا ولا ينسى أن عاقبة الظلم وخيمة وأن عين الحي القيوم لم تنم ولقد أجاد من قال : لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا *** فالظلم ترجع عقباه إلى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه ****يدعو عليك وعين الله لم تنم فعلى كل مسلم أن يحاسب نفسه قبل يُحاسب كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " , أسأل الله تعالى أن يصلح حال المسلمين وأن يجنبهم الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة .    
بواسطة :
 0  0  11.3K