المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024

"هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون "

الاعلامي :عبد الله الحارثي

 

كنت بالأمس امشي حافي القدمين ، وأنا اليوم اركب سيارة آخر موديل . كان أبي يعيش بعيدا عنا للبحث عن الرزق وهاهو اليوم يعيش بيننا ورزقه في بطاقة صغيرة يسحب بها ما يشاء . كيف حصل هذا الغناء لولا حديقة غناء فيها مالذ وطاب تعاون على زراعتها رجال بذلوا الغالي والرخيص في سبيل أن تصل إلى ما وصلت إليه من نعم وخيرات حسان. كانت تتناهشها الدول من الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب وحاولوا اسقاطها والقضاء عليها ، ولانهادولة لا كالدول ، كان من اهدافها تطبيق شرع الله واسست أركانها على كلمة التوحيد فقد حفظها الله بحفظه . كانت ولازالت منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله إلى يومنا هذا مهبط الوحي ومهوى الافئدة ولها في قلوب المسلمين مكانة لا تغيرها عوامل التعرية .

ثم جاء أبناءه حفظهم الله من بعده فكانوا خير سلف لخير خلف .

كانت هذه الدولة محط أنظار الجميع لما حباها الله من جميع مقومات الحياة الهانئة والسعيدة فظهر لها أعداء من الداخل والخارج وحاولوا منذ عقود زعزعة أمنها وتفكيك لحمتها وتشتيت شملها ولكن ابى الله إلا أن يتم نوره . وهناك من يتربص بها ويحيك لها ويخطط للقضاء عليها وهم كثير ، فمن يهودي حاقد إلى نصراني متآمر إلى رافضي خائن إلى منافق غادر ومداهن وقعت بلادنا بين أولئك الأشرار الذين اتفقوا في الفكر وتوافقوا في الهدف الخبيث وهو القضاء على الفضيلة ونشر الرذيلة وحماية الخائنين ومحاربة المصلحين . ما زالوا يكيدون ويمكرون بالليل والنهار لهذا البناء الشامخ ليسقطوه . فكان لهم رجال الوطن والعيون الساهرة والمخلصين بالمرصاد ، فاظهروا خبثهم وبينوا مكائدهم وحاربوهم من على المنابر وفي المحافل وعلى الشاشات وفي الصحف والمجلات. وعندما عرف الناس حقيقتهم وأنهم العدو الحقيقي لهذا الوطن خبت نارهم، واختفت معالمهم، وبدأو يكيدون ويمكرون في الظلام ، وحانت لهم أكثر من فرصة بشعارات فيها الإصلاح ومحاربة الإرهاب وحقوق المرأة وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الضفر بها ، وصدق الله حين قال :" واذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون () إلا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ()

يدعون الإصلاح وهم أبعد ما يكونون عنه ،لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، حاربوا الدين باسم حقوق الإنسان وهاجموا أهله باسم تطبيق الأنظمة والقوانين الدولية ومحاربة العنف والجريمة . قائدهم في الحرب هيئة أمم خبيثة تسعى جاهدة لتفكيك الإسلام إلى دويلات فكان لها ما أرادت بترسيم الحدود وجعل كل دولة مستقلة عن الأخرى لكي تلعب لعبتها التي ستكون نهايتها عليهم بإذن الله في قادم الأيام ، وكبيرهم الذي علمهم السحر إبليس ، اعطاهم الخطط ووضع لهم ما يحتاجونه فاجتمعوا في الظلام كالخفافيش . واذا تحرك رجال الوطن لحمايته من الأيادي الخبيثة الخارجية اشعلوا حربا داخليه ، همهم إرضاء أسيادهم، وخدمة أجندة خارجية ، تراهم في الحروب كالنعام يضعون رؤوسهم في التراب واذا رأوا الرجال في الميدان حاربوهم ووجهوا لهم أصابع الاتهام وكتبوا في صحفهم ووجهوا سهامهم لهم واستنقصوهم . "هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون " لهم أسماء معروفة وهم في الفكر عقول مطمورة ، أفعالهم تخالف أقوالهم ، " إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم ". و في زمن المتغيرات وانتصار كل ذي رأي برأيه مكروا مكرا كبارا، وغيروا خطتهم بضرب المسلمين بعضهم ببعض ، و أصبح شغلهم الشاغل الحكم على الأشخاص والجماعات ، وتصنيف من خالفهم وصارت بلادنا محل لنزاعات لا أصل لها ، ساهموا في نشرها على قنواتهم التي تنشر الرذيلة وتحارب الفضيلة ، وهي من البلاء الذي عم وطم ولا حول ولا قوة إلا بالله .

انتهت الحرب العالمية الثانية وكانت لها أسباب وحرب العصر التي أصابت أناس أبرياء ورمتهم بالتهم تلكم التصنيفات التي ما أنزل الله بها من سلطان وبدأنا نرى في إعلامنا من يعيدها مرة أخرى لبث الفرقة والنزاعات من جديد .

ان عدم الرجوع للنصوص الصحيحة وعقلاء المجتمع ، وترك الصغير يهذي بما لايعي والكبير يوافقه ، وليس هناك من يوضح الحقيقة سيجعل مجتمعنا غابة يأكل فيه القوي الضعيف .

ومن مكرهم الواضح ان حاول شخص إبطال كيدهم رموه باقبح التهم ، وصنفوه بمسميات وافقوا فيها أسيادهم " سروري - جامي - أخواني - داعشي " وعندما تطلب منهم بيان النوع الذي ينتمون إليه قالوا كما قال الله عنهم " قالوا إنما نحن مصلحون " اجسام البغال وأحلام الغربان .

ونحن في هذه المرحلة العصيبة تمر أمتنا الإسلامية ووطننا العربي ؛ وبلادناالغالية بحروب طاحنة في كل جزء منها ، ولسنا في وقت صراعات ، بل نحن في حاجة للتكاتف والوقوف يدا بيد في وجه العدو المتربص ، والذي لا يخفى على الجميع .

وإن من يصنف الناس بلاعلم هو من يجب أن يحاسب ويجعل في يده القيد ويخرس لسانه ويمنع من الظهور في القنوات والكتابة في الصحف والمجلات لأنه جعل الأمة التي قال الله عنها :" إن هذه أمتكم أمة واحدة " طوائف و فرق وجماعات . زرعوا الفتنة الطائفية ، وفتحوا جبهات داخلية وبلادنا في مواجهات خارجية . أخذوا على عاتقهم تحريف النصوص ومتابعة المصلحين ورجال الوطن الشرفاء وبدأو بدس السم في الدسم ، همهم تفكيك المجتمع وجعله مجتمع متناحر، يلعن بعضهم بعضا .

ومن هنا وجب على عقلاء المجتمع التنبة لمن يرمي التهم جزافا ويحاول تصنيف الناس بلاعلم ولا هدى أن يطالب الجميع بمحاسبته لأنه سيفرق وحدة الصف لهذا الوطن الغالي على قلوبنا . وطننا نفديه بدماءنا ، ولن نساوم أحد على مصلحة الوطن ، ووطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه .

وكل من رأيناه انحرف عن الجادة وحاد عن الطريق ، سيكون له رجال الوطن المخلصين بالمرصاد ، وبإذن المولى سبحانه نراهم في قبضة رجال الأمن القيود في ايديهم منكسي رؤوسهم ، " لا يرتد إليهم طرفهم وافئدتهم هواء " ، وتلك نهاية كل غادر وخائن، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

بواسطة :
 0  0  12.1K