المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024

لا تـســرفوا

بقلم :صالح المالكي :
لايزال مسلسل الهياط مستمراً وملهماً للبعض ، براءات اختراع تسجل بشكل منتظم ، كلما مضت أيام خرج لنا أحدهم بفكرة "أهيط" من سابقتها.
أين وصل العالم من حولنا ؟!
و إلى أين يتجه بنا هؤلاء ؟!
هل يحاول هؤلاء إقناعنا بأنهم في أول طابور الكرماء ونحن في آخره؟!
العقلاء يقضون جل وقتهم يفكرون في تنمية الإنسان والمكان ، وهؤلاء يتعبون عقولهم ويتعبونا معهم بتفاهات ماأنزل الله بها من سلطان.
مسلسل الهياط طويل وحلقاته مرعبة ومؤلمة في نفس الوقت ، موغلة في الإسراف والبذخ والخيلاء، وأخشى أن يكون الثمن غالياً في النهاية وأخشى أكثر أن نكون جميعاً شركاء في تسديده!
عادة الهياط ليست بجديدة ولست أول من يكتب عنها ولن أدعي بأنني الأفضل فقد تناولها الكثير من المصلحين والأدباء والمثقفين وغيرهم وكتبوا حولها الكثير، لكني أرى الكتابة وحدها لم تعد تجدي نفعاً،القضية تحتاج إلى حراك مجتمعي ومؤسسي لدراسة وتحليل وعلاج هذه العادة قبل أن تستشري وتصبح ظاهرة -وأظنها ليست بعيدة كثيراً عن ذلك- أما المجتمع فالواجب على عقلائه وقبائله وأعيانه أن يكون لهم تدخل في ذلك بالتوجيه والنصح أولاً ثم بالمنع والمحاسبة ثانياً،وأما الجهات الرسمية فلابد أن يكون لها أدوار مختلفة بحسب نشاط كل جهة فوزارة الشؤون الإسلامية مثلاً معنية بتفعيل دور الخطب والمنابر وتوجيه الناس وبيان الإثم الكبير الذي يلحق بالمرء جراء تلك التصرفات التي لاتنتمي للكرم بشيء وهو بريء تماماً منها،بل هي فسوق وفجور ومخيلة والله جل شأنه لايرضى بذلك. والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لابد أن يكون لهم دور في دراسة الموضوع من الناحية النفسية والاجتماعية وتقصي أسبابه وبيان آثاره … إلخ،والإعلام بمختلف أوعيته المرئية والمقروءة والمسموعة يجب كذلك أن يكون له دور بالنقد والتوجيه فعلى سبيل المثال هناك العديد من البرامج التي تنطلق من منصة اليوتيوب لها قوة تأثير كبيرة ومن المفيد لو تناقش مثل هذه العادة،كذلك وزارة التعليم يجب أن يكون لها دور في بناء الوعي وتأسيس النشء وتصحيح المفاهيم.
أخيراً يقول الله تعالى ممتدحاً أهل الوسطية في النفقة الذين لا يبخلون ولا يسرفون : (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) (الفرقان:67).
وقال صلى الله عليه وسلم:"كُلُوا واشرَبوا والبَسوا في غيرِ إسرافٍ ولامَخيلةٍ" (حديث صحيح).
وأجزم أن هذه الجزئية الأخيرة التي تضمنت قول الله تعالى وحديث نبيه صلى الله عليه وسلم هي أبلغ من كل ماكتبناه أنا وغيري فهي ترسم وبوضوح الحدود التي يُسمح للإنسان التحرك فيها وتضمن له أن يسلم من الإثم ومن الذم.
بواسطة :
 0  0  11.2K