المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024

المدرسة التركية

الكاتب*أ. عارف جمعان  
خلال أربع ساعات فقط شاهد العالمُ أجمع درساً عمليا في معنى الإنتماء وعشق الوطن ، تصلبنا جميعنا أمام شاشات التلفاز في صدمة كادت تفقدنا الأمل كما فقدناه في دولٍ حدث فيها نفس الإنفلات وما زالت تائهة منذ عدة سنوات . في تلك السويعات لم يسمح الشرفاء من أبناء الشعب التركي بأن ينهار وطنهم أمام أعينهم من قبل حفنة مارقة خارجة عن العقيدة العسكرية . وقفوا صفاً واحداً كباراً وصغاراً بصدورهم العارية في وجه المدرعات والدبابات لقطع الطرقات عليها ، ولا أنس أبداً ذلك الرجل المُسن الذي تعلق بفوهة الدبابة وهو ينهر قائدها عن مواصلة المسير . الجميع يتسلقون الدبابات ويركلون الإنقلابيين ويجردونهم من أسلحتهم . كل تلك المشاهد جعلتني أُجري مقارنة بسيطة بين تركيا وبين وطني من حيث الأرض ومن حيث القيادة ومن حيث مستوى المعيشة ، وهذه مقارنة غير عادلة بدون شك مع احترامنا لتاريخ وشعب تركيا العظيم . فوطننا وطن الحرمين الشريفين وقبلة مئات ملايين المسلمين حول العالم وأمنية وطموح كل مسلم وليس وطنٌ نخرته العلمانية وافقدت الكثير من أبنائه هويتهم الإسلامية حتى عهد قريب ، وقيادتنا قيادة تستمد دستورها من شرع الله وسنة نبيه منذ مئات السنين وليس دستوراً وضعي قلب موازين الحياة ومازال حزب العدالة يناضل من أجل حدٍ أدنى من أسلمته . أما مستوى المعيشة فنحن ٌ في وطنٍ أثبتت كل الدراسات بأنه من أقل الدول في نفقات المعيشة وهو حين المقارنة بغيره من الدول مثل تركيا بون شاسع وهذا شيء شاهده كل من زار تركيا بأن غالبية الشعب يكدح من أجل الوصول لتغطية نفقات الحياة الباهظة بسبب إنغماس هذا البلد في بقايا قوانين غربية وضعها فاسدون مروا على تركيا فطحنتها لعقود . وهنا أقف عن المقارنات لأنها ليست مجال حديثي ، إنما وضعتها لكي يعيد بعض شبابنا الغائبين والمغيبين النظر في درجة انتمائهم وحبهم لهذا الوطن الذي لايمكن بحالٍ من الأحوال أن نضعه في مجال مقارنات بأي بلد على وجه الأرض ، فكيف بمن غره شيطانه لكي يكون جسده قنبلة قاتلة أو فكره سمٌ زُعاف أو سلوكه خارجٌ ومارق عن دستور وطنه ووحدة شعبه ، ماذا يقول هؤلاء لأنفسهم عندما يرون ذلك الشاب الذي غاية أمانيه الحصول على تأشيرة للعمل بالمملكة ومع هذا سهر الليل كله يتصدى للخارجين عن القانون ومازال حتى اليوم يتوشح راية وطنه في الساحات والميادين !؟ ماذا يقول الخوارج لربهم حينما يقفون بين يديه يسألهم عن إزهاق أرواحهم وأرواح الآمنين الساجدين في بيوت الله !؟ ماذا يقولون لربهم وقد ألهبوا مشاعر ملايين المسلمين بانتهاك حُرمة مسجد رسول الله !؟ بل ما حدث في تركيا درسٌ لنا جميعاً في أن نُعيد مراجعة درجة الحب الذي نُكنه لوطننا وقوة التعلق بتلك الراية التي تحمل كلمة التوحية وذلك الولاء لقيادة تحكم وتتحاكم بشرع الله ، فهل نستوعب هذا الدرس ؟
المشرف التربوي بتعليم النماص
بواسطة :
 0  0  7.8K