غرب مع المبتعثين .. حلقة الوصل بين المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم .. لهذا نحن فيها "منكم ولكم" ندعوكم للتعرف عليهم وعلى سيرتهم وللإطلاع على تجاربهم المنوعة في الإبتعاث .. الدكتور "انور العنزي" – من مواليد العاصمة السعودية الرياض - شغوف بالمعرفة والعلم وكل ما هو جديد ومبتعث حاليا بدولة كوريا الجنوبية ‏ - العديد من المحاور نستعرضها عن هذه التجربة في السطور التالية وهذه القصة:




بدايات .. وتطلعات ..

تعلمت تحمل المسئولية من صغري حيث أنني اكبر اخوتي - وإبن لوالدين يعدلون في عيني الدنيا كلها وأب لأربعة ابناء وبنتين هم رأس مالي من الدنيا - وزوجه دائماً بجانبي -ا حب ديني ووطني ولا اساوم عليهما – بدأت مسيرتي العلمية عندما تنقلت في عدة مدارس حكومية في التعليم العام وتقدمت الى كليه الطب في عام ١٩٩٦ م وبفضل الله اجتزت سنواتها واثناء فتره الامتياز احببت تخصص المسالك البولية لأنه من التخصصات الحديثة نسبياً ولا يزال فيه مجال للتطوير بشكل اسرع - التحقت في برنامج المسالك البولية في الرياض. تحت مظلة الهيئه السعوديه للتخصصات الطبية - وحصلت على تصنيف استشاري في تخصص جراحه الكلى و المسالك البولية بعد اقل من سنتين لم تشبع روحي من العلم وطلبه فعزمت على اخذ تخصص دقيق وكالعادة بحثت عن الجديد في جراحات المسالك البولية ولمزيد من التحدي اخترت جراحه المسالك البولية بالروبوت والمنظار. وهو تخصص يمتاز بالحرفية ودقه الحركة والتركيز والكثير من الخبرة.



الإبتعاث إلى كوريا .. وقرار دراسة التخصص الدقيق في جراحه المسالك البولية بالروبوت والمنظار ..

بعد ان اتخذت قراري بالتخصص الدقيق وهو جراحه المسالك البولية بالروبوت والمنظار بدأت رحله البحث عن المكان المناسب لمثل هذا التخصص - تقدمت الى عده دول وحصلت على قبولين احدهم كوريا والاخر في أوروبا - بعد استشاره وتفكير عميق اكتشفت ان كوريا الجنوبية تمتاز بالخبرة التقنية والعدد الهائل من الجراحات التي يتم اجراءها مما يكسب المتدرب خبره كبيره في زمن قليل - وبعد القبول حزمت امتعتي وعائلتي واستودعت الله والدي ووالدتي واخوتي واتجهت الى سيئول عاصمه احلامي.


بعد الحرب الكورية .. شق الشعب الكوري طريقه للحضارة من الصفر ..

طبعاً قبل ذهابي تواصلت مع الزملاء في كوريا وقرأت وبحثت في الانترنت. كثيراً عن الحياه في كوريا خاصه واني ذاهب بعائلتي - كل ما قراءته عن كوريا كان لا يمثل الا الشيء البسيط عن هذا البلد الجميل وهذا الشعب الطيب الخجول - الشعب الكوري شق طريقه للحضارة من الصفر بعد الحرب الكورية - شعب يحاول مسابقه الزمن الكل يهرول الى وجهته أيا كانت - كل شيء سريع في النهار وهادئ بالليل للتقليل من تأثير الضغوط - ملتزمين في النظام بشكل عجيب. حتى انك لتجد العامة يصطفون لترتيب انفسهم على اخذ تاكسي. يعشقون النظام. ويحترمون الأولوية للكبار والنساء والاطفال - يهتمون بالعائلة بدرجه كبيره. فكل من يراك مع عائلتك يسلم عليك ويبتسم ويهدي اولادك اذا كنت في سوبرماركت او سوق - يعشقون بلادهم الى حد الجنون ولديهم هدف ان يكونوا الافضل على جميع المستويات - في مؤسساتهم الخدمية كالمستشفيات والمدارس يهتمون بالدرجة الاولى بالجودة وبعدها السرعة القصوى في الانجاز وباقل تكاليف ممكنه.


السياحة والطبيعة الجذابة في كوريا ..

لديهم طبيعة جذابه ويقطع نهر هان سيؤل في منظر مهيب وعلى جوانبه حدائق مخصصه من البلدية فيها كل الامكانات الى درجه انه توجد مناطق خاصه بالمعاقين ومسارات للدراجات والمشي. ومطلات رائعة ودورات مياه نظيفة تجري صيانتها باستمرار.


أمام تحقيق الأحلام في دراسة التخصص .. هذه هي رسالتي ..

لا تجعلوا أي شيء يعيق تحقيق احلامكم فبلادنا تحتاج الى عدد هائل من الأطباء المتخصصين - ودولة كوريا الجنوبية احدى الوجهات لتخصص المسالك البولية ومستواها يضاهي ما في الدول الغربية من تقدم امكانات.



‏مخرجات الابتعاث إلى كوريا جداً محفزه .. والعدد في ازدياد ..

هناك توجه من وزاره التعليم على زياده الابتعاث في كوريا في كل المجالات وصرح رسمياً بهذا والعدد في ازدياد مضطرد والمخرجات جداً محفزه ورائع – حيث نشاهد تواجد جميع الاطباء للتخصصات الدقيقة في العاصمة سيؤل وفي خمس مستشفيات جامعيه واغلب الاطباء في مجمعات قريبه من اماكن عملهم وتوجد احياء للمغتربين فيها جاليه عربيه واسلاميه - واغلب التخصصات هي جراحيه وتخدير واشعه نظراً لتفوق الكوريين فيها والتكنولوجيا المتقدمة المستخدمة وكثره عدد المرضى وهذا هو ما يشجع الطبيب للذهاب الى كوريا فالتدريب على ادق انواع العمليات الجراحية بالروبوت والمناظير واستخدام احدث الأجهزة بالتخدير والأشعة وكثره عدد المرضى يعطيك خبره وتجربه سنين في وقت وجيز – بالإضافة إلى أن التخصصات الغير طبيه منتشرة في عدة مدن – وبالتالي الدراسة في كوريا ممتعه وسريعة ومتقدمة وانصح أي مبتعث ان يضع كوريا الجنوبية خياره الاول.



بعد الثورة الكورية العاصمة سيؤل .. وهذه المشاهدات ..

سيؤل هي سادس اغلى مدينه في العالم لكن لاتزال مناسبه لنا وفيها اختلاف الثقافات الكورية واقدمها وفيها تقع "جامعة يونسي" ومستشفى سيفرنس الذي أنشئ عام ١٨٨٥ م والذي تعلمت فيه تعلمت اشياء كثيره على المستوى الشخصي والعلمي والعملي – كما أهتمت سيؤل بعد الثورة الكورية بالتطور والحفاظ على التراث في ان واحد فتجد وسائل المواصلات والتنقل على احدث طراز تمر في احياء قديمة مبنيه من طوب الفخار وبعدها في عمارات شاهقه تعانق السماء - فيها المسطحات الخضراء والمناظر الطبيعية والاسواق منتشرة في كل مكان للحفاظ على وقت العاملين - وتشتهر كوريا باستخدامها الامثل للتقنية في كل شيء فبرامج الخرائط خاصه بهم محدثه وفيها خيار ثلاثي الابعاد وينبهك اذا تجاوزت السرعة المسموح بها في ذلك الشارع ويعطيك خيارات دقيقه جداً سواء بالسيارة او المشي او الباص او المترو كل شيء ممكن تطلبه ويصل الى باب بيتك وهذا بسبب توحيد العنوان السكني وترقيم المباني وكل الشركات لديها تطبيقات وتتنافس بالخدمات لراحه العميل فما عليك الا ان تعمل وتطلب ما تريد فيصلك الى باب بيتك او عملك - في سيول اكثر من مدينه العاب ومناطق صديقه للطفل والعائلة وحدائق منتشرة حوالي المدينة وداخلها حيث تكثر المهرجانات الشعبية والاحتفالات الوطنية ويعلن عن برامجها قبلها بفتره حتى تستطيع ترتيب اعمالك لتتفرغ للاستمتاع بها.


تعاون المبتعثين في هذه الأعمال ..

نعمل حالياً لأنشاء تجمع تطوعي من المبتعثين السعوديين بالتنسيق مع السفارة السعودية والإدارات الكورية المعنية حيث أن الاعمال التطوعية حاليا لدينا هي مجهودات فرديه من المبتعثين وفي التعاون على سبيل المثال مع المسجد.



هناك تقارب بين المجتمع الكوري والسعودي فيما يتعلق بالأسرة والعادات ..

المجتمع الكوري يستوعب كل الفروقات بين الشعوب ويحترم ويقدر الخصوصية الدينية والفردية - وكثير منهم يرى انه يوجد تقارب بين الشعب الكوري والشعوب العربية والسعوديين خاصه فيما يتعلق بالأسرة والعادات ، والشعب الكوري شعب لطيف لكنه خجول وكثيرا ما قابلت كبار السن الذين عملوا بالخليج ولا يزالون يتذكرون بعض المفردات العربية ويسألون كثيراً بدافع المعرفة وهذه كانت احدى الفرص الدعوية للمبتعثين – كذلك من التجارب المميزة في كوريا نتمنى تطبيقها هي في اتباع النظام وعدم تضييع وقت العمل في غير العمل.



الإسلام والمسلمون في كوريا ..

هناك مسجدان كبيران في سيول احدهم في ايتوان والاخر في انش - تتجمع فيها الجالية الإسلامية والعربية كل اسبوع وصلاه الجمعة خصوصاً وفيها الاسواق والمطاعم الحلال.



في كوريا .. هذه هي أهم الأنظمة والتقاليد المتبعة ..

النظام المروري في كوريا جداً صارم وحقوق المشاة تعتبر خط احمر - النظام لديهم يعتني بالمرأة كثيرا لذلك يجب الانتباه من ان بعض الكلمات او التصرفات التي تكون مقبولة لدينا وفي الغرب قد تحمل معاني اخرى – و من الاشياء اللطيفة ان التقليد الكوري يعتمد في الاكل على الارض بنفس طريقه مجتمعاتنا فتجد بعض المطاعم فيه جلسات ارضيه وطاوله مرتفعه قليلاً - ايضاً لا يحبون اللون الأحمر اجمالاً – كذلك لا تقدم الحذاء هدية إلى أهدهم لأنها تعني انك لا تريد رؤيته مره اخرى.



هذه النظرة تزعجنا ..

لا يزال البعض يعتبر الطب من الغرب الا ان يثبت العكس - لكن انا واغلب من عرف كوريا يعترف بانه من لم يتدرب فيها فقد فاته الكثير.



من بين جميع الجنسات .. الاطباء السعوديين هم الوحيدون الذين لديهم رخصه لممارسه الطب في كوريا

من ضمن التي تواجهنا في مجال تخصصنا هي المنافسة - لكن والحمد لله بفضل دعم حكومتنا ووزارة الصحة ممثله في اداره التدريب والابتعاث فنحن الاطباء السعوديين الوحيدين الذين لدينا رخصه لممارسه الطب في كوريا وليس مثل باقي الجنسيات المشاهدة فقط .



هذه هي ابرز الشخصيات السعودية التي درست في كوريا..

قائد فريق زراعه القوقعة د. يحيى الاحمري - الملحق الصحي بالصين و شرق اسيا د. عطالله العطوي – وهناك والكثير ممن تميزوا في عملهم كأطباء وجراحين.



‏نحو التحصيل العلمي والمعرفي .. تميز المبتعث السعودي في الجامعات الكورية..

بكل امانه الكادر التعليمي هنا في الجامعات الكورية يثنون على مستوى الاطباء ويرون اننا بنينا اساس متين خلال كليه الطب والبورد’ واننا نستحق ان نأخذ فرصتنا لإثبات كفاءتنا – حيث جميع المبتعثين في كوريا لديهم حب وعشق التعلم واكتساب المعرفة في شتى العلوم ومنها الإقبال على دراسة برامج اللغة الكورية والطب وطب الاسنان والهندسة – وبالتالي رسالتي إلى المبتعثين إلى أن يستغلوا هذه الايام في تنميه المعرفة و القراءة واتقان المهارات في التخصص والإحتكاك بثقافات اخرى والدعوة الى الله بالتثقيف والمعاملة.



أصدقائي الكوريين .. حريصين على فهم معتقداتي الدينية ..

في مجال العمل لدي أصدقاء من الجنسية الكورية وكذلك أحظى بعلاقة صداقة مع جيراني في الحي الذي أسكن به - والحمد لله نتبادل الهدايا في المناسبات ونخرج للتناول العشاء في عده مناسبات وهم يحرصون على اختيار مطاعم تقدم الاكل الحلال كرماً منهم في ان نندمج معهم – وهنا أشير إلى وجود نشاط نحو التعريف بالإسلام والمسلمون لكن ينقصه التنظيم والدعم ، فلو تبنته احدى الجهات الدعوية لكان له تأثير كبير في الشعب الكوري.