المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
تجربة طالب طب مبتعث في هولندا  "ياسر الحازمي"  وهذه القصة
غازي بن نايف- الشرقية
بواسطة : غازي بن نايف- الشرقية 14-05-2018 12:25 مساءً 131.0K
المصدر -  
غرب مع المبتعثين .. حلقة الوصل بين المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم .. لهذا نحن فيها "منكم ولكم" ندعوكم للتعرف عليهم سيرتهم وللإطلاع على تجاربهم المنوعة في الإبتعاث .. "ياسر الحازمي" – طالب طب مبتعث في هولندا بجامعة خروننجن ‏- العديد من المحاور نستعرضها عن هذه التجربة في السطور التالية وهذه القصة:



الدراسة في هولندا بين اللغة الأنجليزية وتعلم اللغة الهولندية ..

حاليا أنا في السنة الثانية باللغة الإنجليزية وبمشيئة الله ابدأ بالدراسة باللغة الهولندية في سنتي الرابعة .. لأن اجتياز اختباري NT2 و Medical Dutch متطلبان لدخول مرحلة التطبيق العملي في المستشفى فيلزم على الطالب خلال دراسته باللغة الإنجليزية حضور دورات وتعلم وممارسة اللغة الهولندية بشكل دوري .. في هولندا يدرس أغلب الطلاب السعوديين المبتعثين الطب البشري بينما يقبل المرافقون على تخصصات مختلفة.


طبيعتها خضراء بهية .. هذا أجمل مافي هولندا ..

أجمل مافي هولندا طبيعتها، خضراء بهية لايمل فيها من المشي لساعات متواصلة أو السفر بالدراجة من مدينة لأخرى .. لعل الصعوبات التي يواجهها الفرد السعودي في هولندا هي صعوبات اجتماعية أكثر من كونها صعوبات علمية أو مالية أو دينية، فالمكافأة كافية ولله الحمد، وفي Groningen ثلاثة مساجد، والطاقم الأكاديمي كفؤ، - الملحقية كانت ومازالت في خدمة الطالب قدر الإمكان، والطالب السعودي أكثر من قادر على الإلمام بالمادة العلمية والتميز.


النظرة الدونية من بعض الكادر التعليمي في هولندا أتجاه الطالب السعودي تضرنا لهذا السبب ..

بالنسبة للمشاكل الاجتماعية فقليل مع العنصرية وكثير من التباعد الفكري - الشعب الهولندي بشكل عام شعب بلا عنصرية ، نواجه كطلاب سعوديين بعض الأحيان النظرة الدونية حيث يعتقد بعض المعلمين أو الطلبة ربما بلا وعي منهم، أننا أقل قدرة على الأداء الأكاديمي من أقراننا - في الغالب لا مضرة من ذلك لكن في بعض الأحيان يؤثر هذا على تقييم الطالب لأن المقيم يملك حكمًا مسبقًا أن الطالب السعودي ذا أداء ضعيف .. وهنا يأتي دورنا كطلبة وأندية طلابية سعودية بمعالجة هذه المشكلة بطرق متعددة على الصعيد المجتمعي والأكاديمي.. على سبيل المثال من خلا توفير النادي الطلابي نخبة من طلبة الطب السعوديين في المستشفى الأكاديمي للتطوع في الترجمة من اللغة الهولندية أو الإنجليزية للغة العربية والعكس، مما يعزز النظرة الإيجابية للطالب السعودي لأن التطوع يعطي فكرة حسنة يستطيع الطالب ممارسة اللغة بشكل مكثف يكسب الطالب خبرة طبية بجانب دراسته إيصال فكرة للمقيّم أن الطالب السعودي متمكن من الفكرة العلمية ومبادر.. أيضًا من خلال تنظيم أعمال تطوعية مع منظمة التطوع الهولندية Humanitas وأهمية التواصل و الاجتماع مع هذه المنظمة التطوعية .. حيث أن أعمال تطوعية كهذه تجد صداها في جميع نواحي المجتمع وتؤثر على الطالب السعودي نفسه بشكل إيجابي مما ينعكس إيجابيًا على مستواه الأكاديمي.. كذلك تعزيز مشاركة النادي الطلابي من أجل إقامة محاضرات من أطباء المستشفى للطلبة السعوديين، والتنسيق المشترك لعقد دورات تدريبية للطلبة السعوديين في مختلف المجالات الطبية لرفع المستوى الدراسي العام للطالب في الاختبارات التحصيلية والتي من المؤكد أن هذه الفعاليات وأمثالها سوف تنعكس بشكل إيجابي على مستوى الطالب السعودي الدراسي ويطمح أن يغير ذلك النظرة السلبية عن الطالب السعودي.. فالطالب السعودي قادر، متمكن، ومتميز!


النظرة السائدة عن المجتمع الغربي أنه مجتمع مثالي يطمح بعضنا أن نكون نسخة كربونية منه!

نشاهد كمبتعثين بعض المشاكل الاجتماعية التي تحدث ولكن أبدأ بالتأكيد على أن كل مايكتب هنا لا يعمم على الغرب - تجربتي فقط مع من حولي ولعل لفئتهم العمرية (١٨ سنة) دورًا في هذا لعل النظرة السائدة عن المجتمع الغربي أنه مجتمع مثالي يطمح بعضنا أن نكون نسخة كربونية منه، ربما مع بعض التعديلات (الترقيعات) هنا وهناك ليناسب معتقداتنا الدينية، ينعكس ذلك في عبارات من لا يعرف الغرب إلا في الإجازات الصيفية أو من يعاني من متلازمة فرط مشاهدة الأفلام الحقيقة هي ألا مجتمع مثالي، ولا مجتمع خالي من الضرائب الفكرية والنفسية.. بالتأكيد أتمنى جدًا أن نقتبس بعض الصفات التي يملكها الغرب في الواقع ونمتلكها نحن على الورق فقط كالإخلاص في العمل واحترام المواعيد والرأي المخالف.. لكني لا أتمنى أبدًا أن نصير إلى ما صارو إليه.


صديقي “مقولب فكريًا” وبرغم تقدمهم العلمي هناك سطحية فكرية مقيتة لدى الغرب ..

بشكل عام، في الغرب سطحية فكرية مقيتة بغض النظر عن تقدمهم العلمي.. على سبيل المثال لا على سبيل الحصر، يظن صديقي الغربي أن الحرية هي “أن تكون خارج السجن وتفعل ماتريد”.. أي حديث عن معنى أن الحرية تكمن في التحرر من قيودنا التي لبسناها طوعًا وألبسنا هي المجتمع من التقاليد الاجتماعية والفكرية هو حديث لا معنى له عنده.. أي حديث عن أن السجين قد يكون حرًا في سجنه وأن الحر قد يكون حبيس نفسه وفكره يقابل من صديقي الغربي بتعجب واستغراب وعلامات عدم الفهم.. هو لا يقرأ التاريخ لأن المستقبل هو المهم.. يصر صديقي على الإلتزام بالقانون لدرجة تثير الإعجاب، وحين النقاش يتضح أن صديقي في الحقيقة يخاف العقاب المترتب عن كسر القانون أكثر من احترامه للقانون ذاته واعتقاده أن هذا القانون منطقي ويجب على الجميع اتباعه من أجل مصلحة أعلى للمجتمع بشكل عام.. حتى حين يقول صديقي أن القانون منطقي فهو يجد صعوبة في الإجابة على السؤال الرابع في قائمة الأسئلة الطويلة في مناقشة إن كان هذا القانون منطقيًا فعلًا أم أنه فقط نتيجة أسباب وأحداث تاريخية أدت إلى أن يسن هذا القانون.


القالب الغربي يحمل كمًا لا بأس به من الغرور ..

صديقي “مقولب فكريًا”… كلنا “مقولبين” بشكل أو بآخر، هذا أمر لا مفر منه.. لكن بعض القوالب الفكرية تتيح لك أن تعيد النظر فيها ولا أظن أن ذلك متوفر في طريقة تفكير صديقي على الرغم من كل ما يدعيه من كونه “Open minded”.. بكل بساطة لأن القالب الغربي يحمل كمًا لا بأس به من الغرور.. يظن صديقي الغربي أنه يملك مفاتح الخطأ والصواب، كبر صديقي في مجتمع يفرض معتقداته وأفكاره على المجتمعات الأخرى ويسوق لذاته على أنه الصواب المطلق، كبر صديقي في مجتمع إقصائي، فإما أن تصدق بما يصدقه المجتمع أو ألا تكون إنسانًا عادلًا أو لا تكون إنسانًا على الإطلاق “This is not human, this is not civilized, this is not fair”.. ومن يرغب بألا يكون إنسانًا أو عادلًا؟ لا أحد! وبالتالي فلا غرابة أن ينتهي صديقي لما انتهى إليه..

مرة أخرى، هذا الكلام لا يعمم على الغرب ولم أقابل هذا “الصديق” بعد لكن نقاشات مع أصدقاء مختلفين أدت إلى هذه النظرة عن المراهقين الغربيين.. هذه الاختلافات الفكرية، بالإضافة للاختلاف الديني، تؤدي إلى وهن العلاقة فبالإضافة للاختلاف الفكري نحن لا نذهب إلى البار سويًا ولا نحتفل سويًا ولا نحكي لبعضنا عن قصص الـgirlfriends أو نناقش كم هي مثيرة تلك الفتاة أو تلك.. المواضيع التي نناقشها كعرب أو مسلمين ليست مسلية بالنسبة لصديقي والعكس صحيح.. كل هذا يؤدي إلى تفضيل للعزلة أو الاكتفاء بمصادقة الزملاء من السعودية لا لأنهم أصدقاء جيدين بل لعدم وجود البديل مما يؤدي بدوره إلى صعوبات اجتماعية أخرى وهلم جرا.