المصدر -
تحدث الجلطة الرئوية حال تجلط الدم داخل الشريان الرئوى الرئيسى أو فروعة الأساسية أو الفرعية أو حين وصول جلطة دموية من مكان أخر بالجسم مثل الحوض او الأطراف السفلية إلى تلك الأماكن.
يعرف الكثير من الناس عن الجلطات الدّماغية و جلطات القلب في حين أن معلوماتهم عن الجلطة الرئوية تكاد تكون قليلة أو منعدمة، ورغم أن الجلطة الرئوية تعتبر أحد الأمراض الخطيرة لأن نسبة المضاعفات والوفاة ترتفع بشكل كبير في الحالات التي لا تتلقى علاجا مناسبا، فإن الغالبية العظمى منها إذا عولجت بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب لا تسبب مضاعفات خطرة.وهي لذلك أحد الامراض القليلة التي يتحتم على الطبيب البدء في العلاج حالما يوجد احتمال لوجودها، حتى قبل إستكمال الإجراءات التشخيصية التي تحدد في النهاية استمرار وشكل العلاج.
لذلك فكما أنه من المهم أن يكون الطبيب مدركا لهذا المرض وطرق تشخيصه وعلاجه فإنّ من المهم كذلك أن يكون المريض مدركا لعوامل الخطورة التي قد ينتج عنها وجود الجلطة وأن يلتزم بالعلاج الموصوف له والنصائح الطبيّة والتي قد تشمل أحيانااستمرار العلاج لفترة تتراوح من عدة شهور إلى مدى الحياة.
مصدر الجلطة عادة من الاوردة و غالب الاحيان من أوردة الطرف السفلي العميقة وحوالي %20 من جلطات السّاق تنفلج و تذهب للرئة مسبّبة الجلطة الرئوية..
مضاعفا ت الجلطة الرئوية
- تكمن خطورة هذا المرض في استقرار الجلطة في الأوردة الرئوية مما يسبّب انسدادها وارتفاع الضغط الشّرياني في الرئة وإعاقة عمليّة التّنفّس وهبوط الاكسجين وقد يؤدي ذلك الى اختلال الجهاز الدوري واحيانا قد ينتج عن ذلك هبوط القلب الايمن بشكل حاد واضطراب ايقاع النبض والفشل التنفسي وحتى الوفاة احيانا. ودلك يعتمد على حجم الجلطة والحالة الصحية للمرض قبل حدوث الجلطة وبشكل خاص وجود أمراض في القلب والرئة.
من هي الفئات المعرضة للجلطة؟
يوجد ثلاثة عوامل تزيد خطر التعرض للجلطة الرئوية وتسمى ثلاثية فيرشو (Virchow’s Triad )
نستعرض هنا من من المرضى يقع تحت احدى هده الفئات ويحمل أحد عوامل الخطورة:
- بطء الدورة الدموية(Stasis) :
- المرضى الذين لا يستطيعون القيام من السرير أو تقل حركتهم بشكل كبير ويشمل هدا المرضى المصابين بالشلل الجزئي أو الكامل والمرضى المصابين بالغيبوبة المرضية أو الطبية (كالمرضى الذين على أجهزة التنفس الصناعي). كما يشمل المرضى الذين يستدعي علاجهم الراحة التامة في السرير أو الذين قد يعيق حركتهم الضعف الناتج عن الأمراض المصابين بها.
- هبوط القلب.
- السمنة.
- الحمل.
- وجود جلطات سابقة في الساق.
ومن المفيد الذكر هنا ان المرضى الذين يسافرون لمسافات طويلة وخصوصا في الطائرات معرضون للجلطة اذا استمروا في الجلوس لفترات طويلة في مقاعدهم بدون حركة ( ما يسمى بمتلازمة الدرجة السياحية).
- اعتلال بطانة الاوعية الدموية(Endothelial Injury) وينتج عن:
- عوامل ميكانيكية: كالاذى المباشر الناتج عن عمليات جراحية وخصوصا عمليات جراحة العظام، والاصابات الناتجة عن الحوادث والاذى الناتج عن وجود انابيب السوائل والعلاجات الوريدية.
- عوامل كيماوية: - التهاب البنكرياس.
- زيادة التجلط (Hypercoagulability): ينتج عن
- عوامل فسيولوجية كالحمل.
- أدوية: حبوب منع الحمل
- الأمراض الوراثية: التي تنتج عن نقص أحد العوامل أو اختلال التوازن بين العوامل المسؤولة عن تجلط الدم -والتحلل الفسيولوجي للدم.
- أمراض مكتسبة كالسرطان
ما هى الأعراض المتوقعة مع تجلط الدم داخل الشريان الرئوى الرئيسى "الجلطة الرئوية ”"PE "؟
أعراض الجلطة الرئوية قد تشبه أعراض الكثير من الأمراض الرئوية وأمراض القلب ولا يوجد أعراض خاصة بالجلطة تميزها ولذلك فإن وجود واحد أو أكثر من عوامل الخطورة يحتم إعطاء الوقاية كلما لزم ذلك خصوصا لدى إدخال المريض للمستشفى. كما أن وجود واحد أو أكثر من عوامل الخطورة مع واحد أو أكثر من الأعراض يحتم البدء في الإجراءات التشخيصية وربما المبادرة بالعلاج حسب تقدير الطبيب المعالج.
ويزيد الشك في الجلطة الرئوية وجود جلطة أوإحتمال جلطة في الأطراف السفلية مع وجود مثل هده الأعراض.
أعراض الجلطة الرئوية ومضاعفاتها:
تعتمد أعراض الجلطة الرئوية ومضاعفاتها على حجم الجلطة الرئوية على حجم الجلطة، فالجلطة الصغيرة قد تحصل بدون أن تسبب أي أعراض أو مضاعفات والجلطة الكبيرة قد تسبب مشاكل كثيرة كهبوط في الضغط أو ضيق شديد في التنفس. ولكن في غالبية الناس تكون أعراض الجلطة الرئوية كما يلي :
1- ضيق في التنفس.
2- ألم على أحد جنبي الصدر وهذا الألم عادة يزيد عند أخذ نفس عميق.
3- قد يصاحب الجلطة كحة مصاحبة لخروج دم مع الكحة، وبما أن الجلطة الرئوية قد تنتج من الجلطة الوريدية في أحد الرجلين فيجب الانتباه لأعراض جلطة الرجلين وهي عبارة عن ألم وانتفاخ واحمرار عادة خلف منطقة الساق.
كيفية تشخيص الجلطة الرئوية:
أهم نقطة في تشخيص الجلطة الرئوية هو اشتباه الدكتور في وجود الجلطة حسب التاريخ المرضي للمريض، وخصوصا وجود العوامل المساعدة للجلطة، وهناك فحوصات أولية يتم إجراؤها مثل تخطيط القلب، قياس نسبة الأوكسجين في الدم، أشعة الصدر، وهذه الفحوصات لا تشخص الجلطة الرئوية وإنما قد تعطي دلالات معينة على وجود الجلطة، والطريقة الوحيدة لتشخيص الجلطة الرئوية هي إجراء أحد الفحوصات التالية :
1- الفحص النووي لشرايين الرئة (Perfusion Lung Scan) : وهذا الفحص يعطي صورة لمدى وصول الدم إلى مختلف أجزاء الرئة، ومتى ما تبين عدم وصول الدم إلى أحد أجزاء الرئة، فإن هذا دليل على وجود جلطة رئوية ويتم أجراء هذا الفحص بواسطةجهاز خاص لهذا النوع من الأشعة بعد أعطاء حقنة خاصة لذالك ولايوجد أي مضاعفات تذكر لهذا النوع من الأشعة.
2- - فحص الأشعة المقطعية الحلزوني (Spiral C T Scan ) : يعتبر هذا الفحص هو تطوير للأشعة المقطعية العادية، بحيث يمكن أخذ صورة للرئتين وشرايينها بسرعة كبيرة بعد إعطاء صبغة بواسطة أحد أوردة الذراعين، ولكن هذا الفحص يمكن أن يبين الجلطة في الشرايين الكبيرة نوعا ما، ولكنه غير دقيق لتبيان الجلطة في الشرايين الصغيرة.
3- قسطرة الشرايين الرئوية (Pulmonary Angiogram ) : هذا الفحص يعتبر أدق فحص لتشخيص الجلطة الرئوية وهو شبيه نوعا ما بقسطرة شرايين القلب، حيث يتم إنزال (أنبوب مرن دقيق جدا ) (Catheter) من خلال الوريد الرئيسي في الرجل وإيصاله إلى شرايين الرئة، ومن ثم يتم حقن صبغة خاصة من خلال هذا الأنبوب وأخذ أشعة لتبيان كافة شرايين الرئتين ومعرفة ما إذا كان يوجد جلطة تسبب ضيق أو انسداد في أحد شرايين الرئة.
والآن بعد استعراض كيفية تشخيص الجلطة الرئوية يجب التنبيه أن ليس كل المرضى يحتاجون كل هذه الفحوصات، وإنما عادة يتم إجراء فحص واحد وفي الغالبية تكون البداية بالفحص النووي وإذا ما تم التشخيص فلا داعي للفحوصات الأخرى، أما إذا كان الفحص النووي غير واضح أو جازم في التشخيص فإنه يتم اللجوء إلى أحد الفحوصات الأخرى.
كيفية علاج تجلط الدم داخل الأوردة أو الشرايين؟
متى ما تم تشخيص الجلطة الرئوية فيجب إعطاء دواء مسيل للدم، وذلك لمنع تكون جلطات أخرى وإزالة أثار الجلطة المتكونة، وهناك نوعين من الدواء المسيل للدم :
دواء الهيبارين ( Heparin ) : وهذا الدواء يعطى إما عن طريق الوريد أو يوجد الآن هيبارين مطور (Low Molecular Weight Heparin) يمكن إعطاؤه بإبرة صغيرة تحت الجلد.دواء الوارفرين (Warfarin) : وهو عبارة عن حبوب تؤخذ مرة واحدة في اليوم وتمنع تخثر الدم. وعادة ننصح المريض بالدخول إلى المستشفى لغرض بداية دواء الهيبارين عن طريق الوريد لمدة 5 أيام تقريبا، ومن ثم الاستمرار في أخذ دواء الوارفرين لمدة تتراوح ما بين 3 – 6 أشهر. وهذا العلاج في الغالبية العظمى من المرضى كفيل بمعالجة الجلطة الرئوية وإزالة كافة آثارها بحيث ترجع الدورة الدموية الرئوية طبيعية تماما كما هي قبل حدوث الجلطة. أما في حالة تكرار حدوث الجلطة كما يحدث في الناس الذين لديهم استعداد وراثي لذلك فإنه ينصح باستخدام الدواء المسيل للدم طوال الحياة وعدم التوقف عنه.
وفي بعض الحالات الخاصة يتم وضع فلتر خاص في الوريد الرئيسي في البطن لمنع انتقال الجلطات من الرجلين إلى الرئتين.
نصائح للمرضى الذين يستخدمون دواء السيولة الوارفرين:
يجب أخذ الدواء في نفس الوقت يوميا وننصح عادة بأخذ الدواء ما بين الساعة 5 – 6 مساءاً من كل يوم.
يجب عمل فحص مستوى السيولة بشكل دوري أسبوعياً في بداية العلاج، ومن ثم شهرياً لتحديد الجرعة المناسبة للمريض حيث تختلف الجرعة من شخص لآخر حسب مستوى السيولة. هناك بعض الأدوية ( مثل بعض المضادات الحيوية ) التي قد تؤثر على مستوى دواء الوارفرين في الجسم، وبالتالي عند أخذ هذه الأدوية يجب فحص مستوى السيولة في الدم بشكل متكرر لغرض تغيير جرعة دواء الوارفرين إذا استدعى الأمر.
إخبار الأطباء بما فيهم أطباء الأسنان عند مراجعتهم بأن المريض يأخذ دواء مسيل للدم وذلك لغرض أخذ الحيطة في حالة حاجة المريض لفحص معين أو عملية جراحية بما فيها عمليات تنظيف أو خلع الأسنان.
- يتكون من اعطاء أدوية تمنع تكرار تجلط الدم لفترة كافية (عادة 3-6 شهور) وربما مدى الحياة في بعض الحالات حسب قرار الطبيب المعالج ( كالامراض الوراثية مثلا).
- تعالج جلطات الأطراف بنفس الأدوية لمنع إمتدادها أو ذهابها للرئة.
- اذا كانت الجلطة كبيرة بشكل يؤدي الى هبوط ضغط الدم والصدمة الدورية فيمكن اعطاء علاج لاذابة الجلطة بعد الشرح للمريض واهله ان هذا العلاج له مضاعفات محتملة خطيرة كالنزيف في الدماغ وغيره وأنه لا يعطى الا في حالة وجود خطر محدق بحياة المريض.
- المرضى الذين لا يستطيعون تلقي الادوية المانعة للتجلط ( لوجود موانع تجعل تلقي هذه الأدوية أكثر خطرا من الجلطة نفسها كالنزيف الدماغي أو الهضمي) والذين تتكرر لديهم الجلطات يمكن زراعة فلتر أو شبكة في الوريد الأجوف السفلي لمنع تكرر ذهاب جلطات الساق للرئة.
هل بإمكانى عمل أشياء معينة لمنع تجلط الم المرضى؟الوقاية:
الوقاية أهم من العلاج فكل مريض معرض للجلطة أو لديه أحد عوامل الخطورة أو اكثر يجب عليه أن يداوم الحركة أو على الأقل تحريك ساقيه بشكل منتظم لمنع بطء الدورة الدموية في الساق و خصوصا في الحالات التي تستدعي البقاء في السريرلفترات طويلة أو السفر لمسافات طويلة.
- في حالة عدم الاستطاعة يجب على المريض مراجعة الطبيب لإستشارته حول الخيارات الأخرى المناسبة له والتي تشمل اما إستعمال جوارب خاصة أو لفافات ضاغطة للساق أو تناول الادوية المضاة للتجلط .
______
* استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية
والقسطرة القلبية بمستشفى الحمادي بالرياض
زميل جامعة تويانا الطبية الصيدلية
تويانا – اليابان
يعرف الكثير من الناس عن الجلطات الدّماغية و جلطات القلب في حين أن معلوماتهم عن الجلطة الرئوية تكاد تكون قليلة أو منعدمة، ورغم أن الجلطة الرئوية تعتبر أحد الأمراض الخطيرة لأن نسبة المضاعفات والوفاة ترتفع بشكل كبير في الحالات التي لا تتلقى علاجا مناسبا، فإن الغالبية العظمى منها إذا عولجت بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب لا تسبب مضاعفات خطرة.وهي لذلك أحد الامراض القليلة التي يتحتم على الطبيب البدء في العلاج حالما يوجد احتمال لوجودها، حتى قبل إستكمال الإجراءات التشخيصية التي تحدد في النهاية استمرار وشكل العلاج.
لذلك فكما أنه من المهم أن يكون الطبيب مدركا لهذا المرض وطرق تشخيصه وعلاجه فإنّ من المهم كذلك أن يكون المريض مدركا لعوامل الخطورة التي قد ينتج عنها وجود الجلطة وأن يلتزم بالعلاج الموصوف له والنصائح الطبيّة والتي قد تشمل أحيانااستمرار العلاج لفترة تتراوح من عدة شهور إلى مدى الحياة.
مصدر الجلطة عادة من الاوردة و غالب الاحيان من أوردة الطرف السفلي العميقة وحوالي %20 من جلطات السّاق تنفلج و تذهب للرئة مسبّبة الجلطة الرئوية..
مضاعفا ت الجلطة الرئوية
- تكمن خطورة هذا المرض في استقرار الجلطة في الأوردة الرئوية مما يسبّب انسدادها وارتفاع الضغط الشّرياني في الرئة وإعاقة عمليّة التّنفّس وهبوط الاكسجين وقد يؤدي ذلك الى اختلال الجهاز الدوري واحيانا قد ينتج عن ذلك هبوط القلب الايمن بشكل حاد واضطراب ايقاع النبض والفشل التنفسي وحتى الوفاة احيانا. ودلك يعتمد على حجم الجلطة والحالة الصحية للمرض قبل حدوث الجلطة وبشكل خاص وجود أمراض في القلب والرئة.
من هي الفئات المعرضة للجلطة؟
يوجد ثلاثة عوامل تزيد خطر التعرض للجلطة الرئوية وتسمى ثلاثية فيرشو (Virchow’s Triad )
نستعرض هنا من من المرضى يقع تحت احدى هده الفئات ويحمل أحد عوامل الخطورة:
- بطء الدورة الدموية(Stasis) :
- المرضى الذين لا يستطيعون القيام من السرير أو تقل حركتهم بشكل كبير ويشمل هدا المرضى المصابين بالشلل الجزئي أو الكامل والمرضى المصابين بالغيبوبة المرضية أو الطبية (كالمرضى الذين على أجهزة التنفس الصناعي). كما يشمل المرضى الذين يستدعي علاجهم الراحة التامة في السرير أو الذين قد يعيق حركتهم الضعف الناتج عن الأمراض المصابين بها.
- هبوط القلب.
- السمنة.
- الحمل.
- وجود جلطات سابقة في الساق.
ومن المفيد الذكر هنا ان المرضى الذين يسافرون لمسافات طويلة وخصوصا في الطائرات معرضون للجلطة اذا استمروا في الجلوس لفترات طويلة في مقاعدهم بدون حركة ( ما يسمى بمتلازمة الدرجة السياحية).
- اعتلال بطانة الاوعية الدموية(Endothelial Injury) وينتج عن:
- عوامل ميكانيكية: كالاذى المباشر الناتج عن عمليات جراحية وخصوصا عمليات جراحة العظام، والاصابات الناتجة عن الحوادث والاذى الناتج عن وجود انابيب السوائل والعلاجات الوريدية.
- عوامل كيماوية: - التهاب البنكرياس.
- زيادة التجلط (Hypercoagulability): ينتج عن
- عوامل فسيولوجية كالحمل.
- أدوية: حبوب منع الحمل
- الأمراض الوراثية: التي تنتج عن نقص أحد العوامل أو اختلال التوازن بين العوامل المسؤولة عن تجلط الدم -والتحلل الفسيولوجي للدم.
- أمراض مكتسبة كالسرطان
ما هى الأعراض المتوقعة مع تجلط الدم داخل الشريان الرئوى الرئيسى "الجلطة الرئوية ”"PE "؟
أعراض الجلطة الرئوية قد تشبه أعراض الكثير من الأمراض الرئوية وأمراض القلب ولا يوجد أعراض خاصة بالجلطة تميزها ولذلك فإن وجود واحد أو أكثر من عوامل الخطورة يحتم إعطاء الوقاية كلما لزم ذلك خصوصا لدى إدخال المريض للمستشفى. كما أن وجود واحد أو أكثر من عوامل الخطورة مع واحد أو أكثر من الأعراض يحتم البدء في الإجراءات التشخيصية وربما المبادرة بالعلاج حسب تقدير الطبيب المعالج.
ويزيد الشك في الجلطة الرئوية وجود جلطة أوإحتمال جلطة في الأطراف السفلية مع وجود مثل هده الأعراض.
أعراض الجلطة الرئوية ومضاعفاتها:
تعتمد أعراض الجلطة الرئوية ومضاعفاتها على حجم الجلطة الرئوية على حجم الجلطة، فالجلطة الصغيرة قد تحصل بدون أن تسبب أي أعراض أو مضاعفات والجلطة الكبيرة قد تسبب مشاكل كثيرة كهبوط في الضغط أو ضيق شديد في التنفس. ولكن في غالبية الناس تكون أعراض الجلطة الرئوية كما يلي :
1- ضيق في التنفس.
2- ألم على أحد جنبي الصدر وهذا الألم عادة يزيد عند أخذ نفس عميق.
3- قد يصاحب الجلطة كحة مصاحبة لخروج دم مع الكحة، وبما أن الجلطة الرئوية قد تنتج من الجلطة الوريدية في أحد الرجلين فيجب الانتباه لأعراض جلطة الرجلين وهي عبارة عن ألم وانتفاخ واحمرار عادة خلف منطقة الساق.
كيفية تشخيص الجلطة الرئوية:
أهم نقطة في تشخيص الجلطة الرئوية هو اشتباه الدكتور في وجود الجلطة حسب التاريخ المرضي للمريض، وخصوصا وجود العوامل المساعدة للجلطة، وهناك فحوصات أولية يتم إجراؤها مثل تخطيط القلب، قياس نسبة الأوكسجين في الدم، أشعة الصدر، وهذه الفحوصات لا تشخص الجلطة الرئوية وإنما قد تعطي دلالات معينة على وجود الجلطة، والطريقة الوحيدة لتشخيص الجلطة الرئوية هي إجراء أحد الفحوصات التالية :
1- الفحص النووي لشرايين الرئة (Perfusion Lung Scan) : وهذا الفحص يعطي صورة لمدى وصول الدم إلى مختلف أجزاء الرئة، ومتى ما تبين عدم وصول الدم إلى أحد أجزاء الرئة، فإن هذا دليل على وجود جلطة رئوية ويتم أجراء هذا الفحص بواسطةجهاز خاص لهذا النوع من الأشعة بعد أعطاء حقنة خاصة لذالك ولايوجد أي مضاعفات تذكر لهذا النوع من الأشعة.
2- - فحص الأشعة المقطعية الحلزوني (Spiral C T Scan ) : يعتبر هذا الفحص هو تطوير للأشعة المقطعية العادية، بحيث يمكن أخذ صورة للرئتين وشرايينها بسرعة كبيرة بعد إعطاء صبغة بواسطة أحد أوردة الذراعين، ولكن هذا الفحص يمكن أن يبين الجلطة في الشرايين الكبيرة نوعا ما، ولكنه غير دقيق لتبيان الجلطة في الشرايين الصغيرة.
3- قسطرة الشرايين الرئوية (Pulmonary Angiogram ) : هذا الفحص يعتبر أدق فحص لتشخيص الجلطة الرئوية وهو شبيه نوعا ما بقسطرة شرايين القلب، حيث يتم إنزال (أنبوب مرن دقيق جدا ) (Catheter) من خلال الوريد الرئيسي في الرجل وإيصاله إلى شرايين الرئة، ومن ثم يتم حقن صبغة خاصة من خلال هذا الأنبوب وأخذ أشعة لتبيان كافة شرايين الرئتين ومعرفة ما إذا كان يوجد جلطة تسبب ضيق أو انسداد في أحد شرايين الرئة.
والآن بعد استعراض كيفية تشخيص الجلطة الرئوية يجب التنبيه أن ليس كل المرضى يحتاجون كل هذه الفحوصات، وإنما عادة يتم إجراء فحص واحد وفي الغالبية تكون البداية بالفحص النووي وإذا ما تم التشخيص فلا داعي للفحوصات الأخرى، أما إذا كان الفحص النووي غير واضح أو جازم في التشخيص فإنه يتم اللجوء إلى أحد الفحوصات الأخرى.
كيفية علاج تجلط الدم داخل الأوردة أو الشرايين؟
متى ما تم تشخيص الجلطة الرئوية فيجب إعطاء دواء مسيل للدم، وذلك لمنع تكون جلطات أخرى وإزالة أثار الجلطة المتكونة، وهناك نوعين من الدواء المسيل للدم :
دواء الهيبارين ( Heparin ) : وهذا الدواء يعطى إما عن طريق الوريد أو يوجد الآن هيبارين مطور (Low Molecular Weight Heparin) يمكن إعطاؤه بإبرة صغيرة تحت الجلد.دواء الوارفرين (Warfarin) : وهو عبارة عن حبوب تؤخذ مرة واحدة في اليوم وتمنع تخثر الدم. وعادة ننصح المريض بالدخول إلى المستشفى لغرض بداية دواء الهيبارين عن طريق الوريد لمدة 5 أيام تقريبا، ومن ثم الاستمرار في أخذ دواء الوارفرين لمدة تتراوح ما بين 3 – 6 أشهر. وهذا العلاج في الغالبية العظمى من المرضى كفيل بمعالجة الجلطة الرئوية وإزالة كافة آثارها بحيث ترجع الدورة الدموية الرئوية طبيعية تماما كما هي قبل حدوث الجلطة. أما في حالة تكرار حدوث الجلطة كما يحدث في الناس الذين لديهم استعداد وراثي لذلك فإنه ينصح باستخدام الدواء المسيل للدم طوال الحياة وعدم التوقف عنه.
وفي بعض الحالات الخاصة يتم وضع فلتر خاص في الوريد الرئيسي في البطن لمنع انتقال الجلطات من الرجلين إلى الرئتين.
نصائح للمرضى الذين يستخدمون دواء السيولة الوارفرين:
يجب أخذ الدواء في نفس الوقت يوميا وننصح عادة بأخذ الدواء ما بين الساعة 5 – 6 مساءاً من كل يوم.
يجب عمل فحص مستوى السيولة بشكل دوري أسبوعياً في بداية العلاج، ومن ثم شهرياً لتحديد الجرعة المناسبة للمريض حيث تختلف الجرعة من شخص لآخر حسب مستوى السيولة. هناك بعض الأدوية ( مثل بعض المضادات الحيوية ) التي قد تؤثر على مستوى دواء الوارفرين في الجسم، وبالتالي عند أخذ هذه الأدوية يجب فحص مستوى السيولة في الدم بشكل متكرر لغرض تغيير جرعة دواء الوارفرين إذا استدعى الأمر.
إخبار الأطباء بما فيهم أطباء الأسنان عند مراجعتهم بأن المريض يأخذ دواء مسيل للدم وذلك لغرض أخذ الحيطة في حالة حاجة المريض لفحص معين أو عملية جراحية بما فيها عمليات تنظيف أو خلع الأسنان.
- يتكون من اعطاء أدوية تمنع تكرار تجلط الدم لفترة كافية (عادة 3-6 شهور) وربما مدى الحياة في بعض الحالات حسب قرار الطبيب المعالج ( كالامراض الوراثية مثلا).
- تعالج جلطات الأطراف بنفس الأدوية لمنع إمتدادها أو ذهابها للرئة.
- اذا كانت الجلطة كبيرة بشكل يؤدي الى هبوط ضغط الدم والصدمة الدورية فيمكن اعطاء علاج لاذابة الجلطة بعد الشرح للمريض واهله ان هذا العلاج له مضاعفات محتملة خطيرة كالنزيف في الدماغ وغيره وأنه لا يعطى الا في حالة وجود خطر محدق بحياة المريض.
- المرضى الذين لا يستطيعون تلقي الادوية المانعة للتجلط ( لوجود موانع تجعل تلقي هذه الأدوية أكثر خطرا من الجلطة نفسها كالنزيف الدماغي أو الهضمي) والذين تتكرر لديهم الجلطات يمكن زراعة فلتر أو شبكة في الوريد الأجوف السفلي لمنع تكرر ذهاب جلطات الساق للرئة.
هل بإمكانى عمل أشياء معينة لمنع تجلط الم المرضى؟الوقاية:
الوقاية أهم من العلاج فكل مريض معرض للجلطة أو لديه أحد عوامل الخطورة أو اكثر يجب عليه أن يداوم الحركة أو على الأقل تحريك ساقيه بشكل منتظم لمنع بطء الدورة الدموية في الساق و خصوصا في الحالات التي تستدعي البقاء في السريرلفترات طويلة أو السفر لمسافات طويلة.
- في حالة عدم الاستطاعة يجب على المريض مراجعة الطبيب لإستشارته حول الخيارات الأخرى المناسبة له والتي تشمل اما إستعمال جوارب خاصة أو لفافات ضاغطة للساق أو تناول الادوية المضاة للتجلط .
______
* استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية
والقسطرة القلبية بمستشفى الحمادي بالرياض
زميل جامعة تويانا الطبية الصيدلية
تويانا – اليابان