المصدر - مخرجات الحوار
في سياق تقصي أسباب هذه الظاهرة ودراسة أبعاد القضية خاض أعضاء منتدى " رؤية وطن الحواري " عبر الواتس ..
اولا:
ذكرت العضوة مرفت طيب عرضاً سريعاً لاحصائيات متداولة تشير إلى تحول الطلاق إلى ظاهرة خطيرة في المجتمع.
ومن هذه الإحصائيات:
ـ أعلى معدلات طلاق في الكويت بلغت 67%
ـ في المملكة 35%
ـ الإمارات 12%
مقارنة صكوك الطلاق بعقود الزواج في السعودية:
ـ أعلى معدل في المنطقة الشرقية حيث بلغت 60%
ـ الرياض 50%
ـ تبوك 29%
ـ حائل وعسير 34%
ـ المدينة المنورة 16%
ـ مكة 15%
ـ أما أقل معدلات طلاق في الباحة 9%.
هذا وكان أطراف الحوار كلا من الاعلامي عبد الله البراق و عائشة عادل السيد والاستاذ : عبدالرحمن عبدالله الصليهم، والمستشار القانوني مفلح الأشجعي والأستاذ بندر الغامدي .
حول ظاهرة الطلاق في المملكة والمتفشية في اوساط المجتمع السعودى على وجه الخصوص والمجتمع العربي عموماً
وبدأ الحوار والذي استغرق ساعتين حسبما هو معد له حيث تناولوا الموضوع بسؤال : لماذا يقع الطلاق ؟
حيث أوجز الاستا ذة: الأسباب : (في الغالب يقع الطلاق إما بسبب المرأة أو بسبب الرجل أو بسبب البيئة والأشخاص المحيطين بالزوج والزوجة ... وهنا سنوجز مخرجات الحوار عن أهم الأسباب العامة لوقوع الطلاع بين الزوجين).
بدأ المستشار القانوني: مفلح الأشجعي حديثه عن قضية الطلاق فقال :
الطلاق شرعا هو حل قيد الزوجية بين الزوج وزوجته ... والطلاق هو حق للرجل (وبعض أهل العلم) يرون أن من حق الزوجة أن تكون العصمة بيدها بشرط تنازل الزوج عن حق الطلاق لزوجته ... وهذا معمول به في بعض الدول العربية بنص قانوني واضح وصريح ...
والفرق بين طلاق الزوج لزوجته والزوجة لزوجها هو أن من حق الزوج مراجعة زوجته إذا كانت في العدة بشرط أن لا تكون الطلقة الثالثة ... أما إذا طلقت الزوجة زوجها فلا يحق لأي طرف مراجعة الآخر إلا بعقد جديد مكتمل الأركان شرعا ...
ومن يرى أن للطلاق جوانب سلبية ... فله أيضا جوانب إيجابية كثيرة ...
فأحيانا من مصلحة الأبناء طلاق أبويهم ...
أو لا بد من وقوع ااطلاق لثبوت الضرر سواء على الزوجوأو الزوجة أو الأبناء ...
الطلاق تسريح بمعروف ...
أما بالنسبة لأضرار الطلاق، فالاضرار متعددة ومن الصعوبة بمكان حصرها ... وأحيانا قد يكون عدم إيقاع القاضي للطلاق هو لرفع الضرر عن المرأة أي الإبقاء على عقد الزوجية بهدف رفع الضرر عن الزوجة والأبناء وبناء الأسرة...
فحتى لو طلق الزوج فلا يوقع القاضي طلاقه ...
إن كثرة حالات الطلاق تمس الأمن الإجتماعي للمجتمع ... لذا كان من الواجب على الجميع محاربته ... الأمن الإجتماعي جزء من أمننا بمفهومه الواسع ...
أخيرا ليس آخرا نص قرار هيئة كبار العلماء 26في*21/8/1394هـ،المعمم على المحاكم الشرعية برقم 56/12/ت في*22/3/1395هـ،والمتضمن أنه : ( في حال تعذر الوصول إلى حل بين الزوجين،وأتضح استحالة الوئام والحياة جنبا إلى جنب مع بعضهما البعض بعد ترغيب الزوجات في الانقياد لأزواجهن بما يرضي المولى عز وجل وتخويفهن من إثم النشوز وكل أمر يكون دافعا لعودة الزوجة لزوجها،وفي حال استمرار الزوجة بطلب التفريق والزوج بالإمساك يتخذ القاضي ما يراه في التفريق بينهما بعوض أو بغيره حسب يراه فضيلة ناظر الدعوى حاسما للشقاق)...
هذا وعلق الاستاذ بندر الغامدي قائلا بمداخلته :
اتفق معكم في بعض واختلف معكم في بعض اخر.
نظرتي الشخصية للعلاقة الزوجية باختصار انها علاقة قائمة على ثلاث اسس
العقل
والقلب
والجسد
اما العقل فيعني ان يكون التوافق الفكري حاضر ، واقول التوافق لا التطابق ، فلكل طرف شخصيته وكيانه المنفصل ولكن على ان يحترم كل طرف فكر وعقل الاخر وكيانه ، وبينهما تناغم وتفاهم في الافكار.
اما القلب فمجاز للعاطفة ، ولا اقصد بالعاطفة الحب بمعناه الرومنسي ، ولكن قد يكون ود وعطف بين الطرفين.
اما الجسد فهو ان يشتهي كل طرف الطرف الاخر فلا وجود للفتور والبرود بينهما.
اذا اختل احد هذه الاسس اختلت باختلاله العلاقة الزوجة ، وقد تستمر اذا طغى احدهم على الاخر وعوض النقص ولكن الاستمرار هنا لن يكون صحي وقد تنهار العلاقة ولو بعد حين.
الأستاذة : عائشة عادل السيد
خبيرة في مجال الطفولة ورئيسة مجلس جمعية طفولة آمنة
بدأت الأستاذة عائشة حديثها عن هذه القضية فقالت :
الطلاق هذه المفردة التي ارتبطت في أذهاننا جميعا بالعيب والعار والخذلان ونكران الجميل فتحاشيناها في العلن حتى انقلبت في داخل البيوت إلى طلاق عاطفي سري بين جدران البيوت فكان وقعه أنكى وأشد وأوجع على الرجل والمرأة على حد سواء
فوقع كثير من الأزواج بين سندان الصبر على الشريك الغير المناسب ومطرقة الخوف من نظرة المجتمع الناقدة
وما كان هذا كله الا بسبب ضعف الوعي بمتى يجب أن نحجّم عن الطلاق أو نفعله وماهي حدود الصبر التي يجب أن تتوقف عندها الحياة الزوجية
وماهي الامور التي ينبغي تجاهلها والتغاضي عنها وماهي الامور التي ينبغي المحاسبة عليها
ولن يتأتى الوعي السليم الذي من شأنه أن يحافظ على جدران البيت منيعة من عواصف المشاكل الا بالرجوع لمنهج الشرع القويم والسنة المطهرة في كيفية التعامل بين الزوجين انطلاقا من قوله تعالى (فإمساك بمعروف او تسريح بإحسان )
حتى لايصبح الصبر مر والطلاق كارثة
لايكون الحد من تنامي حالات الطلاق الا بمزيد من الوعي بالسبل الصحيحة لإدارة الخلافات الزواجية وهذا لن يتأتى الا بنظافر جهود وزارات وجهات عدة ذات علاقة بالاسرة والطفولة يديرها وينظمها ذوو الاختصاص عن طريق برامج ذات صبغة عصرية بتأصيل شرعي.
الاستاذ: عبدالله البراق
بدأ الأستاذ عبدالله حديثاه قائلاً:
موضوع الطلاق تحكمه عدة عوامل لابد من الاتفاق عليها بين الزوجين والوضوح فيها .
ومن وجهة النظري ان مشروع الزواج لا بد ان يكون متكامل من جميع حيثياته، وواضح في ذلك .
ومنها معرفة كل زوج بالحقوق التي عليه والتي لابد ان يكون مستشعرها في داخله،
فأي مشروع لا تكون فيه الحقوق واضحة سيتعثر إكماله.
.
والحديث يطول لكن سأحاول ان الخص ما استطيع خاصة وأني على سفر الان . ولذلك ايضا بكرت بالرسالة لاني الان تحركت .
وللفائدة : لا يوجد حديث صحيح ( أبغض الحلال عند الله الطلاق )
وهو حديث ضعيف ولا يجوز نسبته الى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو مما انتشر من تدقيق او تحقيق .
واكتفي بالاشارة الى بعض ما اراه مهم وخاصة اني انظر للموضوع من خارج دائرته،
*: التغيرات الثقافية المجتمعية على جميع الأصعدة، والتي ربما يستوعبها فرد واحد من الزوجين،
وينطوي تحتها مفهوم الحقوق التي اصبحت تتقلب بين الحق والباطل، فرب حق لا تراه الزوجة حقا لزوجها والعكس كذلك،
*وكذلك عدم تهيئة الزوجين للعلاقة الزوجية بمفهومها الثابت في زمن المتغيرات،
*عدم الاحترام والثقة يعد اللبنة الأولى للطلاق.
**لتفادي التوتر في العلاقة الزوجية لابد من التفاهم على كل شيء حتى فيما يختلفون فيه بوضع آلية للتفاهم فيما يختلفون فيه،
*إضافة للعوارض الاهلية التي تطرأ مع ظرف او عدة ظروف مما يجعل أهلية احد الزوجين لا تتناسب مع مشروع الزواج وينطوي تحتها العديد من المسائل التي تطرأ على الانسان.
وهي على قسمين:
1: عوارض مكتسبه: وهي ما كان لأحد الزوجين سببا في حدوث هذه العوارض،
كالتلف العقلي بسبب تعاطي المخدرات والمسكرات وما ينتج منها من أضرار بالحياة الزوجية،
ومنها التلف الاقتصادي الذي يتسبب في عرقلة الحياة الزوجية ومن أسبابه الاسراف او صرف المال بغير وجه حق باللعب بالقمار وماشاببه،
ويدخل فيها الجهل مع عدم رغبة التعلم في أولويات التعايش والتربية مما يؤدي الى جمود في الحياة الزوجية المواكبة للمجتمع المتطور علميا وثقافيا داخل حدود الدين الحشمة،
ونستطيع ان نعرفها : كل ما كان لاحد الزوجين سبب في حدوثه.
.
2: واما العوارض الأهلية الجبرية : هي النتائج المترتبة من أحداث ليس لاحد الزوجين فيها سبب، كما يحدث من الاقدار التي تصيب الانسان من مرض او حادث سير ونحوه او بالضرر الاقتصادي الناتج من خسارة تجارة او سرقة امواله ونحوها،
ومن وجهة نظري انه لابد من إضافة مواد عليمية من المرحلة الثانوية تتناول أساسيات المعرفة للحياة الزوجية وتربية الأبناء وكيفية إدارة الحياة الزوجية من كل جوانبها والاحاطة التامة بالعوارض الاهلية وحيثياتها وكيفية التعامل معها .
الاستاذ : عبدالرحمن عبدالله الصليهم
ماجستير علم إجتماع
بدأ الأستاذ عبدالرحمن حديثه عن قضية الطلاق قائلاً :
ازدادت حالات الطلاق في السنوات الاخيره بشكل يبعث على القلق ولا سيما ان للطلاق عواقب غير محموده على المستوى الفردي و الاجتماعي و طبعا ليس في كل الاحوال ، ومكمن القلق يكون ان تماسك المجتمع و سلامته وإمداده باعضاء جدد يبدا من الاسره وهي الاساس الذي يقوم عليه المجتمع الكبير ..
يعد الطلاق ومشكلات اخرى تعصف بالاسره اليوم تشكل معول هدم في جدار المجتمع خاصه عندما يتعلق الامر بضحايا الطلاق كالاطفال الذين يحصدون نتائج مايفعله الكبار ..
(الطلاق في الاسلام )
اباح الاسلام الطلاق عندما تتعذر العلاقه الزوجيه السليمه الا ان الطلاق وهو ابغى الحلال الى الله خضع للتقنين الآلهي حتى لا يتم اللجوء اليه الا عند الضروره القصوى بسبب ما قد يترتب عليه من نتائج سلبيه تتعلق بتفكك الاسره وقطع الرحم و النزاع بين الاقارب الا انه قبل ايقاع الطلاق الاسلامي لابد من وجود خطوات مسبقه وهي :
1- الموعظه الحسنه
2 -الهجر في المضجع
3 -الضرب غير المبرح وحدده بعض الفقهاء بأن لا يكون مدميا ولا مبرحا ولا على الوجه
4- التحكيم بأن يكون هناك وساطه للاهل واقارب الطرفين بالاضافه إلى خطوات أخرى ، و هذه الخطوات السابقه تشير الى أهميه التروي والمراجعه قبل ان يتلفظ الرجل بالطلاق .
(النظريه الوظيفيه والطلاق )
النظريه الوظيفيه معنيه بحفظ النظام والبناء الاجتماعي وصيانته من الخلل و حفظه بشكل متوازن فعند حدوث خلل في نسق ما لابد أن يتبعه خلل في موقع آخر وعليه فإن إرتفاع معدلات الطلاق لابد أن يكون مؤشرا لخلل وظيفي في النسق العائلي و التنشئه الاجتماعيه .
أما عن (اسباب الطلاق ) فقال الصليهم :
١-عجز الزوجين عن التفاهم أو التوافق و إستمرار الخلافات بينهما.
٢- تقصير أو نقص في فهم الزوجين للمسؤولية و متطلبات الحياه الزوجية
٣ - احيانا تدخل اسرتي الطرفين في الخلافات الزوجيه يزيد من تفاقم المشكلات .
٤ _لايوجد أو غياب التكافؤ بين الطرفين .
٥- وجود سلوكيات سلبية عند أحد الطرفين غير مقبوله من الطرف الاخر
٦ - تاثير العوامل الماديه علي العلاقه الزوجيه في ظل الظروف الحياتيه .
وذكر الاستاذ عبدالرحمن عدد من التوصيات :
١- تدريس موضوعات متعددة في الأسرة، كالزواج والتنشئة الاجتماعية وسلبيات الطلاق، في مدارس التعليم العام
٢- تدريب الشباب المقبلين على الزواج على المهارات الحياتية والاجتماعية اللازمة لحياة زوجية سعيدة وفاعلة .
٣- عقد الدورات التدريبية للشباب المقبلين على الزواج والأزواج الجدد من الجنسين لزيادة الوعي لديهم بأساليب التعامل الناجح بين الزوجين مع التجديد في نوعية هذه البرامج مع مرور الوقت والتغير الاجتماعي المستمر .
٤- تعزيز دور الإعلام من خلال توجيه المسلسلات والبرامج المختلفة لطرح فكرة الزواج بواقعية من حيث المشكلات التي تواجه الأسرة وكيفية التعامل معها بشكل يحفظ كيان الاسرة .
٥ - الاستعانة باختصاصيين اجتماعيين وأسريين في حل مشاكل الزوجين بدلاً من التوجه للأقارب والأصدقاء فقط.
٦- التوصية لإدارات الجامعات بتدريس «الإرشاد الأسري والزواجي» في المرحلة الجامعية.
٧- إصدار دليل إرشادي للأسرة يوضح الموضوعات والقضايا الأسرية وكيفية التعامل معها لتوعية الأزواج بأهمية الأسرة وأسس التوافق بين الزوجين وأساليب الحوار الأسري الناجح وتأخير قضايا الطلاق في المحاكم من خلال مكاتب اصلاح ذات البين والعمل على ايجاد حلول تضمن بقاء الاسرة متماسكة و بالتراضي .
٨ _ توظيف البحث العلمي في عمل الدراسات والبحوث عن ظاهرة الطلاق وصولاً إلى وضع سياسات متكاملة تعالج هذه المشكلة.
اولا:
ذكرت العضوة مرفت طيب عرضاً سريعاً لاحصائيات متداولة تشير إلى تحول الطلاق إلى ظاهرة خطيرة في المجتمع.
ومن هذه الإحصائيات:
ـ أعلى معدلات طلاق في الكويت بلغت 67%
ـ في المملكة 35%
ـ الإمارات 12%
مقارنة صكوك الطلاق بعقود الزواج في السعودية:
ـ أعلى معدل في المنطقة الشرقية حيث بلغت 60%
ـ الرياض 50%
ـ تبوك 29%
ـ حائل وعسير 34%
ـ المدينة المنورة 16%
ـ مكة 15%
ـ أما أقل معدلات طلاق في الباحة 9%.
هذا وكان أطراف الحوار كلا من الاعلامي عبد الله البراق و عائشة عادل السيد والاستاذ : عبدالرحمن عبدالله الصليهم، والمستشار القانوني مفلح الأشجعي والأستاذ بندر الغامدي .
حول ظاهرة الطلاق في المملكة والمتفشية في اوساط المجتمع السعودى على وجه الخصوص والمجتمع العربي عموماً
وبدأ الحوار والذي استغرق ساعتين حسبما هو معد له حيث تناولوا الموضوع بسؤال : لماذا يقع الطلاق ؟
حيث أوجز الاستا ذة: الأسباب : (في الغالب يقع الطلاق إما بسبب المرأة أو بسبب الرجل أو بسبب البيئة والأشخاص المحيطين بالزوج والزوجة ... وهنا سنوجز مخرجات الحوار عن أهم الأسباب العامة لوقوع الطلاع بين الزوجين).
بدأ المستشار القانوني: مفلح الأشجعي حديثه عن قضية الطلاق فقال :
الطلاق شرعا هو حل قيد الزوجية بين الزوج وزوجته ... والطلاق هو حق للرجل (وبعض أهل العلم) يرون أن من حق الزوجة أن تكون العصمة بيدها بشرط تنازل الزوج عن حق الطلاق لزوجته ... وهذا معمول به في بعض الدول العربية بنص قانوني واضح وصريح ...
والفرق بين طلاق الزوج لزوجته والزوجة لزوجها هو أن من حق الزوج مراجعة زوجته إذا كانت في العدة بشرط أن لا تكون الطلقة الثالثة ... أما إذا طلقت الزوجة زوجها فلا يحق لأي طرف مراجعة الآخر إلا بعقد جديد مكتمل الأركان شرعا ...
ومن يرى أن للطلاق جوانب سلبية ... فله أيضا جوانب إيجابية كثيرة ...
فأحيانا من مصلحة الأبناء طلاق أبويهم ...
أو لا بد من وقوع ااطلاق لثبوت الضرر سواء على الزوجوأو الزوجة أو الأبناء ...
الطلاق تسريح بمعروف ...
أما بالنسبة لأضرار الطلاق، فالاضرار متعددة ومن الصعوبة بمكان حصرها ... وأحيانا قد يكون عدم إيقاع القاضي للطلاق هو لرفع الضرر عن المرأة أي الإبقاء على عقد الزوجية بهدف رفع الضرر عن الزوجة والأبناء وبناء الأسرة...
فحتى لو طلق الزوج فلا يوقع القاضي طلاقه ...
إن كثرة حالات الطلاق تمس الأمن الإجتماعي للمجتمع ... لذا كان من الواجب على الجميع محاربته ... الأمن الإجتماعي جزء من أمننا بمفهومه الواسع ...
أخيرا ليس آخرا نص قرار هيئة كبار العلماء 26في*21/8/1394هـ،المعمم على المحاكم الشرعية برقم 56/12/ت في*22/3/1395هـ،والمتضمن أنه : ( في حال تعذر الوصول إلى حل بين الزوجين،وأتضح استحالة الوئام والحياة جنبا إلى جنب مع بعضهما البعض بعد ترغيب الزوجات في الانقياد لأزواجهن بما يرضي المولى عز وجل وتخويفهن من إثم النشوز وكل أمر يكون دافعا لعودة الزوجة لزوجها،وفي حال استمرار الزوجة بطلب التفريق والزوج بالإمساك يتخذ القاضي ما يراه في التفريق بينهما بعوض أو بغيره حسب يراه فضيلة ناظر الدعوى حاسما للشقاق)...
هذا وعلق الاستاذ بندر الغامدي قائلا بمداخلته :
اتفق معكم في بعض واختلف معكم في بعض اخر.
نظرتي الشخصية للعلاقة الزوجية باختصار انها علاقة قائمة على ثلاث اسس
العقل
والقلب
والجسد
اما العقل فيعني ان يكون التوافق الفكري حاضر ، واقول التوافق لا التطابق ، فلكل طرف شخصيته وكيانه المنفصل ولكن على ان يحترم كل طرف فكر وعقل الاخر وكيانه ، وبينهما تناغم وتفاهم في الافكار.
اما القلب فمجاز للعاطفة ، ولا اقصد بالعاطفة الحب بمعناه الرومنسي ، ولكن قد يكون ود وعطف بين الطرفين.
اما الجسد فهو ان يشتهي كل طرف الطرف الاخر فلا وجود للفتور والبرود بينهما.
اذا اختل احد هذه الاسس اختلت باختلاله العلاقة الزوجة ، وقد تستمر اذا طغى احدهم على الاخر وعوض النقص ولكن الاستمرار هنا لن يكون صحي وقد تنهار العلاقة ولو بعد حين.
الأستاذة : عائشة عادل السيد
خبيرة في مجال الطفولة ورئيسة مجلس جمعية طفولة آمنة
بدأت الأستاذة عائشة حديثها عن هذه القضية فقالت :
الطلاق هذه المفردة التي ارتبطت في أذهاننا جميعا بالعيب والعار والخذلان ونكران الجميل فتحاشيناها في العلن حتى انقلبت في داخل البيوت إلى طلاق عاطفي سري بين جدران البيوت فكان وقعه أنكى وأشد وأوجع على الرجل والمرأة على حد سواء
فوقع كثير من الأزواج بين سندان الصبر على الشريك الغير المناسب ومطرقة الخوف من نظرة المجتمع الناقدة
وما كان هذا كله الا بسبب ضعف الوعي بمتى يجب أن نحجّم عن الطلاق أو نفعله وماهي حدود الصبر التي يجب أن تتوقف عندها الحياة الزوجية
وماهي الامور التي ينبغي تجاهلها والتغاضي عنها وماهي الامور التي ينبغي المحاسبة عليها
ولن يتأتى الوعي السليم الذي من شأنه أن يحافظ على جدران البيت منيعة من عواصف المشاكل الا بالرجوع لمنهج الشرع القويم والسنة المطهرة في كيفية التعامل بين الزوجين انطلاقا من قوله تعالى (فإمساك بمعروف او تسريح بإحسان )
حتى لايصبح الصبر مر والطلاق كارثة
لايكون الحد من تنامي حالات الطلاق الا بمزيد من الوعي بالسبل الصحيحة لإدارة الخلافات الزواجية وهذا لن يتأتى الا بنظافر جهود وزارات وجهات عدة ذات علاقة بالاسرة والطفولة يديرها وينظمها ذوو الاختصاص عن طريق برامج ذات صبغة عصرية بتأصيل شرعي.
الاستاذ: عبدالله البراق
بدأ الأستاذ عبدالله حديثاه قائلاً:
موضوع الطلاق تحكمه عدة عوامل لابد من الاتفاق عليها بين الزوجين والوضوح فيها .
ومن وجهة النظري ان مشروع الزواج لا بد ان يكون متكامل من جميع حيثياته، وواضح في ذلك .
ومنها معرفة كل زوج بالحقوق التي عليه والتي لابد ان يكون مستشعرها في داخله،
فأي مشروع لا تكون فيه الحقوق واضحة سيتعثر إكماله.
.
والحديث يطول لكن سأحاول ان الخص ما استطيع خاصة وأني على سفر الان . ولذلك ايضا بكرت بالرسالة لاني الان تحركت .
وللفائدة : لا يوجد حديث صحيح ( أبغض الحلال عند الله الطلاق )
وهو حديث ضعيف ولا يجوز نسبته الى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو مما انتشر من تدقيق او تحقيق .
واكتفي بالاشارة الى بعض ما اراه مهم وخاصة اني انظر للموضوع من خارج دائرته،
*: التغيرات الثقافية المجتمعية على جميع الأصعدة، والتي ربما يستوعبها فرد واحد من الزوجين،
وينطوي تحتها مفهوم الحقوق التي اصبحت تتقلب بين الحق والباطل، فرب حق لا تراه الزوجة حقا لزوجها والعكس كذلك،
*وكذلك عدم تهيئة الزوجين للعلاقة الزوجية بمفهومها الثابت في زمن المتغيرات،
*عدم الاحترام والثقة يعد اللبنة الأولى للطلاق.
**لتفادي التوتر في العلاقة الزوجية لابد من التفاهم على كل شيء حتى فيما يختلفون فيه بوضع آلية للتفاهم فيما يختلفون فيه،
*إضافة للعوارض الاهلية التي تطرأ مع ظرف او عدة ظروف مما يجعل أهلية احد الزوجين لا تتناسب مع مشروع الزواج وينطوي تحتها العديد من المسائل التي تطرأ على الانسان.
وهي على قسمين:
1: عوارض مكتسبه: وهي ما كان لأحد الزوجين سببا في حدوث هذه العوارض،
كالتلف العقلي بسبب تعاطي المخدرات والمسكرات وما ينتج منها من أضرار بالحياة الزوجية،
ومنها التلف الاقتصادي الذي يتسبب في عرقلة الحياة الزوجية ومن أسبابه الاسراف او صرف المال بغير وجه حق باللعب بالقمار وماشاببه،
ويدخل فيها الجهل مع عدم رغبة التعلم في أولويات التعايش والتربية مما يؤدي الى جمود في الحياة الزوجية المواكبة للمجتمع المتطور علميا وثقافيا داخل حدود الدين الحشمة،
ونستطيع ان نعرفها : كل ما كان لاحد الزوجين سبب في حدوثه.
.
2: واما العوارض الأهلية الجبرية : هي النتائج المترتبة من أحداث ليس لاحد الزوجين فيها سبب، كما يحدث من الاقدار التي تصيب الانسان من مرض او حادث سير ونحوه او بالضرر الاقتصادي الناتج من خسارة تجارة او سرقة امواله ونحوها،
ومن وجهة نظري انه لابد من إضافة مواد عليمية من المرحلة الثانوية تتناول أساسيات المعرفة للحياة الزوجية وتربية الأبناء وكيفية إدارة الحياة الزوجية من كل جوانبها والاحاطة التامة بالعوارض الاهلية وحيثياتها وكيفية التعامل معها .
الاستاذ : عبدالرحمن عبدالله الصليهم
ماجستير علم إجتماع
بدأ الأستاذ عبدالرحمن حديثه عن قضية الطلاق قائلاً :
ازدادت حالات الطلاق في السنوات الاخيره بشكل يبعث على القلق ولا سيما ان للطلاق عواقب غير محموده على المستوى الفردي و الاجتماعي و طبعا ليس في كل الاحوال ، ومكمن القلق يكون ان تماسك المجتمع و سلامته وإمداده باعضاء جدد يبدا من الاسره وهي الاساس الذي يقوم عليه المجتمع الكبير ..
يعد الطلاق ومشكلات اخرى تعصف بالاسره اليوم تشكل معول هدم في جدار المجتمع خاصه عندما يتعلق الامر بضحايا الطلاق كالاطفال الذين يحصدون نتائج مايفعله الكبار ..
(الطلاق في الاسلام )
اباح الاسلام الطلاق عندما تتعذر العلاقه الزوجيه السليمه الا ان الطلاق وهو ابغى الحلال الى الله خضع للتقنين الآلهي حتى لا يتم اللجوء اليه الا عند الضروره القصوى بسبب ما قد يترتب عليه من نتائج سلبيه تتعلق بتفكك الاسره وقطع الرحم و النزاع بين الاقارب الا انه قبل ايقاع الطلاق الاسلامي لابد من وجود خطوات مسبقه وهي :
1- الموعظه الحسنه
2 -الهجر في المضجع
3 -الضرب غير المبرح وحدده بعض الفقهاء بأن لا يكون مدميا ولا مبرحا ولا على الوجه
4- التحكيم بأن يكون هناك وساطه للاهل واقارب الطرفين بالاضافه إلى خطوات أخرى ، و هذه الخطوات السابقه تشير الى أهميه التروي والمراجعه قبل ان يتلفظ الرجل بالطلاق .
(النظريه الوظيفيه والطلاق )
النظريه الوظيفيه معنيه بحفظ النظام والبناء الاجتماعي وصيانته من الخلل و حفظه بشكل متوازن فعند حدوث خلل في نسق ما لابد أن يتبعه خلل في موقع آخر وعليه فإن إرتفاع معدلات الطلاق لابد أن يكون مؤشرا لخلل وظيفي في النسق العائلي و التنشئه الاجتماعيه .
أما عن (اسباب الطلاق ) فقال الصليهم :
١-عجز الزوجين عن التفاهم أو التوافق و إستمرار الخلافات بينهما.
٢- تقصير أو نقص في فهم الزوجين للمسؤولية و متطلبات الحياه الزوجية
٣ - احيانا تدخل اسرتي الطرفين في الخلافات الزوجيه يزيد من تفاقم المشكلات .
٤ _لايوجد أو غياب التكافؤ بين الطرفين .
٥- وجود سلوكيات سلبية عند أحد الطرفين غير مقبوله من الطرف الاخر
٦ - تاثير العوامل الماديه علي العلاقه الزوجيه في ظل الظروف الحياتيه .
وذكر الاستاذ عبدالرحمن عدد من التوصيات :
١- تدريس موضوعات متعددة في الأسرة، كالزواج والتنشئة الاجتماعية وسلبيات الطلاق، في مدارس التعليم العام
٢- تدريب الشباب المقبلين على الزواج على المهارات الحياتية والاجتماعية اللازمة لحياة زوجية سعيدة وفاعلة .
٣- عقد الدورات التدريبية للشباب المقبلين على الزواج والأزواج الجدد من الجنسين لزيادة الوعي لديهم بأساليب التعامل الناجح بين الزوجين مع التجديد في نوعية هذه البرامج مع مرور الوقت والتغير الاجتماعي المستمر .
٤- تعزيز دور الإعلام من خلال توجيه المسلسلات والبرامج المختلفة لطرح فكرة الزواج بواقعية من حيث المشكلات التي تواجه الأسرة وكيفية التعامل معها بشكل يحفظ كيان الاسرة .
٥ - الاستعانة باختصاصيين اجتماعيين وأسريين في حل مشاكل الزوجين بدلاً من التوجه للأقارب والأصدقاء فقط.
٦- التوصية لإدارات الجامعات بتدريس «الإرشاد الأسري والزواجي» في المرحلة الجامعية.
٧- إصدار دليل إرشادي للأسرة يوضح الموضوعات والقضايا الأسرية وكيفية التعامل معها لتوعية الأزواج بأهمية الأسرة وأسس التوافق بين الزوجين وأساليب الحوار الأسري الناجح وتأخير قضايا الطلاق في المحاكم من خلال مكاتب اصلاح ذات البين والعمل على ايجاد حلول تضمن بقاء الاسرة متماسكة و بالتراضي .
٨ _ توظيف البحث العلمي في عمل الدراسات والبحوث عن ظاهرة الطلاق وصولاً إلى وضع سياسات متكاملة تعالج هذه المشكلة.