المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 29 مارس 2024
تجربة طالبة دكتوراه في فرنسا  "حنين أبوعزة: هذه هي قصتي
غازي بن نايف- الشرقية
بواسطة : غازي بن نايف- الشرقية 29-04-2018 09:43 صباحاً 75.9K
المصدر -  
غرب مع المبتعثين .. حلقة الوصل بين المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم .. لهذا نحن فيها "منكم ولكم" ندعوكم للتعرف عليهم وعلى سيرتهم وللإطلاع على تجاربهم المنوعة في الإبتعاث .. "حنين أبوعزة" – طالب دكتوراه مبتعثة بجامعة ليل الفرنسية في تخصص إدارة أعمال وتسويق - العديد من المحاور نستعرضها مع "حنين" في السطور التالية عن مسيرتها وهذه القصة:


هذا أنا ..

• من مدينة تعتبر واجهة وطنية مشرفة لأكثر من ٢٠ مليون زائر سنويا.
• من مدينة تحمل أسم أعظم قائد في التاريخ حمل أسمى رسالة سماوية.
• من مدينة تم بناء هويتها التاريخية في حب الاخرين واحتضانهم
• من معاناة شخصية بالوقت والجهد والمال ومن عائلة أهم أهدافها الافتخار بأفرادها في كل ما نقدمه لوطننا الغالي.
• ولأن مولاي خادم الحرمين يحمل اسم خدمتها فإننا نتشرف بأن نكون جزء من أبناء وبنات وطننا الحبيب لبذل كل ما نستطيع لردّ الجميل.
• من عائله اثنان منها أطباء في تخصصات مشرفة وبأعلى المؤهلات وبثالث من قيادات التكنولوجيا وأخت تحمل الماجستير في أحد معاقل العلم في المملكة.
• أنا أختكم حنين أبوعزة بدأت رحلتي العلمية في مراحل رتبها ووقف بجانبها أم وأب يعيشون بداخلها على مدار الساعة وقالوا لها هكذا تكوني دكتورة.



بداية التوجيه ورحلة البناء ..

لغة الأخر، لغة العالمية، لغة الحوار، لغة التلاقي، لغة العلم، تم إنجازها في مرحلة البكالوريوس في الادب الإنجليزي من جامعه طيبه بتاريخ ٢٠٠٥م - وأكملت الرحلة خارج الوطن في إدارة الأعمال والتسويق، اهتمامه وتأثيره، وتطويره كل ذلك كان في رسالة ماجستير إدارة الأعمال من اقصى الشرق من جامعة الملتيميديا العالمية بمدينه العلم سيبرجايا بماليزيا وأتممتها في عام ٢٠١١م.

ولأن المسيرة لم تكتمل والطموح يصل عنان السماء وبعد سنوات من الجهد والتعلم من بيئة التحدي في بيت الأعمال للسيدة لبنى العليان قررت بدعم من أحب ان أتعلم اللغة الثالثة بكل اقتدار، لغة الحب، لغة الوسط، لغة الثقافة، لغة التواصل، وتم - بكرم الله - إنجازها في أعرق معاهد فرنسا في السوربون في عام ٢٠١٦م فتعلم لغة ثانيه يعني ان تمتلك روحا ثانيه، عقل ثاني وإحساس ثاني وتكون إضافة لرسالة الدكتوراة.

ولأن الوطن يعيش مرحلة النهضة ويعيش الإبتكار في أبهى صورة فقررت ان أقدم رسالة العمر، رسالة الحياة، رسالة الامل، رسالة المستقبل، رسالة الخير، رسالة العطاء، رسالة تتناغم مع ما تقودنا إليه مملكتنا الحبيبة في بناء الإنسان من الداخل وتنمية الأصالة في المواطن والمواطنة السعودية وإظهار القيم التي نعتز بها، وكيف يمكننا أن نربطها بكل مقدراتنا الاقتصادية وتحولنا الاستراتيجي الرائع والقوي - وهذا ما تؤكد عليه أهمية دراسة التسويق في الوقت الراهن حيث ان الدولة الان تتوجه لنقله اقتصاديه فريدة من نوعها مما يخلق فرص وظيفيه عديده لإدارة الاعمال والتسويق - وبكرم من الله ثم بدعم من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وبدعم من ممثلي وطني الحبيب على ارض فرنسا ابتداء بسفارتنا المشرّفة المعطاءة ومرورا بملحقيتنا الثقافية الداعمة وانتهاء بزملائي المبتعثين والمبتعثات تقدّمت برسالتي العملية الكبرى والتي اتشرف بآن أكون اول من طرق هذا الباب وهو كيفية ربط المسؤولية الاجتماعية بالنجاح الاقتصادي والبناء الرفيع للهويه الاقتصادية.


شغفي بالتطوع ..

شجعني على اختيار المسؤولية الاجتماعية شغفي بالتطوع وكانت البداية من تعليم أيتام المدينة المنورة اللغة الإنجليزية في معهد جمعيه طيبه الخيرية بالمدينة المنورة - وبعد مرافقه لوالدي مريض الزهايمر انضممت لجمعيه ألزهايمر كمتطوعة .
ولان العطاء اهم مقومات السعادة والرضا والسلام الداخلي للإنسان بدأت بالعمل كمتطوعة في احدى دور العجزة في باريس كمساعده ومرافقه للعجزة.


تجربة ثرية ..

من تجاربي الثرية مؤخرا المشاركة في المنتدى الاقتصادي السعودي الفرنسي للرؤساء التنفيذين أثناء زيارة ولي العهد لجمهوريه فرنسا وكانت لهذه المشاركة الأثر الكبير في معرفة حجم السوق الفرنسي بالنسبة للسوق السعودي إضافة على عدد الاتفاقيات التي تمت بين الدولتين والتي تقدر بقيمه ٢٠ مليار يورو في مختلف المجالات الصناعية والعسكرية والتجارية والإعلامية والفنية.


الدراسة في فرنسا .. وهذه المشاهدات ..

فرنسا من الدول الأوروبية الرائدة في الطب والفن والإدارة وهناك العديد من الطلبة الذين توجهوا لدراسة الطب والهندسة المعمارية فيها. يدرس هنا حوالي الفين طالب وطالبه والأغلبية في مجال الطب والعسكرية.

صعوبة الدراسة في فرنسا تكمن في نقطتين أولها ضرورة اتقان اللغة الفرنسية والوصل لمستوى معين - ثانيا الجامعات المعترف فيها من قبل وزارة التعليم العالي اغلبها جامعات حكومية ورسومها رمزيه جدا مما يجعل المنافسة صعبه جدا في الحصول على قبول دراسي لمرحلتي الماجستير والدكتوراه.

ومن ناحية أخرى اللغة الفرنسية لغة كباقي اللغات تحتاج الممارسة مع الاخرين حتى يتم التمكن منها ومن الصعب الاعتماد فقط على دراسة المعاهد.


بين الإنطواء والإندماج .. الشعب الفرنسي .. وهذا التنوع ..

تختلف طبيعة الشعب الفرنسي حسب المناطق فبطبيعة الحال الباريسيين منطوين على أنفسهم عكس مدن الشمال أو الجنوب. ومن خلال تجربتي الشخصية التعامل باحترام مع الاخرين يفرض على الاخرين تبادل الاحترام معك، فعلى الصعيد الشخصي لم اتعرض لااي مشاكل عنصرية بالعكس نظرة الإعجاب بأن هناك طلبة سعوديين يدرسون في بلدهم كانت واضحة عليهم.

ومن الجميل في الشعب الفرنسي احترامهم الشديد للمواعيد وللبروتوكول وانصح زملائي الراغبين بالدراسة ان يضعوا فرنسا كخيار لهم فالسعودية الجديدة الان تحتاج خبرات وثقافات حتى نبدأ من حيث ما توقف عنده الاخرين – كذلك من الجميل جدا في الشعب الفرنسي اهتمامهم بالآثار والتراث فالمتاحف تعكس ثقافة الشعوب وهذا ما كنا نفتقده في السعودية واتمنى ان ينقل الينا هذا الشغف والاهتمام بإرثنا الثقافي، فالثقافة الإسلامية والعربية مليئة جدا بالموروثات من أماكن تاريخيه لفنون ونقوش وغير ذلك - كما أن الاهتمام بالفنون وبالتنشيط السياحي أيضا من الجوانب الإيجابية لدى الشعب الفرنسي وبعد زيارة ولي العهد المكللة بالنجاح لجمهوريه فرنسا فقد تم الاتفاق على تطوير مدينه العلا بالشراكة مع فرنسا اضافه الى ذلك فقد اتخذت منظمه مسك الخيرية من باريس مقر لمركز مسك الثقافي في أوروبا ويهدف المركز إلى نشر الفكر والآداب والثقافة السعودية من خلال الأنشطة الفكرية والثقافية المختلفة.


الإسلام والمسلمون في فرنسا ..

بالنسبة لعادات وتقاليد الفرنسيين فهم مختلفين تماما عن ثقافتنا وعاداتنا مما يفسح لنا المجال لمعايشة تجارب أخر ولكن وبسبب تواجد جالية كبيرة من العرب والمسلمين في فرنسا فقد تجد هناك تقارب كبير في العادات معهم فمثلا خلال شهر رمضان نستطيع ان نستشعر بالشهر مع المسلمين وللمعلومية الإسلام منتشر بشكل كبير في فرنسا.
أيضا الحجاب في فرنسا يشكل جدل كبير وسط الإدارات الحكومية والشركات فقط، أما في الجامعات والحياة العادية فلا يشكل ذلك عائق كبير ولكن الصعوبة تكمن عند انتهاء الطالبة من الدراسة والبحث عن شركة او مستشفى للتطبيق فيها فقد يواجهن المحجبات الصعوبة.


مساهمة المبتعثين في فرنسا ..

الفرنسيون يكادون لا يعرفون عن السعودية غير انهم شعب منغلق ويتفاجؤون من الطلبة المقبلين على الدراسة عندهم وكان لزيارة ولي العهد التي تكللت بالنجاح آثر كبير على الاعلام الفرنسي بتغير وجهة نظرهم عن السعودية وعن المرآه السعودية بشكل خاص - ومن الصعوبات التي ممكن ان تواجه الطلاب في باريس هي صعوبة الحصول على الإقامة بعد ثلاثة شهور من بداية دخول البلد، أيضا انصح زملائي القادمين للدراسة في فرنسا البحث عن سكن قبل بداية القدوم للبلد فالسكن في باريس خصوصا يشكل عائق كبير بالنسبة للطلاب – بالتالي أتمنى من زملائي الحاليين في فرنسا ان نكثف التواصل فيما بيننا ومحاولة انشاء نادي بسيط تحت مظلة الملحقية الثقافية لتبادل التجارب والخبرات فيما بيننا ومساعدة الطلاب القادمين إلى فرنسا.


مدينة وجامعة ليل الفرنسية ..

تم قبولي لتقديم رسالة الدكتوراه في جامعة ليل في كلية:
( IAE Lille School of Management )

مدينه ليل رابع أكبر المدن الفرنسية وتبعد عن باريس ٤٠ دقيقة بالقطار وتعتبر ليل ملتقى الطرق الأوروبية الكبرى، حيث أنها همزة وصل بين ألمانيا، لوكسمبورغ، بلجيكا، هولندا، إسبانيا، المملكة المتحدة وفرنسا - يوجد فيها متحف الفنون الجميل ويعد ثاني أهم المتاحف في فرنسا بعد متحف اللوفر، يوجد فيها جامعة ليل بفروعها الثلاثة للطب وللفن وللقانون والإدارة فتتميز المدينة بكثرة الطلبة فيها - تعتبر المدينة أرخص من باريس من حيث السكن والمطاعم، وأرخص من مدن جنوب فرنسا مثل نيس و مونبلييه - وهنا نصيحتي الدراسية لمرحلة الدكتوراه البحث عن مشرف قبل بدء المرحلة أو أثناء دراسة اللغة وذلك لأن إجراءات الحصول على مشرف في إدارة الاعمال (تسويق او ماليه او موارد بشريه) وإجراءات التسجيل تأخذ وقت طويل في فرنسا - إضافة ان لا يقتصر نشاط باحث الدكتوراه على البحث والرسالة، فيفضل أن يعزز تجربته بحضور برامج إدارية قوية ويوجد في فرنسا عدد من المدارس الإدارية التي تقدم صيفيه برامج تدريبيه معتمده في استراتيجيات الإدارة والتسويق والمالية.