المصدر -
بدأت المملكة المتحدة، أمس الأربعاء، عملية تاريخية للخروج من الاتحاد الأوروبي بعد تسعة أشهر من استفتاء قسم المملكة وأضعف المشروع الأوروبي الذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وسلم السفير البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي تيم بارو رسالة الطلاق التي وقَّعتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس الأول الثلاثاء، لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك لتنطلق بذلك رسمياً آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وعلق توسك في تغريدة على الصورة التي خلدت لحظة توقيع الطلاق وستدخل التاريخ وتغير مصير المملكة، كأول بلد ينفصل عن الاتحاد بعد 44 عاما من زواج مزعج: «ما من سبب ليبدو وكأنه يوم سعيد في بروكسل أو لندن».
ودعت ماي في الرسالة إلى إجراء مفاوضات الخروج بالتزامن مع مفاوضات العلاقات التجارية المستقبلية بين الطرفين، رغم أن الاتحاد الأوروبي قال إنه لا يمكن مناقشة هذه العلاقات إلا بعد التوصل إلى اتفاق بشأن بريكست.
وسرعان ما رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل طلب ماي وقالت في برلين: «يجب أن توضح المفاوضات أولا كيف سنفكك علاقتنا المتشابكة»، مضيفة «فقط بعد معالجة هذه المسألة، يمكننا أن نبدأ الحديث عن علاقتنا المستقبلية، في وقت قريب بعد ذلك على ما آمل».
كما دعت ميركل إلى مفاوضات «نزيهة وبناءة» مع بريطانيا.
أعلنت الحكومة الألمانية، أمس الأربعاء، أن بريطانيا تبقى شريكا لأوروبا والحلف الأطلسي، رغم إطلاق آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي، محذرة من أن مفاوضات بريكست «لن تكون سهلة».
ومن جهته قال وزير الخارجية الألماني: إن المفاوضات ستكون صعبة، وإن الأهم بات ضمان لحمة الدول الـ27.
وقال سيغامار جابرييل: «لن تكون المفاوضات سهلة بالتأكيد»، مشددا على أننا «سنبقى أصدقاء» مع لندن.
وأضاف «بالنسبة إلى ألمانيا النهج الرئيسي الواضح للمفاوضات هو أن أوروبا بأعضائها الـ27 متماسكة، وأن عملية التوحيد الأوروبي لن تبقى على حالها، بل إننا نستمر في تطويرها وأننا نستعد للعواصف المقبلة».
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر: «نحترم رغبة الناخبين البريطانيين ومملكة فخامتها في اتخاذ خطوات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي».
وأضاف: «إذا كان مستقبل العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، نريد أن تظل المملكة المتحدة قائدا قويا في أوروبا».
وأعلنت ماي أمام النواب البريطانيين أن «عملية الانفصال مسار يتم بناء على رغبة الشعب البريطاني، المملكة المتحدة ستغادر الاتحاد الأوروبي. إنها لحظة تاريخية ولن تكون هناك عودة إلى الوراء».
وأضافت: «إن أفضل أيامنا هي تلك القادمة» من أجل «بريطانيا عظمى عالمية فعلا»، داعية البريطانيين إلى «الوحدة» للحصول على «أفضل اتفاق ممكن». وتابعت: «سنعزز العلاقات التي توحد الأمم الأربع للمملكة المتحدة» في وقت تهدد فيه التطلعات الاستقلالية لاسكتلندا والأزمة السياسية في أيرلندا الشمالية وحدة المملكة.