المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 26 أبريل 2024
تجربة مبتعث في نيوزلندا "فهد العمار: هذه هي قصتي
غازي بن نايف- الشرقية
بواسطة : غازي بن نايف- الشرقية 23-04-2018 10:44 صباحاً 210.9K
المصدر -  
غرب مع المبتعثين .. حلقة الوصل بين المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم .. لهذا نحن فيها "منكم ولكم" ندعوكم للتعرف عليهم وعلى سيرتهم وللإطلاع على تجاربهم المنوعة في الإبتعاث .. "فهد بن محمد العمار" – حصل على درجة البكالوريوس والماجستير في تخصص المالية والإدارة من جامعة ماسي في مدينة أوكلاند النيوزلندية – ومؤخرا إحتفى بحصوله على درجة الدكتوراه من جامعة بيس في تخصص الإدارة عن أطروحته بعنوان "دبلوماسية الأعمال" العديد من المحاور نستعرضها مع "الدكتور فهد العمار" في السطور التالية عن مسيرته و هذه القصة:



بداية القصة ..

في عام 2003 تخرجت من معهد الإدارة في الرياض بدرجة دبلوم وبعد تخرجي عملت في المجال البنكي لمدة 3 سنوات ، وفي حينها أتذكر أنني لم أكن راضياً لعدم إكمال دراستي الجامعية "البكالوريوس" وكنت دائماً أفكر في طريقة لإكمال دراستي - وفي عام 2007 اُتيحت لي فرصة الالتحاق بالدفعة الثانية من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وكانت خطتي هي فقط الحصول على البكالوريوس ثم العودة للوطن ، حيث أنني من مواليد مدينة شقراء وانتقلت إلى الرياض بعد انتهائي من الدراسة الثانوية لإكمال دراستي هناك ومتزوج ولدي ابن واحد والآخر في الطريق.



نيوزلندا .. ورحلة الحصاد ..

عند وصولي لنيوزيلندا وإنهائي مرحلة اللغة التحقت "بجامعة ماسي" في مدينة أوكلاند حيث حصلت على درجة البكالوريوس في تخصص المالية والإدارة في عام 2011 – وعندها لم يتوقف طموحي عند هذا الحد فقمت بترقية البعثة لدراسة الماجستير في نفس الجامعة في تخصص الإدارة وفعلاً تخرجت نهاية عام 2013 بمرتبة الشرف الثانية - عند الانتهاء من مرحلة الماجستير بدأ يتولد لدي حب وشغف للبحث العلمي والحياة الاكاديمية فقررت الحصول على الدكتوراه في الجامعة في نفس التخصص وفي موضوع "دبلوماسية الأعمال" وهو موضوع حديث عن كيف تتصرف الشركات بطريقة دبلوماسية لتحقيق أهدافها والحفاظ على سمعتها - وبعد ثلاث سنوات ونصف من الجد والاجتهاد حصلت اخيراً على درجة الدكتوراه هذه السنة وتم ترشيح أطروحتي لقائمة العميد للرسائل الاستثنائية واعتقد بأنني أول سعودي يدخل قائمة العميد في نيوزيلندا.

درجة الدكتوراه .. وسفير فخري في السعودية من التعليم النيوزيلندي..

خلال دراستي للدكتوراه قمت بالتدريس في الجامعة ونشرت عدة ابحاث اكاديمية في العديد من المجلات الدولية باللغة الإنجليزية وقدمت في عدد من المؤتمرات داخل وخارج جامعة ماسي. كما حصلت على أكثر من جائزة مالية من الجامعة لانهائي الدكتوراه في وقت قياسي وكذلك لدعمي في نشر بحثي في الدكتوراه وتم اختياري كذلك من التعليم النيوزيلندي كسفير فخري في السعودية.


الدراسة في الخارج" غيرتني لهذه الأسباب ..

لقد غيرت فيني الدراسة في الخارج الكثير فقد نمت لدي مهارات التعامل والتقبل للعديد من الثقافات وكذلك حب القراءة والتعلم والبحث. كما زرعت فيني قيم التسامح وعدم اصدار الأحكام أو التدخل في شؤون الآخرين الدينية او السياسية او الاجتماعية ، كما أن تكوين صداقات مع الطلبة السعوديين في الخارج من مختلف المناطق والمذاهب ساهم بشكل فعال في فهمنا لبعضنا وإزالة العصبية القبلية والطائفية التي للأسف زُرعت فينا في اوقات مضت بشكل مباشر وغير مباشر.

في نيوزلندا" تغيرت نظرتي إتجاه المرأة ..

لأن نيوزيلندا من أولى الدول التي أعطت للمرأة حقوقها، ومنها حق التصويت، فقد ساهم ذلك في تغيير نظرتي للمرأة وكيف أنها كيان مستقل غير تابع وعنصر فعال في المجتمع لا يقل عن دور الرجل في أي شيء.


من خريج دبلوم إلى خريج دكتوراه .. هي حصيلة 11 عاماً في الغربة ..

بعد رحلة طويلة دامت لأكثر من 11 عاماً في الغربة، فقد حولت فكري وحياتي وتعليمي من خريج دبلوم من معهد الإدارة، إلى خريج دكتوراه وأكاديمي من دولة وجامعة متقدمة في الكثير من المجالات.


عشق نيوزيلندا .. وعلاقة عاطفية تجمعنا ..

تربطني علاقة عاطفية مع نيوزيلندا حيث قمت بزيارتها خلال عملي في الرياض وانبهرت بطبيعتها وهدوئها ونظامها وشعبها اللطيف والودود. عند وصولي لنيوزيلندا، وكغيري من الطلاب الجدد، واجهت صعوبات كثيرة في اللغة والتأقلم وفهم الانظمة ولم تكن توجد وقتها حتى ملحقية ثقافية هنا وكان تعاملنا مع الملحقية في استراليا. مع الوقت بدأت اتعود على أسلوب الحياة هنا وفهم الشعب النيوزيلندي. لدي العديد من الذكريات والمواقف الجميلة التي لن انساها مع العديد من الأصدقاء. اعتبر أن تجربة الابتعاث وحياتي في نيوزيلندا من أفضل الفصول التي عشتها والتي لن أنساها ما حييت.


الشعب النيوزلندي .. وهذه المشاهدات ..

تحتل نيوزلندا مراتب متقدمة في التعليم والصحة والشفافية وقلة الفساد وللأسف بحكم موقعها الجغرافي وبعدها، فإنها ربما لا تحصل على الانتباه الذي تحصل عليه دول أوروبا أو أمريكا. الشعب النيوزيلندي شعب لطيف جداً ومسالم ولا يحب التدخل في شؤون الاخرين وبذلك فهو شعب مستقل وفردي نوعاً ما. النيوزيلنديين منظمون جداً ويحترمون الوقت والحياة الشخصية للآخر، لذلك فهم يتوقعون من الزائر التعامل بهذا المبدأ. العنصرية لديهم شبه معدومة ولن تجد كزائر او طالب غير الترحيب والمساعدة لو احتجتهم ، لدى النيوزيلنديين حب للثقافة والفن والتعلم كذلك، لذلك لديهم اهتمام بتاريخهم ومتاحفهم وينظمون من فترة لأخرى فعاليات ثقافية ويستضيفون فنانون عالميون من جميع أنحاء العالم.

نيوزلندا دولة حديثة .. وشعبها خليط ..

لا أتذكر بعض العادات والتقاليد لدى النيوزيلنديين ربما بحكم أنها دولة حديثة وشعبها خليط من مهاجرين أوروبيين معظمهم من بريطانيا ولكنهم معروفون بحبهم للأنشطة الخارجية والطبيعية (مثل الإبحار، ركوب الدراجات، والتزلج، والخروج للحدائق والمنتزهات نهاية عطلة الاسبوع).

رسالتي إلى المبتعثين ..

أعتقد أن على المبتعثين الجدد المقبلين على الدراسة في أي تخصص اولاً التفكير في لماذا اختاروا تخصصهم وماهي خططهم المستقبلية وماذا يريدون أن يحققون أو يكونون. على هذا الاساس، يجب أن يبني الطالب سيرته الذاتية خلال دراسته (عمل تطوعي مثلاً) بحيث يبرز ويكون جاهزاً عند التخرج. كما أنصحهم بالاجتهاد في الدراسة في جميع المراحل. فالدرجات والمعدل والجوائز الذي سيحصل عليه الطالب ستحدد فرصه الوظيفية والتعليمية في المستقبل. على الطالب أن يكون طموحاً ولا يرضى بأقل من التفوق. للأسف أن بعض المبتعثين ربما لا يأخذون الابتعاث والدراسة بشكل جدي مما يؤثر على درجاتهم أو تأخرهم في التخرج أو في بعض الحالات فصلهم من البعثة نهائيا ، وحيث يشكل الابتعاث فرصة وتجربة فريدة لن تتكرر للمبتعث، لذا عليه استغلالها قدر المستطاع والاستفادة منها. ونيوزيلندا بلد يمتلك مميزات كثيرة من تعليم جيد وترفيه وطبيعة خلابة وشعب مسالم ، وهنا على الطالب في نيوزيلندا أن يوجد توازناً بين هذه الأشياء وأن يقوم بالتحصيل الدراسي المميز والخروج ايضاً للاستمتاع والسفر كذلك داخل نيوزيلندا. كما أقول للمبتعثين بأننا سفراء لوطننا وأن اخلاقنا وتعاملنا سوف تنعكس على نظرة المجتمع الذي نحن فيه لنا. لنحاول دائماً إعطاء صورة حسنة عن السعودية والسعوديين عن طريق التعامل الحسن والتفوق الدراسي والاندماج مع المجتمع ، بالتالي لا توجد بطولات في الاهمال او الدخول في مشاكل، بل البطولة هي الحصول على الشهادة وترك أثر طيب لك.


السيدة نيوزلندية .. وهذا الموقف المؤثر ..

من المواقف المؤثرة التي أتذكرها في بدايات حياتي في نيوزيلندا كانت مع أحد الاصدقاء حيث كنا في أحد المقاهي ودخل وقت الصلاة وقررنا الصلاة في أحد مواقف السيارات بجانبنا. وهذا اعتبره الان تصرف خاطئ حيث كنا نستطيع ايجاد مكان أفضل أو العودة للبيت. عند الانتهاء تفاجئنا بوجود سيدة نيوزيلندية تنتظرنا وتنظر لنا باستغراب ثم بادرتنا بالسؤال عما إذا كنا بخير (لم تتعود ربما على هذا المنظر) قلنا لها نعم نحن فقط نصلي - قالت سيارتي بجانبكم وخشيت ان اشغلها وازعجكم، فقررت الانتظار حتى تنتهون. كانت هذه من المواقف المؤثرة والتي علمتني التسامح والاحترام وحسن التصرف مع الآخر.

انعدام البيروقراطية" تجربة أعجبتني عن نيوزلندا ..

من التجارب التي اعجبتني خلال دراستي في نيوزيلندا، واتمنى ان اشاهدها في السعودية، هي تقريباً انعدام البيروقراطية وسهولة ووضوح الإجراءات بشكل عام في القطاع العام والخاص. فأغلب الخدمات والاجراءات الحكومية مثلاً تستطيع إنجازها من خلال الانترنت وبعدد قليل جداً من المستندات والوثائق.

كما أن الخدمات الحكومية منتشرة على أرض الواقع في العديد من القنوات (مثل شركة البريد التي توفر الكثير من الخدمات الحكومية) ومع أن السعودية متجهة في هذا الطريق (عن طريق نظام ابشر مثلا) إلا أن نيوزيلندا اعتبرها متقدمة في هذا المجال.

برنامج الابتعاث حقق نتائج ايجابية على المبتعثين في نيوزلندا ..

أن الاقبال على الابتعاث في نيوزيلندا كان في كثافته في الاعوام القليلة التي تلت عام 2007 وكان هناك عدد كبير يدرسون في مجال دراسات الأعمال (مثل الإدارة والتسويق وإدارة الموارد البشرية وغيرها) وكان هناك خصوصاً عدد كبير من المبتعثين في برنامج الابتعاث للمميزين الذي كانوا يدرسون الطب في جامعة اوكلاند وجامعة اوتاقو وهما جامعتين يحتلان مراتب متقدمة عالميا ، وأعتقد أن برنامج الابتعاث قد حقق نتائج ايجابية حيث أن الكثير ممن اعرفهم قد عادوا محملين بالعلم والشهادات في مجال الطب والهندسة والأعمال وغيره، ووجدوا فرص وظيفية تتناسب مع جهودهم ودراستهم في الخارج. كما أعتقد أن برنامج الابتعاث ساهم بشكل فعّال في تعريف الشباب والشابات على ثقافات اخرى وتفتحهم وزيادة وعيهم وصقل مهاراتهم العلمية والعملية.

انصح بالدراسة في نيوزيلندا" لهذه الأسباب ..

اغلب المبتعثين يتواجدون في مدينة أوكلاند بحكم حجمها وتواجد اغلب الجامعات فيها. في عام 2007 أعتقد بأن أعدادهم وصلت إلى 5000-6000 مبتعث في نيوزيلندا ولكن هذا العدد بدأ بالانخفاض تدريجياً بحكم التغييرات التي طرأت على برنامج الابتعاث في عام 2014. حالياً اعتقد أن عددهم لا يتجاوز الـ 1000. ومن أكثر الصعوبات التي تواجههم هي تعلم اللغة (والحصول على الايلتس) وايضاً ربما صعوبة الدراسة الأكاديمية في جامعات نيوزيلندا من حيث تركيزها على البحث الأكاديمي والكتابة كما أن الاختبارات عادةً لا تكون بخيارات متعددة بل بالكتابة والتحليل ، كما انصح بالطبع بالدراسة في نيوزيلندا فهي تمثل تجربة مختلفة وفريدة من نوعها كما أن بعض الإحصائيات تفيد بأن جامعات نيوزيلندا من أفضل الجامعات عالمياً في تحضير الطلبة لسوق العمل والمستقبل. كما أن جامعات نيوزيلندا عموماً تقع في أفضل %3 من الجامعات على مستوى العالم.

مدينة أوكلاند لها رونقها الخاص ..

المدينة التي أدرس فيها هي مدينة أوكلاند وهي من أكبر المدن النيوزيلندية من حيث المساحة والسكان. تتمتع أوكلاند بشواطئها وحدائقها الكثيرة وتتواجد فيها العديد من الشركات والماركات العالمية والاسواق. تتمتع ايضاً بأنشطة طبيعية وبحرية كثيرة من ركوب الأمواج والرحلات البحرية والطبيعية وغيره. تتواجد فيها العديد من المطاعم والمقاهي العالمية والمحلية والتي تتمتع بطابع محلي مما يعطيها رونقاً خاصا.

بتصميمها الايطالي وتصنيفها المتقدم .. جامعة ماسي تتميز بهذه الأشياء ..

درست جميع مراحلي الدراسية (من البكالوريوس إلى الدكتوراه) في جامعة ماسي وهي تقع شمال مدينة أوكلاند ، وتتميز جامعة ماسي بأنها تقع في وسط الطبيعة (حيث بُنيت في ارياف أوكلاند سابقاً قبل أن يصلها العمران) كما تتميز بتصميمها الايطالي الذي لا يوجد مثله في جامعات نيوزيلندا. كما تحتل جامعة ماسي مراتب متقدمة، حيث تقع في أفضل 500 جامعة، وتحتل كلية الأعمال التي ادرس فيها المرتبة الـ 150 عالميا.

الملحقية الثقافية السعودية في نيوزلندا .. وهذه الجهود ..

الملحقية الثقافية في نيوزيلندا تقوم بمجهود رائع في خدمة الطلاب سواء المبتعثون او الدارسون على حسابهم الخاص واغلب المعاملات الالكترونية المستوفية للشروط يتم الرد عليها خلال أيام قليلة (مثل طلب ضمان مالي أو فتح ملف جديد). تقوم الملحقية الثقافية بين فترة واخرى بزيارة للجامعات والمعاهد للتأكد من حصول الطالب السعودي على حقوقه وتذييل بعض المصاعب التي تواجهه كما أن ابوابهم مفتوحة لكل زائر. من بين المشاكل التي واجهت الطلاب وقامت الملحقية بحلها هو إيجاد برنامج أو مسار لغة يخول الطالب للدخول للجامعة بعد اجتيازه بدل اختبار الايلتس او مشكلة عدم اعتراف بعض الجامعات النيوزيلندية ببعض شهادات الطلاب من السعودية.

من خلال الأعمال التطوعية وتكوين الصداقات" يستطيع المبتعث الإندماج ..

أعتقد بأن الأعمال التطوعية من أهم الأعمال التي تساهم في تغيير الصورة النمطية عن الطلاب السعوديين في بلد الابتعاث حيث تعطي انطباعاً باندماج وتقبل المبتعث للثقافة والبلد الذي يدرس فيها مما يساهم في تقليل الأحكام المسبقة عليهم ، كما تساعد الأعمال التطوعية في صقل مهارات الدارسين وتحسين فرصهم في الحصول على وظائف مستقبلية ، وبدورهم يقوم النادي السعودي في مدينة أوكلاند بأعمال تطوعية من وقت لآخر كان اخرها اعتقد توزيع هدايا لبعض المحتاجين في المدينة.

ولكي يندمج الطالب في بلد الابتعاث عليه اولاً أن يعطي نفسه والبلد فرصة ، الكثير قد ييأس أو يشتاق للبلد واهله او يصاب بالإحباط ويعود من اول ثلاثة شهور. الدراسة في الغربة هي في رأيي عبارة عن منحنى تعليمي: في البداية تصاب الذهول والانبهار والسعادة، بعدها تبدأ مرحلة الاحباط والملل وزوال الانبهار (وهذه أخطر مرحلة) ثم تبدأ مرحلة التأقلم والانسجام في الدراسة وبلد الابتعاث (والتي تمتد لسنين). في الاخير، وهذه هي المرحلة التي امر بها الآن، مرحلة الاكتفاء والرغبة الملحة في العودة للوطن والأهل والاصدقاء ولكي ابدا في تطبيق ما تعلمته والإسهام في تنمية الوطن.

ثانياً، على الطالب الدخول في المجتمع وتكوين صداقات (من أبناء وطنه وخارجه) والخروج خارج البيت إلى المنتزهات والمطاعم والاسواق وغيره. كما يستطيع الطالب الاشتراك مع مجموعات تشاركه اهتمامه (مجموعة قراءة أو رحلات خارجية). الكثير من هذه المجموعات تكون من ابناء بلد الابتعاث وتساعد الطالب في الاندماج وإيجاد فرص وتطوير لغته. لا يوجد شيء قد يضر بالطالب أكثر من الانطواء والجلوس في البيت وعدم الخروج.


تحت قيادة الملك سلمان .. نظرة النيوزيلنديين للمجتمع السعودي قد تحسنت ..

المجتمع النيوزيلندي شعب مسالم ومتفتح للثقافات الاخرى ولا توجد لديه عنصرية مباشرة تجاه العرب والمسلمين. ترفض نيوزيلندا مثلاً توجه بعض الدول في منع الحجاب والصلاة في مكان الدراسة أو العمل. توجد بعض الاحداث العنصرية من وقت لآخر ولكنها معزولة ويتم التعامل معها بجدية من قبل وسائل الاعلام والحكومة. كما أعتقد بأن نظرة النيوزيلنديين للمجتمع السعودي خصوصاً قد تحسنت في الفترة الاخيرة بحكم التغييرات التي حصلت في البلد تحت قيادة الملك سلمان وولي العهد من إصلاحات اقتصادية مصحوبة بانفتحاح ثقافي واجتماعي. حتى قبل هذه التغييرات، فالسعودي مثلاً، والخليجي عموماً، يستطيع الدخول لنيوزيلندا بدون تأشيرة لمدة ٣ أشهر وحتى حصوله على التأشيرة الدراسية سهل نسبياً مقارنة بباقي الجنسيات مما يعطي انطباعاً بنظرة نيوزيلندا الايجابية للسعودية.

الإسلام والمسلمون في نيوزلندا ..

الجالية الاسلامية في نيوزيلندا قليلة جداً مقارنة بدول اخرى مثل استراليا او امريكا. يوجد عدد من المساجد في اوكلاند وباقي المدن وبعض المحلات والمطاعم العربية، كما تقام احتفالات عيد الفطر والاضحى بشكل دوري ويحضره جنسيات عديدة من العرب والمسلمين – كما أن المسلمون في نيوزيلندا يتمتعون بحرية كاملة ويملكون الحق الكامل في بناء مساجدهم وممارسة عبادتهم وارتداء الملابس التي يرتاحون فيها. لا توجد مضايقات ابدا لهم. نيوزيلندا بلد فعلاً اعتبره مثالاً للحرية والتسامح الديني. واعتقد بأن المسلمون في نيوزيلندا يقومون بواجبهم تجاه هذا البلد من احترام انظمته وقلة المشاكل التي نسمعها من المسلمون هنا.


هذه أهم الانظمة التي على الطالب التقيد بها في نيوزيلندا ..

من أهم الانظمة التي على الطالب التقيد بها في نيوزيلندا بشكل عام هو احترام النظام سواء نظام الهجرة (الجوازات) أو نظام السير (المرور) او السلوك العام في تجنب مشاكل العنف الاسرية او الاجتماعية. بعض الطلبة قد يتعرض للترحيل مثلاً بسبب تأخره في تجديد فيزته الدراسية أو تزوير بعض الأوراق أو قد يتم حجزه بسبب قضايا عنف - على الطالب ايضاً تجنب الدخول في مشاكل ومشاجرات مع الغير أو السير ليلاً بمفرده أو ارتداء ملابس باهظة الثمن والتي تجعله عرضة للسرقة.

الإدارة والأعمال من التخصصات المستهلكة" ولكن مازال السوق يحتاجها ..

تخصص الادارة، وتخصصات الاعمال بشكل عام، قد تعتبر من التخصصات المستهلكة نوعاً ما ولكن ما زال السوق يحتاجها. لذا على من يريد دخول هذه التخصصات أن يسعى للتميز إما في درجاته أو بإكماله الدراسات العليا. كما عليه أن يسعى للإضافة إلى سيرته الذاتية إما بأعمال تطوعية أو بحثية او مشروع ريادة اعمال أو الحصول على جوائز وتقديرات تثبت جدارته وأهليته.

في مراحل .. هذا طريق المبتعث والطالب نحو تخطي العقبات ..

لا أتذكر تحديات واجهتها في مجال تخصصي او في الدراسة الاكاديمية بشكل عام غير بعض العقبات الدراسية المتوقعة التي تزول بالصبر والمثابرة. ولكن أعتقد أن الشيء الوحيد الذي نواجهه ربما هو اختلاف نظام وبيئة التعليم بين السعودية ونيوزيلندا. ففي نيوزيلندا يتوقع منك المحاضر مثلاً أن تشارك أكثر وتطرح رأيك وأن تكون متمكناً من الإنجليزية الأكاديمية تحدثاً وكتابة. هذا الشيء قد يصعب على طالب سعودي في البداية ولكن مع المراحل التي تسبق التعليم الجامعي، مثل مرحلة اللغة الإنجليزية أو السنة التحضيرية، اعتقد أن الطالب يكون وقتها قد تشرّب نظام التعليم لديهم وليس لديه عذر في صعوبة الاندماج في نظامهم التعليمي.

توفير فرص العمل" مطلبنا الوحيد كطلاب مبتعثين ..

مطلبنا الوحيد كطلاب مبتعثين هو توفير فرص العمل في المجالات التي اُبتعثنا من أجلها والاستفادة ايضاً من الخبرات التي اكتسبناها خلال فترة الابتعاث. المبتعث المجتهد الذي قضى سنين في الغربة يمتلك رصيداً عالياً من الخبرات العلمية والعملية ومخزوناً ثقافياً ومعرفياً يستطيع نقله إلى السعودية وإحداث بعض التغييرات الإيجابية خصوصاً مع رؤية 2030.


شكر وتقدير ..

في النهاية اريد أن اتقدم بالشكر إلى منصة "غرب مع المبتعثين" الذين منحوني هذه الفرصة في عرض وتوثيق تجربتي. كما اشكرهم على مبادراتهم وعملهم النشيط والغير منقطع في نقل آخر الأخبار والمستجدات من حياة الطلاب المبتعثين حول العالم.