المصدر -
أجبر نحو 1500 شخص معظمهم من المدنيين أمس السبت على التهجير من حي الوعر، آخر معقل للفصائل المعارضة في مدينة حمص في وسط سوريا، تنفيذا لاتفاق ترعاه روسيا، ومن شأن إتمامه على مراحل أن يسمح لقوات النظام السوري بالسيطرة الكاملة على المدينة.
وقال محافظ حمص طلال البرازي الموالي للنظام لوكالة فرانس برس، إن عملية إخراج أول دفعة استكملت للتو، لافتاً إلى أن 1479 شخصاً بينهم 423 مسلحا خرجوا من الحي.
وتعد هذه أول دفعة من المقاتلين والمدنيين الذين سيتم إخراجهم من الحي، بموجب اتفاق أعلن النظام السوري والفصائل المعارضة التوصل إليه برعاية روسية الثلاثاء الماضي، ويقضي بخروج الآلاف على دفعات عدة خلال فترة أقصاها شهران.
وشاهد مراسل لفرانس برس صباح السبت العشرات من مقاتلي الفصائل، يحمل كل منهم سلاحا فرديا، ومن المدنيين بينهم غالبية من الأطفال، وهم يستعدون للصعود إلى الحافلات الحكومية الخضراء اللون عند أطراف الحي، بعدما أحضروا حقائبهم وحاجياتهم معهم.
ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد الأشخاص الذين سيخرجون من الحي عند استكمال الاتفاق بنحو 12 ألف شخص، بينهم 2500 مقاتل.
وأشرف عناصر من الشرطة العسكرية الروسية على عملية إخراج المقاتلين وعائلاتهم من الحي، وفق مراسل فرانس برس، الذي أفاد بوجود سيارات روسية مركونة عند أطراف الحي المحاصر منذ نحو ثلاث سنوات.
وينص الاتفاق على انتشار قوات روسية (بين ستين ومئة عنصر) في الحي من أجل الإشراف على تنفيذ الاتفاق وعلى سلامة السكان الموجودين أو الراغبين بالعودة.
وأكد عقيد روسي يشرف على تنفيذ الاتفاق في حي الوعر لفرانس برس، أن الجانب الروسي هو الضامن لتنفيذ الاتفاق، موضحاً «من أجل هذا أتت القوات الروسية إلى سوريا لمساعدة أصدقائنا وعودة الحياة الآمنة إلى هذا البلد».
باتجاه إدلب وحلب
وبحسب بنود الاتفاق، من المقرر أن يتوجه المقاتلون وعائلاتهم إلى ريف حمص الشمالي أو إلى مدينة جرابلس الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا في ريف حلب، أو إلى محافظة إدلب التي يسيطر عليها ائتلاف فصائل إسلامية. وتسيطر القوات السورية حالياً على نحو %36 من الأراضي السورية، فيما يسيطر تنظيم الدولة على %29 منها، ويحتفظ الأكراد بسيطرتهم على %23 من الأراضي السورية. وتسيطر الفصائل المقاتلة على %12 فقط.
في غضون ذلك، عقد مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا محادثات مع مفاوض المعارضة السورية رياض حجاب أمس السبت في السعودية، وذلك في إطار الإعداد للجولة الخامسة من المفاوضات السورية.
ويحاول دي ميستورا التوسط في اتفاق سلام بين الأطراف المتحاربة في سوريا، وبعد جولة محادثات إجرائية في جنيف انتهت في الثالث من مارس الجاري، يعتزم إعادة المفاوضين من أجل مناقشات متعمقة في 23 من هذا الشهر.